مدفيديف: اننا نعارض عسكرة الاقتصاد وسيطرة الدولة فيه
اعترف الرئيس الروسي دميتري مدفيديف في اللقاء مع رجال الاعمال بروسيا بأن الحرب في القوقاز قد ادت الى احتدام الوضع في الاسواق المالية وغيرها.ولكنه اكد بأن روسيا لن تقدم على عسكرة اقتصادها.
اعترف الرئيس الروسي دميتري مدفيديف في اللقاء مع رجال الاعمال بروسيا بأن الحرب في القوقاز قد ادت الى احتدام الوضع في الاسواق المالية وغيرها.ولكنه اكد بأن روسيا لن تقدم على عسكرة اقتصادها.
كما أشار الى ان ان محاولات اغلاق السوق في الخارج امام روسيا "ستؤدي فقط الى تطوير السوق الداخلية" ولن تحدث اية كارثة بالنسبة لها.وقال الرئيس مدفيديف " لكننا لا نرغب في ذلك".
وقال الرئيس الروسي " اننا ندرك كل الادراك بأن الاحداث المأساوية في اوسيتيا الجنوبية قد ادت الى احتدام الوضع الصعب أصلا في اسواقنا المالية وغيرها. ونحن نتحسس منذ اكثر من عام التبعية الى مشاكل الاقتصاد العالمي الذي يمر بفترة ليست من افضل الفترات. ومع ذلك يجب التحرك قدما الى الامام بدأب ومواصلة معالجة المهام الشاخصة امام البلاد. وانا على يقين بأنه توفرت لدى روسيا وتتوفر جميع الموارد من اجل النهوض الاقتصادي".وقال مدفيديف مخاطبا رجال الاعمال " طبعا ان اية ازمة عسكرية او سياسية ستخلق حتما مشاكل اقتصادية وصعوبات بالنسبة الى اجراء الاعمال. وانا أعرف بانه تثير قلقكم عن حق قضية كيف ستتطور لاحقا العلاقات الاقتصادية مع البلدان الاوروبية والولايات المتحدة وغيرها من الدول. وسنعمل كل ما هو ضروري لمواصلة التعاون الاقتصادي المتبادل المنفعة. وسنتخذ التدابير من اجل حماية ممتلكات البزنيس الروسي في الخارج. ولا مفر من ذلك. واعلن الرئيس ضمنا ان الانضمام الى منظمة التجارة العالمية يبقى كالسابق هدفا لروسيا ، لكنه أشار الى ان هذا سيتم وفق شروط روسيا.
الاقتصاد الروسي لن يكون عسكري الطابع
واعلن الرئيس مدفيديف لدى الحديث عن عواقب العدوان الجورجي على اوسيتيا الجنوبية ان عسكرة الاقتصاد الروسي او وضعه تحت سيطرة الدولة غير وارد وستحتفظ البلاد بنهجها. ولن يتغير اي شئ في مبادئ السياسة الاقتصادية. ويجب الا تكون هناك تغييرات في الاولويات.
واضاف الرئيس قائلا " نحن لسنا بحاجة الى العسكرة ولا فرض سيطرة الدولة على الاقتصاد لكن يجب بلا ريب احلال النظام وستقوم الدولة بذلك مع الاحتفاظ بالقيم الاساسية وبالحريات المنبثقة عن دستور روسيا الاتحادية".
روسيا ستوقع اتفاقيتي صداقة مع اوسيتيا الجنوبية وابخازيا
وذكر مدفيديف ايضا ان روسيا ستوقع في هذا الاسبوع اتفاقيتي صداقة مع اوسيتيا الجنوبية وابخازيا وستحتويان على " جوانب عسكرية". وقال الرئيس ان جميع افعال القيادة الروسية في مواجهة العدوان الجورجي " ارتكزت على أساس الالتزام الصارم بالقانون الدولي والصلاحيات في مجال صنع السلام . وقال الرئيس " نحن نعمل اليوم كل ما يجب من اجل الحيلولة دون تكرار المغامرة العسكرية التي كان يمكن ان تمضي بعيدا جدا".."فقد شن النظام في تبليسي حربا فعليا ضد الشعب الاوسيتي الجنوبي وبفضل روسيا فقط امكن ايقافها بحزم ، لكنها وياللأسف قد جلبت المصائب الى الروس والاوسيتيين والجورجيين وسلبت حياة الآف الناس وجلبت لهم المآسي وشردتهم".
وأكد مدفيديف قائلا " كان بوسع روسيا فحسب بل كان من واجبها ان توقف اراقة الدماء وان تحمي مواطنيها ورجالها لصنع السلام وما كان بوسعي اعطاء امر آخر بصفتي القائد الاعلى وروئيس روسيا"مؤكدا على ان هذا ما كان سيفعله اي رئيس دولة آخر يتمتع بالمسئولية ويحترم نفسه.
رجال الاعمال سيتخلصون من الحواجز الدواوينية
اعلن الرئيس الروسي ايضا عن وجود خطط لمواصلة توسيع الحريات الاقتصادية في روسيا. وأكد لرجال الاعمال قائلا: "ثمة مسألة آخرى هي مواصلة توسيع الحريات الاقتصادية. ويجب الا تساور الشكوك اي أحد في اننا سنواصل التقليل من المخاطر في نشاط رجال الاعمال وسنصبو الى تخليص اهلنا ورجال الاعمال عندنا من الحواجز الدواوينية. وذكر مدفيديف :" زد على ذلك يجب تهيئة الظروف من اجل تكوين موجة استثمارية جديدة.ونحن نعول في هذا المضمار قبل كل شئ على المستثمرين الروس ولو اننا ننتظر الاجانب ايضا عن كل طيب خاطر". ووعد الرئيس بان يعقد قريبا اجتماع مجلس مكافحة الفساد وان ترسل مشاريع القوانين الخاصة بذلك الى مجلس الدوما.
كما أشار الرئيس الى أهمية العمل في مجال تطوير البزنيس الصغير والمتوسط." ويجب ان تزداد كثيرا الاعتمادات من اجل البحوث والمستجدات". واضاف قوله:" ان الدولة مستعدة لتحفيز مثل هذه النفقات لكن مع ادراك ان القسم الرئيسي من التمويل سيوجه عن طريق البزنيس".
روسيا ترحب بالاستثمارات الاجنبية
وقال مدفيديف ان روسيا ترحب بالاستثمارات الاجنبية في الفروع الاستراتيجية بشرط التزام المستثمرين بالقانون.وأشار الى " انه ليس القانون حول حظر الاستثمارات الاجنبية في هذه او تلك من الفروع بل انه القانون حول النظام الخاص للأستثمار فيها". ولابد من اعطاء الامثلة حول تطبيق القانون المذكور ،الامثلة الايجابية وربما السلبية ان وجدت ، ولكن يجب تطبيق القانون في كافة الاحوال.ويجب علينا ارسال اشارات معقولة وصائبة جول كيف ستتخذ القرارات بهذا الصدد وكيف تتخذ القرارات في الفروع الاستراتيجية".
يجب على البزنيس ان يساعد اوسيتيا الجنوبية
ودعا الرئيس الروسي رجال البزنيس الى المشاركة في عمل صندوق مساعدة المنكوبين الذي تكون بنتيجة العمليات العسكرية في اوسيتيا الجنوبية بمبادرة من رجل الاعمال علي شير عثمانوف. وقال الرئيس الروسي ايضا" انني آمل في ان ينضم رجال الاعمال عندنا الى هذه المبادرة النبيلة واعتقد بأن من المناسب ان يبحث مؤسسو الصندوق سوية مع المجلس الاجتماعي والمنظمات الاخرى غير الحكومية الاتجاهات الملموسة للعمل وتطوير التعاون".
وحسب قوله فان الاعتراف بأستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا يوفر امكانيات واسعة لعمل البزنيس الروسي . وأشار مدفيديف الى وجوب استعادة البنية الاساسية المهدمة وتطويرها وبناء منشآت جديدة ومواصلة تقديم المساعدات الانسانية. كما اعرب عن ثقته بأن رجال الاعمال في روسيا سيسهمون برصيدهم في " ايضاح الوضع الفعلي للأمور والاسباب الفعلية لما حدث وتوطيد صورة روسيا في العالم".