مدفيديف: الدول الغربية مستمرة في تسليح جورجيا
اتهم الرئيس الروسي ديمتري مدفيدييف حلف الناتو ودولا غربية بمواصلة تسليح جورجيا تحت غطاء المساعدات الإنسانية. وقال مدفيديف خلال ترؤسه اجتماعاً لمجلس الدولة الروسي إن العالم بات يحسب حسابا لروسيا بعد تفجر أزمة القوقاز وان موسكو ستعاقب كل من يعتدي على مواطنيها ومصالحها.
أعلن دميتري مدفيديف رئيس روسيا الاتحادية في اجتماع مجلس الدولة الذي عقد يوم 6 سبتمبر / ايلول في موسكو ان الدول الغربية تواصل تسليح جورجيا وقال: " اننا لم نسمع كلمات التأييد والتفهم من اولائك الذين يتحدثون عن حرية الخيار والكرامة الوطنية وضرورة استخدام القوة لمعاقبة المعتدي".
وأكد الرئيس ان الوضع الراهن يدل على ان مثل هذه القوى تستمر في تسليح النظام الجورجي تحت راية المساعدة الانسانية ، وهم ارسلوا الى هناك اسطولا كاملا لتقديم المعونات الانسانية المزعومة.
وتساءل الرئيس : "كيف كانت تصرفاتهم لو بعثنا الآن بمعونات انسانية مستخدمين اسطولنا الى دول البحر الكاريبي التي تعرضت للاعاصير المدمر؟".
واشاد الرئيس الروسي بصمود وشجاعة الجنود والضباط من قوات حفظ السلام الذين تحملوا الضربة الاولى نتيجة العدوان الجورجي ، وأضاف قائلا: "علينا ان نطلق على الأشياء اسماءها. لقد وقعت في المنطقة حرب حقيقية اودت بحياة الروس والاوسيتيين والجورجيين".
وقال الرئيس مفتتحا جلسة مجلس الدولة : " اننا اجتمعنا لنناقش الاوضاع العالمية الناشئة بنتيجة العدوان الجورجي على اوسيتيا الجنوبية، وعلينا الخروج باستنتاجات تخص استراتيجيتنا الخارجية والعمل على تعزيز امننا الوطني".
الضغط السياسي على روسيا لن يتمخض عن أية نتيجة
وقال الرئيس الروسي " اننا نتعرض للضغط السياسي الذي يعتبر امرا معتادا بالنسبة لنا ،وليس بوسعهم تخويفنا".
ومن جانب أخر اشار مدفيديف الى ان المجابهة ليست بخيارنا ،ونحن نؤكد استعدادنا لتطوير العلاقات الودية المتكافئة القائمة على تطبيق مبادئ القانون الدولي.
وقال مدفيديف : "اننا اوقفنا العدوان العسكري الجورجي ودافعنا عن مصالحنا، ووجدت هذه الخطوات الحازمة تقديرا فعلياً من قبل الملايين من الناس خارج البلاد" . واشار الرئيس الى "اننا لسنا بحاجة الى الحرب بل انها فرضت علينا". ومضى قائلا انه ليس في العالم بلد يسمح بقتل مواطنيه، وكان على روسيا انقاذ حياة الناس والذود عن الحق والعدالة.
واعتبر الرئيس الروسي أن العالم قد تغير بعد أحداث القوقاز الأخيرة ،وان موسكو تلقت الدعم من الملايين في العالم خصوصا في إستخدامها للقوة بغية ردع المعتدين. وردّ مدفيديف على التصريحات التي تتحدث عن إستخدام روسيا للقوة بشكل مفرط، فأوضح أن إرسال القوات الروسية الى منطقة النزاع كان للدفاع عن المواطنيين الروس، واضاف أن وجود السفن الحربية الروسية في مياه أبخازيا هو لوقف العدوان ولمنع قتل المدنيين.
وأكد مدفيديف: " إن روسيا لن تسمح لأحد بالاعتداء على حياة وكرامة مواطنيها. روسيا دولة تؤخذ بالحسبان في المستقبل. قمنا بوضع حد للعدوان العسكري ، ودافعنا عن مصالحنا القانونية ، وهذه خطوات حاسمة لقيت دعم المجتمع الروسي واشاد بها الملايين في الخارج. على الرغم من ان العديد من البلدان اختارت عدم إدانة نظام جورجيا، إلا أن صوتاً ما قد تبنى موقفنا المبدئي واشاد بتحركاتنا، كان ولا يزال مهما جدا بالنسبة لنا".
واعلن الرئيس الروسي ان اوسيتيا الجنوبية وابخازيا بكونهما دولتين مستقلتين يجب ان تصبحا مثالا للسلم الاهلي والديمقراطية قائلا : " ان اوسيتيا الجنوبية وابخازيا بدأتا في بناء دولتيهما، وهما تحتاجان الى الدعم الفعال " واضاف : " على الدولتين الجديدتين ان تصبحا قدوة للسلم الاهلي والوفاق القومي والالتزام بالمبادئ الديمقراطية".
والجدير بالذكر ان مجلس الدولة في روسيا يعد هيئة استشارية لدى رئيس الدولة. وهو يضم رؤساء كيانات الفيدرالية ،ومن مهامه الرئيسية المساهمة في تطبيق صلاحيات الرئيس بشأن تأمين العمل المنسق والتعاون بين اجهزة السلطة.
ويبحث مجلس الدولة القضايا ذات الاهمية الخاصة للدولة كلها والتي تخص بناء الدولة وسير تحقيق الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية. ويعقد مجلس الدولة جلساته كقاعدة عامة اربع مرات في السنة ، وتكرس كل منها لموضوع كبير واحد ، وتعتبر الجلسة الحالية الثانية في هذه السنة : اما بالنسبة للرئيس دميتري مدفيديف فهى الاولى له منذ تسنمه منصب الرئاسة في الربيع الماضي.