أقوال الصحف الروسية ليوم 3 سبتمبر / ايلول
صحيفة "روسيسكايا غازيتا" تتابع الاهتمام، كبقية الصحف الروسية، بنتائج القمة الأوروبية التي اختتمت أعمالها مؤخرا في بروكسل.
تنشر الصحيفة مقالة كتبها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الغرفة العليا للبرلمان الروسي السيناتور ميخائيل مرغيلوف، الذي يرى أن المسألة المتعلقة بفرض عقوبات على روسيا لن تطرح على النقاش بعد هذه القمة، ولو أن الإتحاد الأوروبي سيواصل التعبير عن استيائه أمام الجمهور. ويعتقد السيد مرغيلوف أن جورجيا لن تكون نقطة ارتكاز لسياسة الدول الأوروبية الأساسية في بناء علاقاتها مع روسيا. ويضيف قائلا إن المقابلات والتصريحات الصحفية التي أدلى بها المسؤولون الروس مؤخرا أثَّرت بشكل إيجابي على تفكير كل الذين اتخذوا مواقف معتدلة في قمة بروكسل. وجاء في المقالة أن تصريحات العديد من رجال الأعمال الأوروبيين، تركت هي الأخرى أثرها على لهجة هذه القمة. فقد استنكر هؤلاء، ولو بأشكال مختلفة، فرض أية عقوبات اقتصادية ضد روسيا. وبالإضافة إلى ذلك ثمة أنصار كثيرون بين الساسة الأوروبيين لفكرة عالم متعدد الأقطاب. ويؤكد كاتب المقالة أن روسيا القوية من شأنها أن تجعل الأوروبيين أقل اعتمادا على الأمريكيين، وبالتالي فهي حليف طبيعي لأصحاب هذه المواقف. ويلفت الكاتب إلى أن الرئيس الفرنسي ساركوزي، ورئيس المفوضية الأوروبية باروزو سيزوران موسكو الأسبوع المقبل. ويخلص إلى القول إن هذه الزيارة بالذات، وليس القمة الأخيرة، هي التي ستحدد علاقات الإتحاد الأوروبي بروسيا في المستقبل، وستكشف حقيقة ما رمى إليه ساركوزي عندما أعلن أن أوروبا ترغب بعلاقات شراكة مع روسيا.
صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" تسلط الضوء على استخدام جورجيا أسلحة محظورة دوليا أثناء الهجوم الغادر الذي شنته على أوسيتيا الجنوبية. تنقل الصحيفة عن بوني دوهيرتي، الناطقة باسم منظمة "هيومان رايتس ووتش" للدفاع عن حقوق الإنسان، أن السلطات الجورجية اعترفت باستخدام قنابل عنقودية من صنع أمريكي في مناطق عدة من أوسيتيا الجنوبية. وتضيف الصحيفة أن تبليسي أعلنت عن استخدامها قنابل من هذا النوع، كتلك التي استخدمتها إسرائيل ضد حزب الله أثناء حربها على لبنان عام ألفين وستة. وجاء في المقالة أن هذا السلاح البربري يفتك في الغالب بالمدنيين، إذ أن القذيفة العنقودية من طراز "إم 85 " هي أشبه بلغم صغير، أو قنبلة يدوية محشوة بعدد كبير من الكرات الفولاذية. ويوضح كاتب المقالة أن هذه القنبلة تنفجر على ارتفاع معين من سطح الأرض، منقسمةً إلى أجزاء صغيرة تغطي مساحة واسعة. وأن كل جزء يتشظى بدوره إلى 300 شظية تفتك بكل ما هو حي ضمن دائرة يتراوح نصف قطرها من ثلاثة إلى خمسة أمتار. وينقل الكاتب عن خبراء قولهم إن ثلث القنابل العنقودية التي استعملت في العراق لم تنفجر، فتحولت إلى ألغام تهدد حياة السكان المدنيين، وخاصة الأطفال الذين يدفعهم فضولهم البريء لالتقاط الأشياء غير المألوفة. ويلفت الكاتب في الختام إلى أن الولايات المتحدة تمتلك نحو مليار قذيفة عنقودية من مختلف الأنواع، وتوزع ما يزيد عن حاجتها على حلفائها... ومن غير المستبعد أن تكون إسرائيل هي التي زودت جورجيا بمثل تلك القنابل.
صحيفة "نوفيي إزفيستيا" تنشر مقالة تتحدث عن نية تنظيم "القاعدة" استغلال النزاع الروسي الجورجي لخدمة أهداف هذا التنظيم الخاصة. تنقل الصحيفة عن مصادر مطلعة أن رسالة بهذا الشأن صدرت عن مكتب خدمات المجاهدين التابع للقاعدة الذي يتخذ من باكستان مقرا له، ويرأسه عبد الله عزام أحد مساعدي أسامة بن لادن. وتضيف الصحيفة أن هذه الرسالة الموجهة إلى قادة مقاتلي القاعدة في شمال القوقاز، توصي باستغلال النزاع في جورجيا، واستفزاز الطرفين المتنازعين بغية التصعيد في المنطقة. وجاء في الرسالة أن هذه الغاية تتطلب القيام بعمليات إرهابية في المناطق الروسية تنسب لمخربين جورجيين، وأخرى في المناطق الجورجية تنسب لمخربين روس. واستنادا إلى مصادر في هيئة الأمن الفدرالية الروسية يشير كاتب المقالة إلى أن تدهور العلاقات مع الغرب يجعل روسيا أكثر عرضة لنشاط الشبكات الإرهابية الدولية. ويؤكد أن أجهزة الأمن الروسية أحبطت خلال فترة الصيف الماضي عشر عمليات إرهابية في جنوب روسيا أُعِدَّ لها بناء على تعليمات من موفدي القاعدة. وآخر العمليات التي تم إحباطها كان في السادس والعشرين من أغسطس/آب، حيث قُتل في جمهورية قباردينو - بالقاريا القوقازية مسلحان كانا ينقلان كمية من المتفجرات. ويختم الكاتب مقالته بتحذيرٍ على لسان مدير هيئة الأمن الفديرالية الكساندر بورتنيكوف من أن أماكن تجمعات المواطنين، ووسائل المواصلات العامة، قد تكون ضمن أهداف الإرهابيين، بالإضافة إلى منشآت الصناعة والطاقة.
وتنشر صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" مقالة عن الجولة المرتقبة لنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني في منطقة جنوب القوقاز. تشير الصحيفة إلى أن تشيني سيبدأ جولته التي تدوم أسبوعا بزيارة إلى أذربيجان. كما سيزرو كلا من جورجيا وأوكرانيا. وتضيف أن نائب الرئيس الأمريكي والرئيس الأذربيجاني على معرفة أحدهما بالآخر منذ فترة طويلة، وتربط بينهما علاقات ودٍ واحترام متبادل. ومع ذلك يجد المحللون أن من الصعب التكهن بنتائج المباحثات بين الجانبين الأمريكي والأذربيجاني. أما المؤكد، فهو أن تشيني سيحاول إقناع الرئيس الأذربيجاني بالوقوف إلى جانب جورجيا فيما يتعلق بتطور الأحداث في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. وترجح المقالة بأن الرد الأذربيجاني لن يكون سارا للضيف الأمريكي، لأن باكو لا مصلحة لها مطلقا بمغازلة واشنطن على حساب علاقاتها الاستراتيجية مع موسكو. ويضيف كاتب المقالة أن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أكد هذا الموقف اثناء الأزمة في أوسيتيا الجنوبية. ويلفت الكاتب إلى أن الغالبية الساحقة من المحللين السياسيين في المنطقة على ثقة من أن أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لن يتسنى لهما انتهاج سياسة صائبة في منطقة جنوب القوقاز ما لم يتعمقا في دراسة هذه المنطقة. وينقل الكاتب عن الخبير الأذربيجاني مُبارز أحمد أوغلو أن تشيني سوف يعود خالي الوفاض إذا كان هدفه البحث في باكو عن حليف ضد أي دولة، ولا سيما ضد روسيا. كما أن مسعىً كهذا سينعكس سلبا على مجمل الوضع في القوقاز.
صحيفة "إزفيستيا" تتحدث عن الارتفاع الذي سيطرأ العام القادم على نفقات الميزانية الروسية المخصصة لزيادة رواتب العاملين في قطاع الدولة. تلاحظ الصحيفة أن زيادة ملحوظة ستطرأ على النفقات المخصصة لرئيس الدولة ولإدارته وللحكومة. أما البرلمان الروسي فسيكون الأكثر تكلفة، حيث ترتفع مخصصاته من الميزانية بنسبة تتجاوز العشرين بالمئة. وتمضي الصحيفة موضحة، فتقول إن رواتب النواب التي تبلغ نحو خمسة آلاف دولار في الشهر، وهو ما يُعدُّ في روسيا مبلغا كبيرا، ستصل إلى ما يعادل ستة آلاف دولار. وفي المقابل يلفت كاتب المقالة إلى وضع المتقاعدين المعاشي الصعب، مبينا أن واحدا من بين كل خمسة مواطنين روس يعيش تحت خط الفقر. ويعبر الكاتب عن استغرابه أن ترصد ميزانية العام القادم زيادة تصل إلى خمسة وعشرين في المئة على رواتب النواب، في حين لن يرتفع الإنفاق على النواحي الاجتماعية إلا بنسبة ثمانية بالمئة فقط.، ومن ناحية أخرى تشير الصحيفة إلى الجوانب الإيجابية في نظام الرواتب الجديد الذي سيبدأ العمل به مطلع ديسمبر/كانون أول المقبل، حيث قررت الحكومة رفع رواتب موظفي الدولة، كالأطباء والمعلمين والعاملين في قطاع الخدمة الاجتماعية، بنسبة ثلاثين بالمئة.
صحيفة "روسيسكايا غازيتا" تتحدث عن الرحلة التي ستقوم بها المركبة الفضائية "بروغريس" الأسبوع المقبل إلى المحطة الفضائية الدولية. تقول الصحيفة إن "بروغريس" ستنطلق من قاعدة بايكانور حاملة إلى المحطة بذة فضائية في طياتها حاسوبٌ فريدٌ من نوعه. وتضيف أن دماغ هذا اللباس الخاص، أو حاسوب التحكم، موجود في ظهر البذة، أما رائد الفضاء الذي يرتدي البذة فيرى أمامه شاشة مصنوعة من البلورات السائلة. وجاء في المقالة أن الحاسوب يعرض على هذه الشاشة جميع المعلومات عن حالة البذة الفضائية، كما يعطي التعليمات الضرورية قبيل الانتقال من المحطة إلى الفضاء الخارجي. وإذا ما حدث خلل ما، فسرعان ما تظهر على الشاشة معلوماتٌ توضح السبب ، وإيعازاتٌ لرائد الفضاء بالتصرف وفق ما يقتضيه الحال. وكل الاختبارات التي يجريها الحاسوب على المنظومة بمجملها لا تستغرق إلا نصف دقيقة. وبهذه المناسبة تستضيف الصحيفة رائد الفضاء فيكتور أفاناسيف الذي خاض تجربة العمل في الفضاء الخارجي سبع مرات، وأمضى فيه ما مجموعه ثمان وثلاثون ساعة. يقول أفاناسيف أن رجل الفضاء في الماضي كان مضطرا أثناء التدريب أن يحفظ في ذاكرته جميع الحالات الطارئة المحتملة وكيفية التعامل معها، أما الآن فلديه ضمانات إضافية. ويقارن الكاتب بين البذة الأمريكية التي يتطلب ارتداؤها مساعدةَ شخصين آخرين، ومثيلتها الروسية التي يمكن لرائد الفضاء أن يدخلها عبر فتحة عازلة من الخلف، تفتح وتغلق كباب الثلاجة المنزلية. ويخلص الكاتب إلى أن استعمال هذه البذة الفريدة سهلٌ ومريحٌ إلى درجة أغرت العلماء الأجانب باقتباس الخبرة الروسية في هذا المجال.
وإلى أقوال الصحف الروسية حول الأحداث الاقتصادية المحلية والعالمية:
صحيفة "ار بي كا ديلي"، نشرت مقالا حول مشروعٍ جديد لنقل الغاز من آسيا الوسطى عَبرَ الاراضي الروسية عنوانه "الالتفاف على اوروبا". وجاء في المقال أن روسيا اتفقت مع اوزبكستان على مدِ خط جديد لنقل الغاز بطاقة تمريرية تصلُ الى ثلاثين مليارَ مترٍ مكعَّب من الغاز. وإضافةً الى ذلك، تم الاتفاقُ على اعتماد الاسعار الاوروبية للغاز الموّرد من اسيا الوسطى بحدود 300 دولارٍ لكل الفِ مترٍ مكعب. ونقلت الصحيفة عن مراقبينَ أن موافقةَ طَشقَند على هذا المشروع يبدد امالَ اوروبا والولايات المتحدة في اقامة مشروعاتٍ مماثلة.
صحيفة "كوميرسانت" كتبت مقالا بعنوان "أفتوفاز تجتاز صيفا سيئا" ذكرت فيه أن شركةَ "أَفتوفاز" المصنِّعةَ لسيارات "لادا"الروسية تمر بازمة تسويقٍ اخرى، حيث انخفضت مبيعاتُ الشركة في شهر أَغُسطس/ آب نحوَ ثلاثين في المئة، ذلك على الرغم من تصريحات ادارة الشركة بأنها سترفعُ من حجم مبيعاتها بنسبة تسعةٍ في المئة نهايةَ العام الحالي، إذ اشار محللون إلى أن حجمَ مبيعات "افتوفاز" هذا العام سوف لا يزيدُ عن العام الماضي.
صحيفة "فيدومَستي" كتبت مقالا تحت عنوان "الركودُ الاوروبي" حول تقرير منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بشأن نمو الاقتصاد الاوروبي الذي توقع تباطؤًا في وتيرته ليبلغَ الناتجُ المحلي الاجمالي لمنطقة اليورو واحدا وثلاثةَ أعشار في المئة بنهاية العام الحالي. بينما بيَّن تقريرُ المنظمة ان معدلات التضخم في اوروبا خففت من ضغوطها حيث توقع التقرير أن تبلغَ 4.1 في المئة العامَ الحالي.