أقوال الصحف الروسية ليوم 30 اغسطس/ آب

انسخ الرابطhttps://arabic.rt.com/news/19047/

بداية هذه الجولة مع صحيفة "تريبونا" ومقالة كتبها الخبير الاقتصادي الروسي المعرف ميخائيل ديلياغين، يحاول من خلالها  تلمس الأسباب التي دفعت سآكا شفيلي إلى غزو أوسيتيا الجنوبية...يعود الكاتب إلى بداية عقد التسعينات من القرن الماضي، عندما أقدمت القيادة الجورجية على تدمير القسم الأساسي من المنشآت الصناعية، باعتبارها من مخلفات فترة الاستعمار الروسي حسب رأيهم. ولقد أسفر ذلك عن كارثة حقيقية... حيث اضطر عشرون بالمئة من الجورجيين للهجرة.
ويتابع ديلياغين مؤكدا أن عجز القيادات الجورجية المتعاقبة عن حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ضاعف من استياء الشعب. لهذا لجأت هذه القيادات إلى توجيه استياء الشعب نحو أعداء مزعومين... فأخذت أبواق السلطات تصور أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية على أنهما عدوان داخليان، وتُصوِّر روسيا على أنها عدوٌ خارجي... ونظرا لكون أوسيتيا الجنوبية الحلقةَ الأضعف، قام ساكاشفيلي بغزوها أملا في تحقيق نصر سريع يلهي به الشعب ولو لحين...ويسهب الكاتب في الحديث عن فظائع سآكاشفيلي مشيرا إلى أن الجيش الجورجي دمر مباني تسخينفال فوق رؤوس ساكنيها... ورفَضَ فتح ممرات إنسانية لخروج المدنيين، ونَشرَ القناصين لقتل كل من يحاول النجاة... ويستنتج ديلياغين أن الجورجيين كانوا يخططون لإبادة الشعب الأوسيتي والاحتفاظ بأرضه.. ويخلص السيد ديلياغين إلى أن ما قام به سآكاشفيلي في أوسيتيا الجنوبية يجعل منه نسخة جورجية لهتلر. وأما الذين يدعمونه فعليهم أن يدركوا أنهم يدعمون الفاشية وسياسة الإبادة الجماعية.
وننتقل إلى صحيفة "زافترا"، التي تُعتبر لسانَ حال القوميين الروس، لنقرأ نص مقابلة مع عضو البرلمان الأوروبي عن إيطاليا- الصحفي المعروف، جولييتو كييزا، تتناول مستجدات السياسة الدولية بعد إقدام نظام سآكاشفيلي على غزو أوسيتيا الجنوبية...
في معرض إجابته على أسئلة الصحيفة يقول عضو البرلمان الأوربي إن الرئيس الجورجي ميخائيل سآكاشفيلي لم يكن ليتجرأ على شن عدوانه هذا لولا دعم الولايات المتحدة الأمريكية. ويعبر عن قناعته بأن سآكاشفيلي تَلَقّى الضوءَ الأخضر من واشنطن.. ذلك أن جورجيا أصبحت في ظل هذا النظام محمية أمريكية. ويشير السيد كييزا إلى أن في الولايات المتحدة الأمريكية عصابةً إجرامية بكل معنى الكلمة، تعرف تحت تسمية المحافظين الجدد، ويرتبط أفراد هذه العصابة بعلاقات طيبة مع الرئيس الجورجي، وكذلك مع البنتاغون وأجهزة الاستخبارات الأمريكية. ويعتقد الصحفي الإيطالي أن ما جرى في أوسيتيا الجنوبية مؤامرة شبيهة بمؤامرة الحادي عشر من سبتمبرعام ألفين وواحد. عندما أرادت قوى أمريكية معينة تأزيم الوضع في العالم إلى أقصى حد ممكن، فنفذت تلك الجريمة الشنيعة.
ويعرب السيد كييزا عن ثقته بأن القوى المذكورة كانت تعلم تمام العلم ما يمكن أن يفعله سآكاشفيلي. فقدمت له المال والسلاح والمعلومات، بل وشاركته بشكل مباشرفي التحضير للعدوان.
وعن موقفه من الرد الروسي على العدوان الجورجي يؤكد السيد كييزا أنه بصفته نائبا أوروبيا، وانطلاقا من الظروف التي سبق ذكرها، لا يستطيع أن يلوم روسيا، لأنها تعرضت للعدوان. ويتابع أن القيادة الروسية تصرفت ضمن أُطُرِ القانون الدولي، وبما يتجاوب مع مصالح بلدها. ويختم البرلماني الأوربي لافتا إلى أن مدفيديف وبوتين ليسا مُسيَّرين من الخارج كما كان يلتسين. وهذا ما ظهر واضحا في سلوكهما أثناء الأزمة، سواءعلى الصعيد العسكري، أو السياسي الديبلوماسي...
وننتقل إلى مجلة "سوبيسدنيك" التي تتناول موضوع المساعدات العسكرية التي قدمتها إسرائيل لجورجيا، مبرزة ما قاله الرئيس سآكاشفيلي من أن قواته تمكنت، بفضل الخبراء الإسرائيليين والأسلحة الإسرائيلية، من تكبيد الجيش الروسي خسائر فادحة...
وجاء في التفاصيل أن إسرائيل باشرت بتقديم الدعم العسكري لجورجيا منذ أن تفكك الاتحاد السوفياتي...ولقد بلغت هذه العلاقات ذروتها خلال حكم سآكاشفيلي. وتضيف المجلة أن شركة إسرائيلية اسمها "إيلبيت" تنشط بشكل كبير في جورجيا.. وشركة "إيلبيت" هذه يملكها الأخوان روني وشلومو ميلو... علما بأن روني كان رئيسا لبلدية تل أبيب، ثم وزيرا في الحكومة الإسرائيلية... أما شلومو فكان رئيسا لشركة حكومية تعمل في مجال التصنيع الحربي...
ولقد استغل الأخوان علاقاتهما، فحصلا على ترخيص لبيع الأسلحة إلى جورجيا.. وتؤكد المجلة أن شركة "إيلبيت" باعت جورجيا أسلحة بمئات ملايين الدولارات، منها طائراتُ استطلاع بلا طيار، ووسائطٌ للدفاع الإلكتروني خاصةٌ بالطائرات، ومنظوماتٌ للتسديد، وصواريخٌ من طراز لينكس، ورشاشاتٌ حديثة من طراز "تافور". وقامت بتحديث ما تمتلكه جورجيا من طائرات "سوخوي - 25 ".
ويلفت كاتب المقالة إلى أن روسيا طلبت بشكل رسمي من إسرائيل وقف تزويد جورجيا بالأسلحة باعتبارها طرفا في نزاعات إقليمية. لكن إسرائيل ردت بطلب مماثل، متذرعة بأن الخسائر التي تكبدتها أثناء حربها الأخيرة في لبنان، كانت بفعل قاذفات روسية مضادة للدروع حصل عليها "حزب الله" من سورية وإيران...
أما مجلة "إكسبيرت" فتكتب عن الجلسة الطارئة التي عقدها مؤخرا وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي لبحث الأوضاع في القوقاز، وتعرب عن استغرابها من النتائج التي  صدرت عنها...يلفت كاتب المقالة إلى أن البلد المعتدي أي "جورجيا" نال مديحا منقطع النظير، أما رئيسه ميخائيل سآكاشفيلي المضطرب نفسيا فقد بُرئ من جميع الذنوب...ولم يكتف الحلفاء بهذا، بل أصدروا بيانا شديد اللهجة، ينددون بما وصفوه استخداما مفرطا للقوة من قبل روسيا، وأعلنوا عن تشكيل لجنة خاصة، مشتركة بين الناتو وجورجيا...
ويرى الكاتب أن الناتو يواصل سيره في طريق محفوفة بالمخاطر، فهو- من جهة - يواصل توسيع مجال نفوذه بشكل استعراضي ومتعجِّل.
 لكنه - من جهة أخرى - يرفض تحمل أية مسؤولية عن العواقب التي تتأتى عن هذا التوسع... ويمضي الكاتب موضحا أن الولايات المتحدة وافقت في تسعينات القرن الماضي على توسيع الناتو، بعد أن كانت على ثقة تامة بأنها لن تضطرإلى حمل السلاح لحماية حلفائها الجدد..فقد كان الاستراتيجيون الأمريكيون آنذاك ينظرون إلى روسيا على أنها دولة عظمى أَفَلَ نجمُها، ولن يكون باستطاعتها أبدا معارضة المخططات الغربية... وإذا حدث أن خطر ببال موسكو أن ترفع رأسها، فليس على الرئيس الأمريكي إلا أن يقف أمام الكاميرات ويتوعد موسكو بالويل، فينكص الكريملين على عقبيه...ويعرب الكاتب عن قناعته بأن الحملة الدعائية المحمومة، التي يشنها الغرب ضد روسيا عبر مسؤوليه ووسائل إعلامه، ليست إلا صدى لتلك الاستراتيجية القديمة، ومحاولةً متجددةً لحصر روسيا في الزاوية.
في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، احتفلت جمهورية أوكرانيا بالذكرى السابعة عشرة لاستقلالها، وبهذه المناسبة نشرت صحيفة "تريبونا" مقالة، أبرزت في بدايتها ما قاله وزير الدفاع الأوكراني يوري يخانوروف من أنه يتوجب على أوكرانيا أن تستخلص العبر من النزاع الأخير في القوقاز. ويضيف الوزير الأوكراني أن من أهم ما يجب ان تخلص إليه القيادة الأوكرانية، هو ضرورة امتلاك قوات مسلحة، قادرة على حماية استقلال البلاد. وتشير المقالة إلى أن بعض الساسة الأوكرانيين يعتبرون أن استقلال أوكرانيا لا يزال منقوصا، فهي لا تستطيع أن تحقق اكتفاء ذاتيا في مجال الطاقة، ولا تستطيع أن تتحرر من الروابط اللغوية والثقافية ناهيك عن أن بعض ساستها لم يتحرروا بعد من خوفهم المَرَضي من حرب يمكن أن تشنها روسيا عليهم..
وتلفت الصحيفة إلى خطر كبير يتهدد أوكرانيا، خطرٌ أحس به الرئيس السابق لمجلس النواب الأوكراني فلاديمير ليتفين...
فبعد دراسة نتائج العديد من استطلاعات الرأي، والتحدُّثِ المباشرِ مع مختلف شرائح الناخبين، استنتج ليتفين ان الخطر الاساسي الذي يتربص ببلاده لا يصدر عن روسيا، بل عن السلطة الأوكرانية نفسها، التي تتصف حسب تعبيره بالمزاجية وغير المؤهلة لقيادة البلاد.

ونختم هذه الجولة مع مجلة "إيتوغي" ومقالة تتحدث عن مشكلة اكتظاظ العاصمة الروسية بالسيارات والاختناقات المرورية المستعصية على الحل.
تقول المجلة إن كل سائق موسكوفي يُضيِّع في المتوسط 12ساعة شهريا جراء الازدحام، وهذا ما يزيد بأكثر من ساعة ونصف الساعة عن معدل السنة الماضية. وتشير المجلة إلى أن حركة المرورأصبحت أكثر سهولة في ساعات المساء. لأن المواطنين تعبوا على ما يبدو من مشاكل المرور، فأخذوا يزيدون من اعتمادهم على وسائل النقل العام..وجاء في المقالة أن شوارع العاصمة لم تكن محسوبة لمثل هذا العدد الهائل من السيارات ويلفت كاتب المقالة إلى أن مديرالمواصلات في بلدية موسكو اقترح تحديد السرعة في أوقات الازدحام بأربعين كيلومترا في الساعة، بغية تسريع حركة المرور في المركز. وينقل عن مختصين أن هذه، هي السرعة المثالية لتسهيل حركة السير... لكن كيف يمكن إرغام السائقين على التقيد بها؟.


موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا