أقوال الصحف الروسية ليوم 29 اغسطس/ آب
علقت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" على نتائج قمة منظمة شنغهاي للتعاون، فقالت إن القمة التي انعقدت في العاصمة الطاجيكية، هي المنتدى الدولي الأول الذي يناقش الوضع حول اوسيتيا الجنوبية وابخازيا، بمشاركة روسية. وتلاحظ الصحيفة أن قادة الدول الأعضاء لم يجعلوا من الاعتراف بهاتين الجمهوريتين موضوعا محوريا للقائهم، بل اكتفوا بجلسة مغلقة لمناقشة هذه القضية، وتضمين البيان الختامي بضع عبارات عنها. كما أنهم تجنبوا التطرق إليها أمام الصحفيين، مفضلين الحديث عن القضايا العملية في إطار منظمة شنغهاي. وجاء في المقالة ان بيان دوشنبه أكد على أولوية حل النزاعات الدولية، مشددا على عدد من المبادئ التي تتناغم عموما مع الموقف الروسي. وأكد استحالة حل المشاكل الدولية باستخدام القوة، مشيرا إلى تتضاءل أهمية العامل العسكري في السياسة العالمية والاقليمية. ويبرز كاتب المقال ما جاء في البيان من أن توطيد أمن طرف ما على حساب طرف آخر، لن يساهم في الحفاظ على الامن والاستقرار العالميين. ويضيف الكاتب أن المشاركين في القمة شددوا على أهمية الثقة المتبادلة كأساس للامن العالمي. وان الدول
الاعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون عبرت عن قلقها جراء النزاع في القوقاز، ودعت الى حل المشاكل الناجمة عنه على اساس الحوار السلمي. وفي هذا الساق رحبت بخطة المبادئ الستة لحل الازمة في اوسيتيا الجنوبية، التي تم الاتفاق بشأنها في موسكو في الثاني عشر من الشهر الحالي. وأعربت عن تأييدها لدور روسيا الفاعل في إحلال السلام وتعزيز التعاون في المنطقة.
تنشر صحيفة "غازيتا" مقالة عن تداعيات الاعتراف الروسي بأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية على صعيد العلاقات بين روسيا وبلدان حلف
شمال الأطلسي. وتقول الصحيفة إن المجلس السياسي للحلف طالب روسيا بالتراجع عن اعترافها بالجمهوريتين القوقازيتين. وتنقل عن بيان أصدره الحلف أن الخطوة الروسية تخرق العديد من قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بوحدة أراضي جورجيا، وتتناقض مع المبادئ الأساسية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وتضيف الصحيفة أن رد روسيا جاء على لسان ممثلها الدائم لدى الناتو دميتري راغوزين الذي دعا الحلف إلى إعادة النظر في قرار استقلال إقليم كوسوفو. وتعيد المقالة إلى الأذهان أن روسيا جمدت تعاونها مع الحلف بما في ذلك المناورات المشتركة، ونشاط مجلس روسيا - الناتو، وبرنامج الشراكة من أجل السلام. ومع ذلك يلاحظ كاتب المقالة أن الخيوط الرئيسية التي تربط بين الطرفين لم تنقطع حتى الآن، ومن المؤمل ألا تنقطع، رغم تصاعد حدة الخطاب المتبادل بينهما. ويوضح الكاتب أن المقصود بذلك هو مجالات التعاون الهامة جدا بالنسبة لروسيا والغرب، كنقل الشحنات العسكرية إلى أفغانستان، ومواجهة التطلعات النووية لكل من إيران وكوريا الشمالية،بالإضافة إلى المشاريع المشتركة في مجال الفضاء، ومكافحة الإرهاب الدولي . ويلفت الكاتب في الختام إلى أن العلاقات بين الناتو وروسيا تعرضت لتغيرات كبيرة قبل الإعتراف بأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية بكثير، بل ومنذ هجوم حلف الناتو على العراق. ورغم كل ما جرى فلا تزال ثمة فرصة للمحافظة على التعاون بين الطرفين، تعاونا حقيقيا، لا استعراضيا.
تعلق صحيفة"كراسنايا زفيزدا" على الأنباء التي ترددت عن عدم مشاركة الرئيس الجورجي في قمة الإتحاد الأوروبي التي ستعقد في الأول من أيلول/ سبتمبر المقبل. تشير الصحيفة إلى أن سآكاشفيلي كان قد طلب من بولونيا وبلدان البلطيق تقديم اقتراح بدعوته لحضورها. وها هو الآن يعلن أنه لم يكن ينوي المشاركة فيها نظرا لانشغاله بعدد من القضايا الداخلية. وعن الأسباب الحقيقية لهذا التضارب تقول الصحيفة إن الأوروبيين غير راغبين برؤيته في القمة، كما أن فرنسا رفضت طلبه مفضلة عدم اللقاء مع هذه الشخصية الاستفزازية. وهذا ما تؤكده صحيفة "غارديان" البريطانية بقولها إن أحدا لا يرغب في الحديث مع تبليسي بعد هجومها على أوسيتيا الجنوبية. وليس بوسع قوة كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية أن تغير هذا الواقع. وتستطرد الصحيفة فتقول إن اعتراف روسيا بأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وضع حدا لعالم أحادي القطب تحت السيادة الأمريكية. وبذلك ظهر طرف مقابل في العلاقات الدولية يحد من حرية الحركة أمام أية قوة عظمى تريد فرض إرادتها على غيرها من البلدان. ومع ذلك ترى الصحيفة البريطانية أن أي دولة بمفردها لا تستطيع منافسة الولايات المتحدة على المستوى العالمي، فروسيا لا تزال قوة عظمى على النطاق الإقليمي وحسب.
وأشارت المقالة في الختام إلى أن الرئيس الفرنسي عبَّر عن الفكرة ذاتها أثناء لقائه مع سفراء بلاده في قصر الإليزيه، حيث أكد أن العالم لم يعد أحادي القطبي. وثمة ظروف موضوعية تقتضي إعادة النظر بالتشكيلية الحالية لمجموعة الدول الكبرى، وضرورة التفكير في نظام دولي جديد لحل المشاكل الكونية.
تنشر صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" مقالة ترسم السيناريو الأسوأ لنتائج العقوبات الغربية المحتملة على روسيا. تقول الصحيفة ان التحالف الذي أخذ يتشكل في الغرب قد يوجه ضربة موجعة لمصالح روسيا ومشاريعها الاقتصادية. وتضيف أن مشاريع مد انابيب النفط والغاز، والشركات الروسية التي تخطط لتوسيع نشاطاتها في الخارج، قد تغدو من ضحايا العقوبات المحتملة. ولا تستبعد الصحيفة أن تتشكل فئة معارضة من رجال الاعمال الروس أصحاب المصلحة في التعاون مع الغرب. وجاء في المقالة أن الضحية الاولى للتوتر مع الغرب هي عملية انضمام روسيا الى منظمة التجارة العالمية. ولكن الضرر الأكبر يكمن في عواقب العزلة التكنولوجية التي قد تفرض على روسيا، والحظر العملي على توسيع نشاط الشركات الروسية في الخارج، والتخلي عن المشاريع الاقتصادية المشتركة. ويشير الكاتب إلى ان دول الاتحاد الاوروبي لم ترفض حتى الآن المشاركة في مد خطي نقل الغاز الروسي إلى أوروبا المعروفين "بالسيل الشمالي" و"السيل الجنوبي"، لكن خبراء الصحيفة لا يستثنون أن يغير الاوروبيون رأيهم. ناهيك عن أن التحالف المعادي لروسيا قد يباشر بدعم رجال الاعمال الروس المتضررين من العزلة ، ويعمل على تشجيع هجرة الكوادر الروسية.
ويرى كاتب المقال ان الأمر قد لا يتوقف عند هذا الحد ، فمن المحتمل ان يعمل التحالف المعادي لروسيا على دفع كل من أوكرانيا وبيلوروسيا لطرح شروط بالغة القسوة على موسكو مقابل مرور صادرات الطاقة الروسية عبر أراضيهما.
ونشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" مقالا آخر في السياق ذاته يحمل وجهة نظر معاكسة للمقال الأول. و قد جاء في المقال الثاني ان الولايات المتحدة لن تتمكن من توجيه ضربة قوية لمصالح نخبة البيزنس الروسي. أما الأسباب التي تحول دون ذلك فهي كثيرة، الأول منها هو صعوبة تحديد المقربين مما يسميه الغرب لنظام بوتين، بينما معاقبة جميع رجال الاعمال الروس امر غير وارد ومتعذر التنفيذ في الوقت نفسه. والسبب الثاني ، حسب رأي الصحيفة، هو ازدياد ما سمته بنسبة رؤوس الاموال الروسية المشروعة في الخارج، إذ ارتفعت اضعافا مضاعفة خلال رئاسة بوتين، ناهيك عن أن معظم الاتهامات بتبييض الاموال لا تستند إلى ادلة مقنعة. أما السبب الثالث فيتلخص، حسب كاتب المقالة، بعدم رغبة المصارف الكبرى وغيرها من المؤسسات الغربية المعنية، بقطع علاقات الشراكة مع رجال الأعمال الروس، خاصة في ضوء الارباح الناتجة عن تلك الشراكة. وترى الصحيفة ان السبب الرابع يكمن في مخاوف الغرب من نزوح رؤوس الأموال الروسية من أسواقه، وخاصة من سوق العقارات، مما سيترك أثارا سيئة على الاقتصاد في البلدان الغربية. كما أن خطوة كهذه ستخلق انطباعا لدى المستثمرين الأجانب، وخاصة في الصين والشرق الاوسط ، بان الاستثمار في الولايات المتحدة وأوروبا بات أمرا محفوفا بالمخاطر. وفي الختام يشير الكاتب إلى ان العقوبات الاقتصادية لم تؤد يوما الغرض المتوخى منها، والأمثلة على ذلك كثيرة. وإذا ما فُرضت على روسيا، فلن يكون ذلك إلا مثالا آخر على عقم تلك العقوبات.
وإلى أقوال الصحف الروسية حول الأحداث الاقتصادية المحلية والعالمية:
صحيفة "فيدوموستي" اشارت تحتَ عنوان " بوتين يخَوِّفُ الولايات المتحدة بالدواجن" إلى أن رئيسَ الوزراء الروسي فلاديمير بوتين اعلن في لقائه مع قناة "سي إن إن" أن روسيا منعت 19شركةً أمريكية للدواجن من تصدير منتجاتها إلى روسيا على أن تضاف إلى هذه القائمة 29 شركة أمريكية أخرى فيما بعد ، وذلك لعدم مطابقتها لمواصفات هيئة الرقابة الروسية على المنتجات الزراعية. ونقلت الصحيفة تأكيدَ بوتين على أن هذه الخطوة ليس لها اي علاقة بالنزاع الروسي- الجورجي.
صحيفة "آر بي كا ديلي" أشارت تحت عنوان" يبقَون في روسيا" إلى تدشين شركة "لوك اويل" الروسية بالتعاون مع شركة "كونكو فيليبس" الامريكية حقلَ نِفطِ "يوجنو خيلتشويوسك" في اقليم "نانيتسك" الروسي. واضافت "ار بي كا" ان "لوك اويل" تسيطر على 70 في المئة من المشروع بينما تملِك الشركة الأمريكية الحِصةَ المتبقيةَ من هذا الحقل الذي يُقدر إنتاجُه بسبعة ونصفِ مليونِ بِرميلٍ عامَ 2009.
صحيفة "كوميرسانت" تطرقت تحت عنوان " الربع الفرنسي بدا خاسرا" إلى أن مصرف "كريديت اغريكول" الفرنسي اعلن عن انخفاض أرباحه الربعية اربعةً وتسعين في المئة إلى ستةٍ وسبعين مليونَ يورو مقابل مئةٍ وستةٍ وعشرين مليونا كانت متوقعة. كما اشارت الصحيفة إلى أن مؤسسةَ "نيتيكسيس" المالية اعلنت عن خسائرَ في الربع الثاني بأكثرَ من مليارِ يورو بعد شطبها مليارا وخمسَمئةٍ مليونِ يورو. ويحث الخبراءُ الفرنسيون المصارفَ على دراسة خططٍ لاعادة هيكلة المؤسسات وإعادة النظر في استراتيجية الاستثمار.