عاصفة من ردود الأفعال الدولية حول قرار روسيا الإعتراف بإستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا

عاصفة من ردود الأفعال الدولية حول قرار روسيا الإعتراف بإستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا
انسخ الرابطhttps://arabic.rt.com/news/18909/

أثار قرار الرئيس الروسي دميتري مدفيديف بشأن إستقلال اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا عاصفة من ردود الأفعال الدولية. فقد ندد الرئيس الامريكي جورج بوش بهذا القرار، فيما رأى الأمين العام لحلف الناتو ياب دي هوب شيفر أن القرار الروسي يشكل انتهاكا لقرارت مجلس الأمن الدولي.

ما كاد الرئيس ديمتري مدفيديف يصادق على  قرار البرلمان الروسي الإعتراف بإستقلال هذين البلدين حتى بدأت الردود تتوالى من مختلف أنحاء العالم. فقد أدان الإتحاد الأوروبي  القرار الروسي واعتبر في بيان صدر من مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للإتحاد، أن هذا القرار يتعارض مع سيادة ووحدة الاراضي الجورجية المعترف بها.

من جانبه أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن الإتحاد الاوروبي سيتخذ قرارا موحدا في هذا الشأن خلال اجتماعه المقرر الأسبوع المقبل.
 وأضاف كوشنير قائلا: "سنتخذ تدابير محددة خلال إجتماع الإتحاد الاوروبي في الأول من أيلول وسيتم إعتماد موقف مشترك من قبل الدول السبع والعشرين.. وهذا يبدو بالتأكيد أكثر فعالية.. هناك مقترحات أمريكية للرد  وأيضا لمنظمة التجارة العالمية، ومنظمة حلف شمال الاطلسي .. وايضا الرئيس مدفيديف نفسه قال انه كان يرغب في وقف العلاقات مع حلف شمال الاطلسي. لذا، يجب ان يتم درس هذه المسألة بدقة.. ولكن بالتأكيد هذا ليس بالأمر الجيد ونحن ندين بشدة هذا القرار..".

أما الأمين العام لحلف الناتو ياب دي هوب شيفر فقد رأى  أن القرار الروسي يشكل  انتهاكا لقرارت مجلس الأمن الدولي، مؤكدا رفض الناتو لهذا القرار.

وعبرت منظمة الأمن والتعاون الاوروبي عن رفضها لهذا القرار.

 كما أعتبرت المستشارة الألمانية أن القرار الروسي غير مقبول..وانضم أيضا وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند  إلى الرافضين لقرار روسيا، بل تخطى ذلك ليدعوا إلى تشكيل جبهة دولية في مواجهة ما سماه الإحتلال الروسي لجورجيا.
 الموقف الأمريكي لم يختلف عن المواقف الاوروبية المنددة بالقرار الروسي، فقد وصف البيت الأبيض  خطوة روسيا باللاعقلانية وبأنها تزعزع العالم. وقد ترجم  الرئيس الامريكي جورج بوش هذا الموقف بقوله أن خطوة موسكو ستؤدي الى تفاقم التوتر وتعقيد المفاوضات الدبلوماسية. في حين إستغلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس مؤتمرها الصحفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي كان مخصصا للحديث عن عملية السلام في الشرق الأوسط، لتندد بقرار موسكو وتشدد على أن أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية ستظلان جزءا من الأراضي الجورجية.
وأضافت رايس: "انه يعني ببساطة ان الرئيس الروسي يواصل عدم إحترام الإلتزامات التي وقع عليها الروس، لكنني اريد ان اكون واضحة جدا، إنطلاقا من أن الولايات المتحدة هي عضو دائم فى مجلس الامن، فإن هذا القرار سيكون ميتا حال وصوله الى مجلس الأمن. وبالتالي وفقا لقرارات مجلس الامن الاخرى التي لا تزال نافذة، فإن ابخازيا واوسيتيا الجنوبيه هي جزء من الحدود المعترف بها دوليا لجورجيا ، وستظل كذلك".
وقد أعطت هذه المواقف الغربية دفعا للقيادة الجورجية فخرج الرئيس الجورجي ميخائيل ساكشفيلي ليعلن رفضه للقرار الروسي، حيث قال: "اعتراف روسيا بإستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبيه غير قانوني  بالنسبة إلى جورجيا والمجتمع الدولي.. روسيا إرتكبت العديد من الأخطاء الإستراتيجية اليوم وامس وخلال الأسابيع الماضية، وتسببت باضرار كبيرة يتعذر إصلاحها في إطار حضورها على الساحة الدولية".

ومما يجدر قوله أن المجتمع الدولي الذي لم يتحرك لإنقاذ الأوسيتيين الجنوبيين من آلة الحرب الجورجية والعمل على تطبيق القرارات الدولية، يتسابق اليوم لإصدار المواقف المنددة بالقرار الروسي والدعوة إلى وحدة الأراضي الجورجية، وهو المبدأ الذي لم يعتمده في موقفه من كوسوفو.

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا