أقوال الصحف الروسية ليوم 12 أغسطس/ آب

انسخ الرابطhttps://arabic.rt.com/news/18269/

ما تزال حرب القوقاز تتصدر عناوين الصحف الروسية الصادرة اليوم. فقد اختارت صحيفة "كراسنيا زفيزدا" الناطقة باسم وزارة الدفاع الروسية أن تقتبس في عنوانها الرئيسي وصف الرئيس دميتري مدفيديف للممارسات الجورجية بالإبادة الجماعية ، وتورد الصحيفة قول مدفيديف إن تلك الممارسات اكتسبت طابعا شموليا ، فكانت موجهة ضد السكان المسالمين وقوات حفظ السلام أثناء أدائها الواجب.

صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" تشير إلى صعوبة التنبؤ بتطورات الأزمة الجورجية الأوسيتية، لكن ما لا يختلف عليه اثنان بحسب المقال هو حتمية جلوس طرفي النزاع إلى طاولة المفاوضات عاجلا أم آجلا. وتقول الصحيفة انه من غير المستبعد أن تشارك في تلك المفاوضات أطراف ذات ثقل في المنطقة بالإضافة إلى وسطاء حياديين. ويقول صاحب المقال ان المغامرة ،التي قام بها الرئيس الجورجي ،حولت الحدود الشمالية والجنوبية لبلاده إلى خط جبهة. وترى الصحيفة أن سآكاشفيلي أخذ في حسبانه إمكانية تطور الأزمة إلى ما آلت إليه الآن، فطلب الدعم من حلفائه. ويتساءل صاحب المقال عن حظوظ انضمام جورجيا للناتو بعد  نشوب  الحرب هذه؛ فالانضمام إلى الحلف من وجهة النظر الجورجية هو الضمان الوحيد لأمن البلاد، لكن من جهة اخرى فإن انضمام دولة محاربة إلى الناتو لن يروق للأوروبيين. وترى الصحيفة أن اقتحام الدبابات الجورجية لعاصمة أوسيتيا الجنوبية تسخينفالي كان تصرفا نزقا ، فقد شكلت الحرب التي أرادت لها جورجيا ان تكون خاطفة أرقا للأمريكيين والأوروبيين كانوا بغنى عنه. وبحسب كاتب المقال فإن الانتقادات الغربية الموجهة لروسيا تخفي وراءها غيظ المنتقدين بسبب انهيار مساعيهم السلمية. فقد فشلت الجهود الألمانية في لعب دور حمامة السلام رغم ثقة برلين بنجاح مهمتها. وتقتبس الصحيفة عن وزير الخارجية الألماني قوله إنه لم يتضح حتى الآن من يتحمل مسؤولية ما يحدث في أوسيتيا الجنوبية، لكن كاتب المقال يرى ان الأنباء الواردة من تسخينفالي تشير بوضوح إلى أن جورجيا كانت الطرف المعتدي.

صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" تناولت ايضا بالتحليل مدى "جورجية" الفرق المقاتلة للجيش الجورجي في أوسيتيا الجنوبية، فتكتب أن القوات الروسية  ألقت القبض على مجموعتي تخريب جورجيتين يوم الأحد الماضي ، لتكتشف أن بعض أفرادها مواطنون امريكيون من ذوي البشرة السمراء.  كما تتساءل الصحيفة عن هوية قائد طائرة "سوخوي- 25" الجورجية ، والتي تم إسقاطها في وقت سابق ، فتقول إن الطيار الأسيرعجزعن التكلم بالجورجية، كما انه لم يفهم أي كلمة روسية. وتذكر الصحيفة أن الفوج المؤلل الروسي الذي كان في طليعة القوات المرسلة  لنجدة الأوسيتيين، واجه الكتائب الجورجية المدربة على أيدي المختصين الأجانب. وتشير المقالة إلى أن تلك الكتائب كانت مجهزة بعتاد أمريكي ،  ومدربة على أيدي الأمريكيين وفق معايير الناتو. فمنذ أن باشروا عملهم في نهاية عام 2002، تمكن الأمريكيون من تدريب حوالي7 آلاف  و500 جندي ، فيما أشرف الأتراك على إعداد 750  آخرين. ناهيك عن مئتي إسرائيلي جهزوا أفراد الجيش الجورجي وفق برامج إعداد جنود المشاة الإسرائيليين ، فدربوهم على غارات المدن ، وتكتيكات معارك الشوارع ، بالإضافة إلى سبل القضاء على مسلحي حركات المقاومة. ويقول صاحب المقال ان المدربين العسكريين والمستشارين الأجانب نجحوا في تشكيل 5  ألوية ، قاتل معظم أفرادها في العراق. لكن أوسيتيا الجنوبية ليست العراق أو قطاع غزة كما تقول الصحيفة ، فبحسب الأنباء الواردة من تبليسي، تم تدمير كتيبة ضباط الكوماندوس الجورجي بشكل شبه كامل خلال يومين من القتال ، أما اللواء الرابع
  في الجيش الجورجي فخسر أكثر من نصف تعداده. ويشير كاتب المقال إلى أن أطقم الدبابات الجورجية المحترقة لم تتألف من مواطني جورجيا بالكامل،  فقد تخللها عدد كبير من ذوي الملامح الآسيوية. وفي ختام مقالته يرى الكاتب أن الجورجيين نجحوا في لمّ المرتزقة من كافة أصقاع العالم.

وتتحدث صحيفة "ترود" عن جهود الوساطة الدولية بين موسكو وتبليسي ، فتتوقف عند  الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى العاصمة الروسية اليوم. وإذ تشير إلى أن روسيا لا تحبذ وساطة أطراف أخرى ، تعتقد أن موسكو ستستمع للرئيس الفرنسي ولو ببعض الحذر. وتضيف الصحيفة أن الجميع يدركون ضرورة وقف الحرب منذ بداية النزاع العسكري، وقبل أن يصل عدد الضحايا إلى عشرات الآلاف. وتمضي مؤكدة على ضرورة تحقيق ذلك قبل أن تنتقل المعارك إلى شوارع تبليسي ، وقبل أن تتورط في القتال أطراف أخرى  ويتكررما حدث في يوغوسلافيا.
 وإذ تتساءل عمن سيقوم بذلك ، تقول الصحيفة إن  تبليسي تعول على واشنطن للقيام بدور الوسيط. أما موسكو فترفض الوساطة الأمريكية . ولكنها تترك الباب مفتوحا  أمام الاتحاد الأوروبي. ومن هذا الباب وصل إلى موسكوعشية زيارة ساركوزي وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، ووزير الخارجية الفنلندي ألكسندر ستوب قادمين  من تبليسي ، وفي جعبتهما وثيقة لوقف إطلاق للنار تحمل توقيع الرئيس الجورجي. وتذكّر الصحيفة بأن الرئيس الروسي طرح شرطيين اثنين لاستعادة السلام في المنطقة ، هما سحب الجيش الجورجي من أوسيتيا الجنوبية ، وتوقيع اتفاقية تحرم استخدام القوة في حل النزاع. أما وجهة نظر الإتحاد الأوروبي فتقول بوقف إطلاق النار وسحب القوات واحترام وحدة  أراضي جورجيا. وفي الختام يشير الكاتب إلى أن العسكريين الروس لا يثقون بنوايا الرئيس الجورجي ، وأنهم سيبقون مستعدين لكل الاحتمالات.

تتطرق صحيفة "موسكوفسكي كمسموليتس" إلى موضوع العلاقات الدبلوماسية  بين روسيا وجورجيا واحتمالات قطعها. وتقول الصحيفة إن هذه العلاقات لم تُقطع  رسميا حتى الآن بالرغم من أن البلدين في حالة حرب عمليا. وتلفت في هذا السياق إلى تأكيد موسكو أن قواتها المسلحة المتواجدة في  منطقة النزاع بين الجانبين لا تشن حربا على جورجيا ، بل تمارس مهمتها كقوات لحفظ السلام حصرا.ويضيف كاتب المقالة  أن الوضع بين روسيا وجورجيا اليوم يذكِّر بالوضع بين العراق وتركيا عندما توغلت القوات التركية في شمال العراق لمهاجمة مواقع المسلحين الأكراد ، دون أن يؤدي ذلك إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين هذين البلدين. ومع ذلك يشير الكاتب إلى أن قطع العلاقات الدبلوماسية في مثل هذه الحالات أمر مألوف. ففي أيار/ مايو من العام الجاري قطع  السودان علاقاته الدبلوماسية مع جمهورية تشاد المجاورة بعد أن اتهمها  بمساندة الهجوم الذي شنه متمردو دارفور على الخرطوم.

وتناولت صحيفة "نوفيي إزفيستيا" تأثير الوضع في أوسيتيا الجنوبية على أسعار العملات وحركة تداول الأسهم في الأسواق المالية الروسية  التي تراوحت بين مد وجذر. تقول الصحيفة إن أنباء القصف والعمليات العسكرية أدت إلى انخفاض سعر صرف الروبل وهبوط مؤشرات البورصة،بينما ساهمت الأنباء عن احتمال التوصل إلى هدنة في تحقيق بعض الإستقرار. وتنقل الصحيفة عن خبراء قولهم إن تأرجح العمليات الحربية بين التهدئة والتصعيد لا يزال العامل الحاسم في تحديد أمزجة لاعبي البورصة الأساسيين. ونتيجة لذلك يتعذر التكهن بالوجهة التي ستتخذها حركة أسعار العملات والأسهم. وتورد الصحيفة رأيا لأحد المحللين الاقتصاديين مفاده أن تصعيد النزاع في أوسيتيا الجنوبية كان له بالتأكيد تأثير سلبي على سعر الروبل ، ولكن هذا الانخفاض الملحوظ مرتبط أيضا بهبوط أسعار النفط وما نتج عنه من تعزيز للدولار الامريكي. ويتوقع المحلل أن تبقى سوق الأوراق المالية الروسية عرضة للاضطرابات في المستقبل القريب. بل ثمة مخاوف من أن وكالات التصنيف الرئيسية قد تخفض من تصنيف روسيا ما سيقلل من جاذبية الاستثمار فيها. و لايستبعد المحلل ، من جهة أخرى ، أن تشجع الأنباء الإيجابية على تصاعد حركة السوق. وتنتهي المقالة إلى أن تطور الأوضاع في القوقاز باتجاه السلام سيساعد على تعافي أسواق الأسهم واستعادتها قريبا ما فقدته من حيوية.

وتتحدث صحيفة "غازيتا" عن نتائج الحرب في القوقاز على تسويق النفط ، فتلاحظ أنها أدت إلى انخفاض كميات النفط المصدرة عبر الموانئ الجورجية. وتضيف أن أذربيجان بدأت بتخفيض انتاجها بعد أن كانت تصدر عبر جورجيا ما يقارب800 ألف برميل  يوميا. أما كازاخستان فقررت تغيير وجهة ناتجها من النفط نحو سوقها الداخية. وجاء في المقالة نقلا عن بعض الخبراء أن صادرات الوقود عبر جورجيا قد تتقلص بسبب النزاع في القوقاز بنحو مليون و600 ألف برميل من النفط ومشتقاته يوميا. ويرى الخبراء أن مسألة الجدوى من استخدام الأراضي الجورجية لتنفيذ مشاريع نقل النفط والغاز العالمية ستكون موضع بحث جدي. ويعتقد المحللون أن تغير مسارات تدفق النفط قد يلحق بهذا البلد ضررا لا يمكن إصلاحه أوالتعويض عنه. ويشار في هذا المجال إلى أن التفجير الذي قام به متمردون أكراد في الجزء التركي
من أنبوب باكو- تبليسي- جيهان ، ضاعف المخاوف لجهة أمن صادرات النفط والغاز عبر أنابيب منطقة القوقاز. وتعيد الصحيفة إلى الأذهان أن جورجيا كانت قد اكتسبت في الأعوام الأخيرة أهمية كبيرة في مجال نقل النفط
ومشتقاته، خاصة إلى أوروبا. ناهيك عن أنها من الدول المرشحة لمرور أنابيب النفط عبر أراضيها في إطارعدة مشاريع عالمية لنقل النفط والغاز من آسيا الوسطى.

وإلى أقوال الصحف الروسية حول الأحداث الإقتصادية المحلية والعالمية:

لفتت صحيفة "إر بي كا ديلي" إلى أن البورصات الروسية على الرغم من انهيارها الصباحي إختتمت تداولات الأمس على ارتفاع  إثر بيان رئيس الوزراء فلاديمير بوتين يؤكد فيه أن روسيا ستكمل مهمتها في حفظ السلام في أوسيتيا الجنوبية. وقالت الصحيفة إن الوضع حول وفرة السيولة يبقى متوترا لأن المصرف المركزي الروسي قام ببيع العملة الصعبة وقلص من سيولة الروبل في السوق. وأشارت الصحيفة إلى أن المصارف اضطرت إلى اقتراض الأموال عبر نظام الريبو. وهنا جاء قرار وزارة المالية بالتدخل والاعلان عن زيادة أموال صندوق الاصلاح الاسكاني في الحسابات البنكية من 10 مليارات روبل إلى 300 مليار روبل.


صحيفة "كوميرسانت" أشارت إلى أن عدة نظم لتحويل الأموال توقفت أمس عن التحويل إلى جورجيا معللة ذلك بالمشاكل المرتبطة بحالة الحرب وزيادة مخاطرعدم دفع الأموال للعملاء في هذا البلد. ولفتت الصحيفة إلى انه في العام الماضي بلغت التحويلات الرسمية من روسيا إلى جورجيا 664مليون دولار وفق احصائيات المصرف المركزي الروسي. كما قالت الصحيفة إنه رغم الحالة القائمة مازالت بعض الشركات تواصل تحويل الأموال إلى جورجيا وسط توقعات نمو التدفقات النقدية غير المشروعة بين روسيا وجورجيا.


صحيفة "فيدومستي" تفيد أن غازبروم نفط خامس أكبر شركة روسية من حيث حجم استخراج النفط دعت شركات شيفرون وإيني وشل لتبادل الاصول في روسيا مقابل المشاركة في المشاريع خارج البلاد دون أن  تشير إلى ماهية الأصول المعنية.ونقلت الصحيفة عن نائب المدير العام لغازبروم نفط /بوريس زيلبيرمينتس/ أن الشركة تنتظر الرد حتى نهاية ايلول/سبتمبر وكشف زيلبيرميتس أن الشركة تنوى حتى نهاية العام توسيع قاعدة الموارد في روسيا وخاصة في المواقع المحاذية للبنية التحتية القائمة لغازبروم نفط وبذلك سيتم استخراج النفط منها في أقرب وقت ممكن.

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا