أقوال الصحف الروسية ليوم5 أغسطس/ آب
نستهل جولتنا بصحيفة "فريميا نوفوستيه" التي تسلط الضوء على عملية الإصلاح والتحديث التي تجري في القوات المسلحة الروسية، على اختلاف أنواعها وصنوف أسلحتها. وتبرز الصحيفة إنه يجري حاليا تزويد القوات الصاروخية الاستراتيجية بمنظومات صاروخية من طراز "توبول -إم" و"إر إس- 24". ويجري كذلك تزويد القوات البرية بدبابات "تي- 90" وعربات جديدة لنقل المشاة، وناقلات الجنود المدرعة.
أما خطط تطوير الأسطول الحربي فتشمل حسب الصحيفة، بناءَ غواصات نووية استراتيجية متعددة الأغراض من الجيل الرابع. وتذكر الجريدة نقلا عن الأميرال فلاديمير فيسوتسكي القائد العام للاسطول البحري الحربي الروسي ،أنه تم تأمين كافة الموارد المالية اللازمة لتنفيذ هذه المشاريع وأن الغواصة الذرية الجديدة "يوري دولغوروكي" ستوضع قريبا قيد الخدمة ضمن ملاك الأسطول الشمالي. وسيتم تجهيزهذه الغواصة بصواريخ باليستية جديدة يبلغ مداها 8 آلاف كيلومتر، ومزودة بمنظومات نووية ذاتية التوجيه. ويختم الكاتب مؤكدا أن العمل يجري حاليا على صنع غواصات جديدة أخرى من هذا الطراز.
تنشر صحيفة "نوفيه إزفيستيا" مقالة تورد فيها مقتطفات من حديث أدلى به أمام الصحفيين كلاوس رولاند مدير فرع البنك العالمي في روسيا . وتنقل الصحيفة عنه أن روسيا تمكنت من تحقيق استقرار على مستوى اقتصاد الجملة بعد مرور 10 سنوات على الانهيار الاقتصادي الذي اصابها في أغسطس/آب من عام 1998. ويرى رولاند أن الفترة الحالية تتطلب حل مسألتين أساسيتين،هما مكافحة التضخم، ورفع ما سماه بمستوى معارف السكان في الشئون المالية. وتضيف الصحيفة أنه خلال لقائه مع الصحفيين أمس،أشار مدير فرع البنك العالمي إلى ما حققه الاقتصاد الروسي من استقرارخلال السنوات الأخيرة، كظهور فائض في الميزانية، وتحول العملة الروسية إلى عملة قوية، وتجاوز احتياطي الذهب والعملة الصعبة مستوى 500 مليار دولار. وجاء في حديث المصرفي أن السنوات العشر الماضية تؤكد أهمية المحافظة على الاستقرار الذي تم تحقيقه على مستوى إقتصاد الجملة . ولاحظ أن روسيا راكمت اموالا كبيرة نتيجة ارتفاع أسعار المواد الخام، وأكد على ضرورة استخدام هذه الموارد لمواصلة تطوير القطاعات الأساسية في البلاد، على أن يتم ذلك بمنتهى الحذر لتفادي مخاطر التضخم المحتملة. وتضيف الصحيفة أن رولاند أبرز ضرورة إتقان إدارة المداخيل لا على المستوى الفيدرالي فحسب، بل على مستوى المواطن العادي كذلك. ويرى أن هذه المهمة تتطلب رفع مستوى معارف السكان في الشئون المالية. وضرب مثلا بقوله إن أزمة القروض العقارية في الولايات المتحدة، أظهرت أن السكان لا يملكون فكرة واضحة عن ماهية القرض والفوائد المترتبة عليه. وتختم الصحيفة مقالتها بأن الاقتصادي البارز استحسن الموقف التقليدي المحافظ الذي يتخذه المجتمع الروسي فيما يتعلق بالقروض، معتبرا ذلك قاعدة جيدة لبناء حياة أفضل.
وتواصل الصحف الروسية اهتمامها بموضوع الفساد، وما تتخذه القيادة السياسية من تدابير لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة التي تعاني منها البلاد. صحيفة "روسيسكايا غازيتا" تنشر في عددها الصادر اليوم نص "خطة مكافحة الفساد" التي وقعها الرئيس دميتري مدفيديف يوم أمس. وعن جدية التدابير التي تتضمنها هذه الخطة، تقول الصحيفة إن حياةً قاسية ستكون بانتظار كل من لا يقنع بالعيش حسب راتبه ودخله المشروع. و تؤكدالصحيفة أن القيادة لن تنشئ أي جهاز خاص لتنفيذ الخطة، وتضيف أن الحكومة ستتقدم إلى البرلمان في دورته الخريفية بمبادرة تشريعية متكاملة يسمح أحد بنودها بتوسيع دائرة المشمولين بقانون الرقابة على الممتلكات. وجاء في المقالة أن شرائح واسعة من موظفي الدولة لا يشملهم هذا القانون في صيغته الحالية. وعلى سبيل المثال فإن رجال الشرطة وموظفي الجمارك، والعديد من العسكريين، غير ملزمين حتى الآن بالتصريح عن ممتلكاتهم. ويتوقع كاتب المقالة أن يسري مفعول القانون الجديد على أفراد أسر الموظفين المشمولين به، وأن يسمح بالتحري والتفتيش الميداني للتثبت من المعلومات التي يقدمها صاحب التصريح في حال الشك بصحتها. وينقل الكاتب عن موظفين اطلعوا على الخطة الجديدة أن تنفيذها سيتغرق وقتا طويلا جدا، ويخلص إلى أن مكافحة الفساد عملية طويلة تكتنفها صعوبات شتى، لاسيما وأن العديد من مشاريع القوانين الخاصة بذلك لا تزال قيد الدرس والتدقيق.
وتتناول صحيفة "روسيسكايا غازيتا" مقتل العميد محمد سليمان، أحد كبار مستشاري الرئيس السوري بشار الأسد، فتقول إن الغموض ما زال يكتنف حادثة الاغتيال. وتنقل عن مصادر غير رسمية أن سليمان قُتل بالقرب من مدينة طرطوس الساحلية بعد إطلاق النار عليه. وتلاحظ أن أحدا لم يتبن حتى الآن مسؤولية ذلك، علما بأن بعض المصادر لا تستبعد وقوف إسرائيل خلف الاغتيال. واستنادا إلى مصادرأخرى فإن مقتل سليمان قد يكون حلقة في سلسلة اغتيالات مسؤولين بارزين لهم علاقة بحزب الله اللبناني، بدأت باغتيال عماد مغنية -القيادي البارز في هذا الحزب- في فبراير/ شباط من العام الحالي. وجاء في المقالة نقلا عن مصادر إعلامية غربية أن العميد سليمان كان مسؤولا عما يسمى بالمشاريع الخاصة، وكان من ضمن مسؤولياته الإشراف على البرنامج النووي وعلى عمل الاستخبارات السورية في لبنان، إضافة إلى كونه ضابط الارتباط مع حزب الله. وتشير المقالة إلى أن الاستخبارات الأمريكية تنسب له تنظيم عملية نقل أسلحة كيميائية من العراق إلى سوريا عام 2003. ويضيف كاتب المقالة استنادا إلى بعض المراقبين أن الثقة التي أولتها القيادة السورية للعميد سليمان لم تكن محض صدفة، فخلال دراسته في جامعة دمشق، كان زميلا لباسل الأسد، الشقيق الأكبر للرئيس السوري بشار الأسد، ثم خدم في الجيش تحت قيادته.كما أن سليمان قضى عدة سنوات في الاتحاد السوفيتي، حيث كان مسؤولا عن شراء الأسلحة للجيش السوري. وبعد مقتل باسل الأسد في حادث سير، خدم محمد سليمان تحت إمرة بشار الأسد، ليصبح قائدا لأحدى التشكيلات العسكرية الممتازة. وحسب بعض المعطيات فان نفوذ العميد محمد سليمان داخل المؤسسة العسكرية السورية في السنوات الأخيرة، تعاظم إلى درجة تفوق نفوذ كل من وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان.
وتعلق صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" على نية الولايات المتحدة الطلب من مجلس الأمن الدولي مناقشة فرض عقوبات جديدة على إيران. تعيد الصحيفة إلى الأذهان أن الدول الغربية منحت إيران فرصة حتى 2 آب/أغسطس للرد على اقتراحاتها بتجميد البرنامج النووي الإيراني مقابل التخلي عن تشديد العقوبات الأممية ضدها. وتشير إلى أن هذه المهلة انتهت دون أن تتلقى ردا رسميا من طهران على هذه المقترحات. بينما أعلن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أن بلاده لن تتراجع أمام الدول العظمى. وتضيف الصحيفة أن ممثلي الدول الأربع عشر الأخرى في مجلس الأمن الدولي لا يحبذون في الوقت الراهن البدء بمناقشات حول فرض عقوبات جديدة. ومن ناحية أخرى تتوقف المقالة عند تهديد قائد الحرس الثوري الإيراني باستخدام سلاح حديث لإغلاق مضيق هرمز إذا ما تعرضت بلاده للعدوان. ويرى كاتب المقالة أن الخوف من هذا السلاح لا يشكل رادعا لأي هجوم محتمل على هذا البلد، بل أن المسألة تكمن في أمر آخر. ويمضي موضحا فينقل عن جورج فريدمان، مدير شركة "ستراتفورد" الاستخباراتية الخاصة الشهيرة، أن توجيه ضربة عسكرية، أمريكية أو إسرائيلية، إلى المواقع النووية الإيرانية، أمر ضعيف الاحتمال. ويعزو الخبير الأمريكي ذلك إلى أن النتائج السلبية على الاقتصاد العالمي جراء ضربة كهذه ستكون أكبر بكثير من المكاسب المحتملة. ويرجح فريدمان أن لا تكون الولايات المتحدة وإسرائيل في وارد التحضير لعمليات عسكرية فعلا، بقدر ما هما تحاولان ممارسة ضغط نفسي على إيران لثنيها عن المضي قدما في مشروعها النووي.
ونختتم بصحيفة "غازيتا" التي تعلق على مقتل 16 شرطيا صينيا وإصابة 16 آخرين بجروح، في هجوم نفذه مسلحان استهدفا موقعا حدوديا للشرطة الصينية، بالقرب من مدينة كاشغار عاصمة إقليم شينجيانغ أويغور الصيني الذي يتمتع بالحكم الذاتي. وتذكر الصحيفة أن السلطات الصينية ألقت بمسؤولية الهجوم على المتمردين الأويغور، الذين يسعون للانفصال عن الصين منذ أربعينيات القرن الماضي. وتشير الصحيفة إلى أن إقليم شينجيانغ أويغور، المعروف سابقا بتركستان الشرقية، تقطنه أغلبية مسلمة من الأويغور يربو عددهم على 10 ملايين نسمة. وجاء في المقالة أن منظمة "هيومان رايتس ووتش" أصدرت بيانا يشير إلى الحظر الذي تفرضه الحكومة المركزية على الاحتفالات بالأعياد الإسلامية، وتدريس النصوص الدينية، أو التعبير عن الانتماء الديني في مؤسسات الإقليم الحكومية. كما أن الدولة تحتكر تعيين رجال الدين وتحديد أماكن عقد الاجتماعات. ومدارسه وينقل كاتب المقالة عن خبراء منظمة هيومان رايتس ووتش أن الصين انضمت بعد أحداث 11 من سبتمبر عام 2001، إلى غيرها من الدول التي تحارب الإرهاب رسميا. ولكن بكين تتخذ من ذلك ذريعة لتشديد القيود على الأقليات العرقية داخل البلاد.
وإلى أقوال الصحف الروسية حول الأحداث الإقتصادية المحلية والعالمية:
طالعتنا صحيفة "ار بي كا ديلي" بمقالة لها حول الظروف المعيشية في اوروبا تحت عنوان "اوروبا تشد الحزام"، جاء فيه أن اسعارَ السلع الاستهلاكية في البلدان الاوروبية مستمرة بالارتفاع، واعتمدت الصحيفة في مقالها على تقرير اعده مختصون في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية اظهر ارتفاعا في متوسط النفقات السنوي لأسرةٍ عادية في بريطانيا بنحو 10% وهذا الحال ينطبق على باقي دول اوروبا.
وحذر التقرير من منهجية هذه البيانات لكنه استبعد وقوع ازمة اقتصادية في المستقبل المنظور.
اما صحيفة "فيدوموستي" فقد نشرت مقالا تحت عنوان "اثنان في المئة من بوتين" اوضحت فيه تراجع اسعار وقود الطائرات الاسبوع الماضي بنحو 2% لاول مرة هذا العام في الوقت الذي تعاني المنتجات النفطية الاخرى من انخفاض موسمي. وتطرقت الصحيفة الى تراجع اسعار النفط في السوق العالمية في الفترة الاخيرة بالاضافة الى رفع الحكومة الروسية للرسوم الجمركية على النفط الخام المعد للتصدير، لكن السبب الاساسي وراء تراجع اسعار وقود الطائرات يعود الى انتقادات رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين حين امر هيئة مكافحة الاحتكار الروسية بالتدخل ووضع حد لارتفاع اسعار وقود الطائرات.
ونختتم جولتنا بصحيفة "كوميرسانت" التي نشرت مقالا بعنوان "وزارة الزراعة لا تتخلى عن شبر واحد من الارض" سلطت فيه الضوء على مناقشة لجنة من الحكومة لاقتراح وزارة الزراعة بتقليص فرص تحويل الاراضي الزراعية الى اراضٍ للبناء وتحديد قائمة الاسباب التي تمنح الحق في استخدام الاراضي الزراعية للبناء، اذ تعتقد الوزارة ان المزارعين سيخسرون المنازلة مع منافسيهم من شركات البناء.