أقوال الصحف الروسية ليوم 2 أغسطس/ آب
نستهل هذه الجولة باستعراض مقالة منشورة في صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" تتناول مشكلة نقص الكوادر الكفؤة لشغل الوظائف الهامة في روسيا، والفساد الذي يكتنف عملية التعيين في المناصب الهامة...
وتلفت المقالة إلى أن الرئيس دميتري مدفيديف عقد اجتماعا مخصصا لبحث هذه المشكلة قال فيه، إن لدى القيادة الروسية خططا طموحة،، لكنها تفتقر إلى الكوادر القادرة على تنفيذها.
وأقرِّ ميدفيديف علنا بأن الكثير من الوظائف تُباع وتُشرى، وأكد أن الكفاءة والمعرفة والقدرة على العملْ، لم يعد لها دور يذكر لدى اختيار الموظفين،حيث حلت محل هذه المعايير علاقاتُ المصالح المتبادلة والولاءات الشخصية. ويستنتج كاتب المقالة أن الرئيس مدفيديف قرر على ما يبدو أخذ زمام المبادرة بيديه في هذا المجال،
وقد وعد بأن يهتم شخصيا بتقييم الكفاءات المهنية للمرشحين لشغل المناصب العليا... وتنقل الصحيفة عن مديرة "مركز دراسات النخبة أولغا كريشتانوفسكايا
أن الأقاليم تعاني نقصا حادا في الكوادر القادرة على شغل الوظائف الإدراية والرسمية، لأن مثل هذه الكوادر لا ترغب بالابتعاد عن موسكو حتى
وإن عرضتْ عليها مناصبُ مرموقة... ويعرض الكاتب إلى ما يشاع عن نية الكرملن تغييرَ ثلثِ المحافظين تقريبا،. فيشير إلى أن المختصين ينصحون بالعودة لأسلوب الانتخاب،
لأن المنافسة تتيح اختيار الأفضل... وحول مستقبل عملية مكافحة الفساد، تورد الصحيفة ما قاله رئيس لجنة مكافحة الفساد كيريل كابانوف،
من أن إقرارَ الرئيسِ باستشراء المحسوبية والرشوة يمثل إشارةً لانطلاق حملة مكافحة الفساد. وحذر كابانوف من أن الآلة البيروقراطية سوف تقاوم بشراسة كل تشريع أو تدبير يمس مصالحها...
وننتقل إلى مجلة "بروفيل" ومقالة للمحلل السياسي التركي "ميهميت بيرنتشيك" يتحدث فيها عن مشروع "الشرق الأوسط الكبير" الذي يعتبر في الفكر السياسي الأمريكي أساسا لإعادة تشكيل العالم... يتوقف المحلل السياسي التركي عند الوثيقة الأساسية لهذا المشروع، والتي تحمل اسم "الاستراتيجية الأمريكية الجديدة للأمن القومي
في الشرق الأوسط . تحليلات ما بعد 21 سبتمبر" . فيرى أن تنفيذ هذا المشروع يتطلب تغيير حدود 24 دولة. ابتداء من المغرب وانتهاء بأفغانستان...ويوضح بيرينتشيك أن واشنطن تنظر إلى "الشرق الأوسط الكبير" على أنه نقطة انطلاق نحو السيطرة على منطقة آسيا الوسطى،
التي تعتبر بنظر واشنطن "قلب" أوروآسيا والعالم كله. ويلفت الباحث التركي إلى أن حدود بلاده مرشحة للتعديل في المراحل الأولى من بدأ تطبيق هذا المشروع...
ويعيد بيرتشيك للذاكرة أن فريق بوش المكون من رامسفيلد وولفويتس وخليل زاده وولسي، كان قد وجه عام 1998رسالة للرئيس السابق بيل كلينتون،
يعتبر فيها أن استخدام القوة العسكرية أمر ضروري لإعلان استقلال شمال العراق وجنوبه. ويرى "بيرينتشيك" أن الحرب على العراق أفضت
في الواقع إلى قيام دولة مستقلة في شمال العراق..وأن العمل جارٍ اليوم بشكل حثيث لإعطاء هذا الكيان شرعية قانونية. ويعبر الكاتب عن
قناعته بأن سيطرة واشنطن على شمال العراق يشكل تهديدا ليس فقط لتركيا، بل وللعديد من الدول الواقعة بين غرب أوروبا وشرق آسيا.
ويخلص بيرينتشيكا إلى أن الولايات المتحدة سوف تستخدم كردستان العراق ليس فقط من أجل السيطرة على موارد
الطاقة في المنطقة، بل وللقيام بعمليات عسكرية في كل المنطقة الأوروآسيوية.
أما مجلة "إيتوغي" فتخصص مقالة تتناول فيها موضوع ما يسمى بالأحياء الإثنية، أي الأحياء التي تقطنها أقليات عرقية.. يشير كاتب المقالة إلى أن غالبية المدن الكبرى
تضم أحياءً ذات طابع إثني؛ ففي باريس مثلا يوجد حي سان ديني ذو الأغلبية العربية، وفي نيويورك حي هارلم الذي تقطنه أغلبية من أصول أفريقية،
ويوجد في برلين حي يعرف بالحي التركي. ويضيف الكاتب أن موسكو يمكن أن تنضم قريبا إلى هذه القائمة، ذلك أن الحي الجنوبي الشرقي منها مرشح للدخول في
قائمة الأحياء العرقية. ويوضح الكاتب أن سيلا من العمالة يَفِدُ إلى موسكو من مولدوفا وقيرغيزيا وطاجيكستان، ولقد قررت سلطات العاصمة أن تأخذ على عاتقها
مسؤولية تأمين السكن لهؤلاء. ولهذا فإن من المنتظر أن يشهد الخريف القادم ظهور ضواحٍ سكنية خاصة بالعمالة الأجنبية الشرعية في المنطقة الجنوبية الشرقية
من موسكو. وتفيد المقالة أن هذه الضواحي سوف تتشكل من بيوت متواضعة، تتألف من طابقين من الحاويات، تفصل بينهما طبقة من الغزول الزجاجية لتأمين العزل...
يرى الكاتب أن العمال الأجانب لن يعودوا إلى بلادهم فور انتهاء إقاماتهم، بل سيبحثون عن عمل آخر، وينتقلون للإقامة في المنطقة ذاتها.
وتورد المجلة عن مدير معهد الدراسات السكانية أناتولي فيشنيفسكي أن هذا الإجراء سوف يجبر الوافدين على السكن في أحياء عرقية معزولة،
ويجعلهم عرضة لتجاوزات ضعاف النفوس في السلطات المحلية، ناهيك عن أنه لن يؤمن لهم الحماية من مظاهر التعصب العرقي. ويرى فيشنيفسكي أن على سلطات موسكو
أن تبادر إلى تخصيص ما يلزم من الأموال لإنشاء منظومة تساعد العمال الأجانب في الابتعاد عن التقوقع والاندماج التدريجي في المجتمع.
وتنشر مجلة "فيرسيا" مقالة تعلق فيها على تنامي الدور الروسي على صعيد السياسة العالمية من جهة، وإصرار الولايات المتحدة الأمريكية على انتهاج سياسة القطب الواحد من جهة ثانية.
تلفت المجلة بداية إلى تحذيرات الخبراء، الروس والأمريكيين، من أن الوضع السياسي في عالم اليوم قد أصبح أكثر توترا مما كان عليه إبان أزمة البحر الكاريبي
في ستينيات القرن الماضي، التي كادت تنتهي إلى حرب نووية. وجاء في المقالة أن من أسباب التوتر الحالي استياء بعض الأوساط في العالم من نجاح روسيا في تجاوز
الأزمة التي عصفت بها في التسعينيات. ويمضي كاتب المقالة موضحا فيقول إن الولايات المتحدة اعتادت، أثناء فترة الضعف التي اعترى الدولة الروسية، على لعب دور
القوة العظمى الوحيدة في العالم. وإن قيادتها السياسية استمرأت ذلك حتى باتت تعتبر العودة إلى تقاسم النفوذ مع أيٍ كان بمثابة تطاول على مصالح أمريكا القومية.
ويرى الكاتب أن مصالح البلدين كان لا بد أن تتضارب عاجلا أم آجلا. ويعزو السبب إلى تفاقم أزمة الموارد الطبيعية في العالم وارتفاع أسعار النفط والغاز
يوما بعد يوم. وهذا ما اضطر واشنطن إلى اتخاذ خطوة غير مسبوقة، إذ شرعت باستغلال مخزونها الاستراتيجي من النفط الخام. ويضيف الكاتب أن الولايات المتحدة
أخذت في الوقت نفسه تتطلع إلى مناطق أخرى للحصول على النفط والغاز. وها هي حقول النفط العراقية أصبحت تحت سيطرتها. أما الخطوة التالية فهي باتجاه إيران
التي تحتل المرتبة الثانية بعد روسيا من حيث احتياطي الغاز الطبيعي فيها. ويلفت الكاتب إلى أن الباحثين السياسيين في الأمريكيين أخذو يتحدثون
عن عدد سكان روسيا القليل نسبيا ومساحة أراضيها الشاسعة والغنية بالموارد الطبيعية. ويرى أن هؤلاء يرمون من وراء هذه الأحاديث لتبرير أحلامهم بأن يقاسمهم منطقتي سيبيريا والشرق الأقصى الروسيتين.
ويستنتج الكاتب في ختام مقالته أن روسيا ستكون الهدف التالي إذا ما أحكم الأمريكيون سيطرتهم على هذا البلد
وفي مجلة "مير نوفاستيي" نقرأ عن حملة بدأها مؤسس شركة "مايكروسوفت" الملياردير "بيل غيتس" وعمدة نيويورك "مايكل بلومبيرغ" ضد التدخين.
تقول المجلة إن المليارديرين أعلنا شن هجوم شامل على هذه العادة السيئة، وخصصا نصف مليار دولار في محاولة منهما لتخفيف التدخين في كل من
الصين والهند وإندونيسيا وروسيا وبنغلاديش. وتضيف المجلة أن "غيتس" و"بلومبيرغ" عازمان أيضا على منع
انتشار آفة التدخين في القارة الإفريقية.
وأنهما سيسعيان من خلال أموال صناديقهما الخيرية إلى التأثير على الحكومات لكي تتخذ تدابير ملموسة لرفع الضرائب على السجائر ومنع التدخين
في الأماكن العامة ومنع الترويج له، الإضافة إلى توعية السكان بمضاره وتقديم المساعدة من يرغب بالإقلاع عن
هذه العادة. وتشير المجلة إلى أن عدد الوفيات بسبب التدخين في العالم بلغ خمسة ملايين، أي أن نحو
أربعة عشر ألف مدخن يموتون كل يوم. وتختم المجلة بالقول إن "غيتس " و"بلومبيرغ" قررا استخدام قوة المال، وعدم هدر
الوقت بالكلام . وخصصا ماكفاءات كبيرة لمن ينشط في مكافحة التدخين، حكومة كان أم فردا.
ونختتم جولتنا بصحيفة "فيرسيا" التي اخترنا منها مقالة تتحدث عن صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل، التي جرت في السادس عشر من شهر الماضي. تقول الصحيفة
إن تلك الصفقة التي وصفتها بالتاريخية، أسفرت عن استلام إسرائيل رفات اثنين من جنودها مقابل تسليمها للبنان جثث مقاتلين لقوا مصرعهم في سنوات مختلفة،
بالإضافة إلى إطلاق سراح خمسة مقاتلين من حزب الله . وتوضح الصحيفة أن هذا الحدث الذي شغل المجتمع الدولي بأكمله، وصفه
كثيرون بأنه نقطة تحول في تسوية نزاع الشرق الأوسط. وتشير من ناحية أخرى إلى أنه لا يشكل قاسما مشتركا للجميع. وأن بعض الخبراء يعتقدون صفقة يتم فيها تسليم
الأحياء مقابل الموتى، ستزيد الوضع في المنطقة سوءا. ولا تستبعد المقالة أن تسبب عملية التبادل هذه مواجهات دامية في
المستقبل القريب. فالرأي العام الإسرائيلي يشير إلى أن الحكومة أظهرت ضعفها، ما سيتسبب بنتائج وخيمة. وإن أية منظمة إرهابية باتت تعلم أن
بالامكان اختطاف مواطن إسرائيلي وقتله، للحصول مقابل جثته على كل ما تبتغيه، بما في ذلك الإفراج عن متطرفين أحياء بعضهم يقضون أحكاما مؤبدة.
وتنقل الصحيفة عن أحد الخبراء أن هذا الوضع سيؤدي إلى إضعاف أمن إسرائيل، لأنه يشكل ضربة لمصداقية الحكومة والجيش، مما قد يُشعل
في المستقبل نزاعات مسلحة جديدة. ويخلص الخبير إلى أن هذه النزاعات لن تقتصر على إسرائيل وحدها، بل
ستتعداها إلى دول مثل الأردن ومصر وسوريا والسعودية، التي تعاني من التطرف الإسلامي بحسب رأيه.