أقوال الصحف الروسية ليوم 31 يوليو/ تموز
نبدأ جولتنا بصحيفة "إزفيستيا" ومقالة عن "الحرب الكلامية" التي اندلعت بين روسيا والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، فتلاحظ أن موسكوانتقلت إلى مرحلة الهجوم المضاد الحازمة. وتنقل الصحيفة عن مصدر في الخارجية الروسية قناعته بأن الولايات المتحدة الأمريكية في "طريقها نحو تغيرات مؤلمة، وأنها على حافة أزمة شاملة تمس وجودها بالذات". ويضيف المصدر أن الأمريكيين لن يتجاوزوا هذه الأزمة إلا إذا تعلموا العيش حسب ما تسمح به مواردهم. ويوضح أن البشرية تبذل كل ما في وسعها من أجل بقائها على قيد الحياة، بينما أمريكا تزدري العالم بأسره، وتواصل استهلاكَ كمياتٍ قياسيةَ من الموارد، وتلويثَ البيئة بكميات هائلة من النفايات الضارة. وعن الموقف الروسي حيال ذلك قال المصدر أن موسكو لا تعتزم تحمل المسؤولية عن النتائج المترتبة على السياسة الأمريكية. بل إنها مستعدة لتذكير العالم أجمع بأن واشنطن هي التي تتحمل مسؤولية كل ما يجري في العراق مثلا.
وننتقل إلى صحيفة "فريميا نوفوستي" التي تنشر مقالة حول الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة، فتقول إن الرئيس الأمريكي شبَّه حالة وول ستريت بالشخص الذي استيقظ بعد ليلة من السُكر ثم راح يتساءل متى تزول آلام الصداع. وتضيف الصحيفة أن الكثيرين يوافقون بوش في ما ذهب إليه. وتحاول تشخيص أعراض الأزمة التي يعاني منها الاقتصاد الأمريكي، فتشير إلى أزمة القروض العقارية، وإفلاس كبريات المؤسسات المالية، وحالة الذعر التي دبت بين صغارالمستثمرين. وتلاحظ أن هذه الحالة جعلت الاقتصاد الأمريكي في موقف لا يحسد عليه. وتعيد الصحيفة إلى الذاكرة أن كلا من صندوق النقد الدولي ونادي "الثماني الكبار" لطالما نبه واشنطن إلى ما يعانيه اقتصادها من اختلال، وضرورة معالجته حفاظا على استقرار الاقتصاد العالمي. ولكن السلطات الأمريكية دأبت على التأكيد بأن اقتصادها قائم على أساس سليم. وتنقل الصحيفة عن خبير في فرع مصرف "دويتشه بنك" في موسكو قوله إن الجميع كانوا يتوقعون هذه الأزمة ويتخوفون من عواقبها. ويمضي موضحا أن الأمريكيين حاولوا دفع أخطار الأزمة بعيدا عنهم، لكن هذه الأخطار ترتد باتجاههم بسرعة كبيرة. وتختم الصحيفة مقالتها بالقول إن العديد من الخبراء الاقتصاديين يؤكدون أن أزمة الاقتصاد الأمريكي سوف تستمر عدة أشهر على الأقل، قبل أن تبلغ ذورتها وتأخذ كامل أبعادها.
وتسلط صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الضوء على مباحثات وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في واشنطن يوم الثلاثاء الفائت مع نظيرهالأمريكي روبرت غيتس ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. تشير الصحيفة إلى ما أعلنه باراك من أن واشنطن ستنصب في إسرائيل محطة رادار في إطار منظومة الدرع الصاروخية. وتتوقع بعض المصادر أن تدخل هذه المحطة حيز الخدمة قبل أن تبدأ ولاية الرئيس الأمريكي المقبل. وتضيف الصحيفة أن الرادارالموعود هو من طراز الرادار الذي تعتزم واشنطن نصبه في تشيكيا. وتنقل عن مسؤولين أمريكيين أن باستطاعته كشف أهداف بحجم كرة الطاولة على بعد 4 آلاف و700 كيلومتر. وهذا ما يمكِّنُ الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية من تدمير الصواريخ الإيرانية في منتصف طريقها نحو إسرائيل. وجاء في المقالة أن نصب هذا الرادار يضع علامة استفهام على صحة تصريحات واشنطن حول ضرورة الدرع الصاروخية في أوروبا لردع إيران، لا لمواجهة روسيا. وفي هذا الشأن يؤكد رئيس الأركان السابق لقوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية، الجنرال فيكتور ييسين، أن نصبَ رادار في تشيكيا لمواجهة الصواريخ الإيرانية أمرٌ لا لزوم له إذا نُصِبَ في إسرائيل رادارٌ من النوع ذاته. ويرى أن واشنطن تتخذ من الصواريخ الإيرانية ذريعة لإقامة منطقة الدرع الصاروخية الثالثة، التي تهدف في الواقع إلى مواجهة ما تعتبره تهديدا من جانب الصواريخ الروسية.
أما صحيفة "روسيسكايا غازيتا" فتتناول بالتحليل موضوع الانتخابات المبكرة في حزب "كاديما" الإسرائيلي، المزمع إجراؤها في سبتمبر/أيلول المقبل، وانعكاساتها على نتائج الانتخابات البرلمانية. تقول الصحيفة إن استطلاعات الرأي الحالية تشير إلى تفوق زعيم الليكود بنيامين نتنياهو على غيره من الزعماء السياسيين في إسرائيل. ولكنها ترى أن حزب "كاديما" سيتفوق على الليكود إذا ما تزعمته تسيبي ليفني خلفا لإيهود أولمرت. ومن ناحية أخرى تشير الصحيفة إلى أن تزايد شعبية وزيرة الخارجية تثير حنق رئيس الوزراء، الذي لم يتورع عن وصفها بالكذابة والغدارة. ولم يتردد في التعبير عن مشاعره تجاهها بقوله إنه يصاب بالرعب حين يتخيل سياسيا ضعيف الشخصية مثلها قد يمسك بزمام السلطة في البلاد ، علما بأن ليفني هي الشخصية الثانية في هيكلية الحزب الذي يترأسه. ويرى كاتب المقالة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي تسرع في الإدلاء بهذه التصريحات التي تثير الشكوك حول هدفه من تعيينه شخصا فاقد الإرادة، بحسب قوله، في منصب حساس كمنصب وزير الخارجية. ويورد ما جاء في صحيفة "غلوبوس" الإسرائيلية الناطقة بالروسية، من أن رجلا مثل أولمرت، دخل معترك السياسة منذ 40 عاما، يعرف من أين تؤكل الكتف. فعوضا عن مكافحة الجرائم، وجد هذا السياسي المخضرم، طريقة للتغطية عليها، ما جعله أغنى سياسي في البلاد.
وتكتب صحيفة "نوفيي إزفسيستيا" عن منظومة مراقبة السير في شوراع المدن الروسية بعد مرور شهر على البدء بتركيب كاميرات خاصة بمراقبة حالة الطرق. تقول الصحيفة إن مخاوف السائقين المتهورين من اكتشاف كم هائل من قسائم المخالفات المرورية في صناديقهم البريدية لم يكن لها ما يبررها حتى الآن. وتعزو الصحيفة هذا الوضع المؤقت إلى أن منظومة المراقبة لازالت في طور التجريب، إذ أن عدد الكاميرات لا يفي بالغرض. ناهيك عن أن عمل المنظومة يقتصر على 3 مناطق، هي العاصمة ، ومقاطعة موسكو، وإقليم كراسنودار. وجاء في المقالة أن العديد من سيارات شرطة المرور، التي تجوب شوارع العاصمة، تم تزويدها بأجهزة تصوير خاصة. وأن بمقدورهذه الأجهزة رصد أية مخالفات مرورية، وإعداد قسيمة الغرامة. ويلفت كاتب المقالة إلى أن القلق لا يعتري السائقين العاديين وحدهم، بل وكذلك أصحاب السيارات من كبار المسؤولين ومالكي الشركات الكبيرة. ويوضح قائلا إن المنظومة الآلية لا تفرق بين سائق وآخر، وإن جميع السائقين المتهورين سواء كانوا من ذوي النفوذ أم لا، سيتلقون بالبريد قسائم المخالفا ت قريبا. ويختم الكاتب بما أفاد به مصدر في شرطة المرور من أن العمل بهذه المنظومة لازال في مراحله الأول، حيث المهم حاليا تأمين عمل المنظومة بشكل جيد، وليس عدد المخالفات المرصودة.
ونختم بصحيفة "غازيتا" ومقالة عن اللغة الروسية، جاء فيها أن النمو المطرد لعلاقات التعاون بين روسيا والبلدان الأخرى يبعث لدى المواطنين الأجانب رغبة أكيدة في تعلم هذه اللغة. وتذكر الصحيفة أن كبار مدراء الشركات الغربية يفدون إلى روسيا لإقامة علاقات تجارية مع الشركات الروسية، ما يضعهم أمام الحاجة الملحة للتعرف على خصوصيات العمل في روسيا، وهذا بدوره يدفعهم إلى تعلم لغة زملائهم الروس. وتشير الصحيفة إلى عدم وجود إحصائيات دقيقة عن تزايد اهتمام الأجانب باللغة الروسية. فبعض الجهات تتحدث عن زيادة في عدد الراغبين بتعلمها بنسبة 30%، فيما تعتقد جهات أخرى أن هذه النسبة مبالغ بها. وجاء في المقالة أن تطوير مناهج تعليم اللغة الروسية للأجانب عملية معقدة تحتاج إلى جهود عدد كبير من المختصين. ويلفت كاتب المقالة إلى أن مؤسسات التعليم تستقبل أشخاصا من مختلف القوميات والشرائح الاجتماعية، يشكل الأوروبيون نسبة كبيرة منهم. كما يسعى إلى تعلم الروسية وافدون من البلدان العربية ودول أمريكا اللاتينية وتركيا. وعادة ما يكون هؤلاء من حملة الشهادات الجامعية وذوي المناصب الإدارية العالية.
وإلى أقوال الصحف الروسية حول الأحداث الإقتصادية المحلية والعالمية:
قالت صحيفة "كوميرسانت" إنه على الرَغم من أن الهيئةَ الفدرالية الروسية لمكافحة الاحتكار رفعت دعوىَ ضد مجموعة "يفراز" إضافة إلى الدعوى التي تقدمت بها سابقا ضد شركةِ "ميتشل" للتعدين بعدما لاحظت الهيئةُ علاماتِ اساءة تصرفٍ من قبل مجموعة "يفراز" للهيمنةِ على سوق الفحم عبر تحديد الاسعار الاحتكارية ووضعِ اسعارٍ متباينة للسوقين الداخلية والخارجية ماجعل الظروفَ الاقتصادية غير ملائمة بالنسبة للمستهلكين المحليين إلا أنه وخلافا للوضع مع "ميتشل" كما تشير الصحيفة لم يأخذ المستثمرون هذا الأمر بجدية حيث جرى تداولُ أسهم "يفراز" في بورصة لندن دون تغيير.
أما صحيفة "فيدوموستي" فدعت المسؤولين في الحكومةِ الروسية للاحتفال بنجاحهم الأول في محاربة التضخم حيث لم تُسجِل معدلاتُه في الأسبوع الأخير وحتى 28 من الشهر الجاري أيَ ارتفاعٍ في حين بلغ نموه منذ مطلع الشهر بمقدار 0.5%. ولفَتَت الصحيفة إلى تراجع أسعار الدجاج والبيض ب0.4% والفواكهِ والخضروات 2.1% أما الملفوفُ أو الكُرُنْب فكان تراجُعه قياسيا وبلغ 9.8%. واشارت الصحيفة إلى أن نائبَ رئيس المصرف المركزي ألكسي أولوكايف يتوقع تراجع الأسعار خلال الشهرين المقبلين نتيجة لموسم الحصاد الجيد.
أما صحيفة "أر بي كا ديلي" فعلقت على تراجع الأرباح النصف سنوية لمصرف "لويدز تي إس بي" خامسِ أكبرِ مصرِفٍ في بريطانيا بنسبة 63% إلى مليارٍ و100ٍ مليونِ دولار على خلفية أزمة الائتمان وشطب الأصول، وقالت الصحيفة إن المصرفَ يتوقع المزيدَ من الخسائر في النصف الثاني من العام الجاري مع انهيار أسعار العَقَارات نتيجة لتفاقم أزمة الرهون العقارية وأضافت أن المصرفَ لا يستبعد أن يدخلَ الاقتصاد البريطاني حالةَ الركود.