أقوال الصحف الروسية ليوم 16 يوليو/ تموز
نبدأ جولتنا مع صحيفة "كوميرسانت" التي سلطت الضوء على زيارة بندر بن سلطان الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي إلى موسكو والمباحثات التي أجراها يوم أمس مع الرئيس الروسي دميتري مدفيديف ورئيس وزرائه فلاديمير بوتين.
وتربط الصحيفة هذه الزيارة بالزيارة الخاطفة التي قام بها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لموسكو في فبراير/شباط الماضي، حيث التقى الرئيس الروسي آنذاك فلاديمير بوتين وسلمه رسالة شخصية من العاهل السعودي عبد الله بن العزيز.
وتعيد الصحيفة للأذهان أن تلك الرسالة عبرت عن قلق الرياض الشديد من تزايد النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط. وأن قيادة المملكة تمنت على موسكو وقف تعاونها مع طهران، وألمحت بالمقابل إلى عقود مجزية قد توقِّعها مع الجانب الروسي. ويضيف كاتب المقال أن التعاون التقني العسكري مرشحٌ لأن يغدوَ عنصرا هاما في العلاقات بين روسيا والسعودية. وإذ يرى أن العسكريين السعوديين مهتمون بشكل خاص بمنظومات الدفاع الجوي، يربط هذا الاهتمام بتجارب إطلاق صواريخ إيرانية قادرة على إصابة أهداف في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية. ويلفت الكاتب في ختام مقالته إلى العلاقات الوثيقة بين بندر بن سلطان والإدارة الأمريكية، ولا يستبعد أن تكون عروض الرياض السخية لموسكو قد تم التنسيق بشأنها مسبقا مع واشنطن، حيث أن الإدارة الأمريكية مهتمة الآن أكثر من أي وقت مضى بتحييد حلفاء طهران على كافة الأصعدة.
ونبقى مع صحيفة "كوميرسانت" في شأن إيراني غير بعيد عن الخلافات بين الغرب وطهران. وتتحدث الصحيفة عن مذكرة تعاون
وقعتها شركة "غازبروم" الروسية مع شركة النفط الايرانية الوطنية التي ترفض التعامل معها جميع شركات النفط والغاز العالمية. وتضيف الصحيفة أن الشركة الإيرانية تعهدت للجانب الروسي بمنحه حرية العمل في مجال استخراج ونقل النفط والغاز. وفي هذا السياق، تبرز الصحيفة تصريحا أدلى به وزير النفط الإيراني غلام حسين نزاري أكد فيه أن طهران قدمت لموسكو رزمة متكاملة من المقترحات التي تتماشى ومصالح البلدين. ومن هذه المقترحات ما يتعلق باستثمار حقول النفط والغاز وبناء معامل تكرير ومشاريع لنقل النفط من بحر قزوين إلى خليج عُمان.
وتخلص الصحيفة إلى أن شركة "غازبروم" تتمتع الآن بفرصة حقيقية لتعزيز حضورها في إيران التي تمتلك ثاني أكبر احتياطي من الغاز في العالم ولكي تمارس تأثيرا ملموسا على كافة الأسواق التي يصدر إليها الغاز الإيراني.
وننتقل إلى صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" التي تلقي الضوء على حيثيات أمر الاعتقال المتوقع أن تصدره المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير. ولهذا الغرض التقت الصحيفة المتخصص بالقانون الدولي البروفيسور باختيار توزمحميدوف.
ويرى الأكاديمي الروسي أن توجيه الاتهامات للرئيس البشير لا يعد أمرا استثنائيا من وجهة نظر القانون الدولي. ذلك أن معاهدة روما التي تنظم عمل محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، تعتبر أن الحصانة التي يتمتع بها رؤساء الدول لا تشكل عائقا يحول دون ملاحقتهم من قبل هذه المحكمة. ويضيف توزمحميدوف أن المسألة تتوقف على كيفية ممارسة المحكمة صلاحياتها على أرض الواقع، وإمكانية إحضار الرئيس البشير في حال صدور أمر باعتقاله.
ومن جانب آخر يلفت الخبير الروسي إلى ضرورة أن تُؤْخَذَ بعين الاعتبار المصالح الحيوية المتعلقة بعمليات حفظ السلام في السودان، حيث تقوم قوات من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بعمليات مشتركة في هذا البلد. ويحذِّر من أية إجراءات غير مدروسة وبدوافع سياسية قد تعرض تلك القوات لمخاطر حقيقية.
ونتوقف في صحيفة "روسيسكايا غازيتا" عند مقالة تتحدث عن الأزمة المالية في الولايات المتحدة الأمريكية جاء فيها أن المشاكل الناجمة عن هذه الأزمة تنعكس عمليا على كافة الأسواق المالية في العالم، حيث معظم البورصات في حالة غليان. وأن الخبراء لا يرون نهاية قريبة لهذه الاضطرابات، ويتنبأون بأن يشهد الخريف القادم أزمةً شاملة تعم كل الأسواق. وتضيف المقالة أن الرئيس الأمريكي جورج بوش صادق يوم أمس على خطةٍ لدعم عملاقي التمويل العقاري: شركة "فاني ماي" وشركة "فريدي ماك" اللتين تعانيان وضعا حرجا للغاية. ويرى كاتب المقالة أن إجراءات السلطات الأمريكية الرامية للحيلولة دون انهيار هاتين الشركتين تتناقض والمبادئ الليبرالية حول عدم تدخل الدولة في الاقتصاد والتي طالما حاولت وتحاول الولايات المتحدة فرضها على البلدان النامية.
ويلاحظ كاتب المقالة في الختام أن الحكومة الأمريكية أفلحت، ولو مؤقتا، في معالجة الوضع المتوتر. وأن التفاؤل هو السمة المميزة لرد فعل السوق على خطة الحكومة الأمريكية، إذ أن أسهم الشركتين المذكورتين سجلت على الفور ارتفاعا بنسبة 29%.
وتلقي صحيفة "ترود" الضوء على فضيحة جديدة من فضائح الكاريكاتور، ولكن في الولايات المتحدة الأمريكية هذه المرة، حيث نشرت مجلة "نيو يوركر" على غلافها الخارجي رسما كاريكاتوريا يظهر فيه المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية باراك أوباما بلباس إسلامي تقليدي. وتقول الصحيفة إن ما أثار حفيظة الديمقراطيين هو المشهدُ الذي أضافه الرسام إلى اللوحة وتبدو فيه زوجة أوباما، مرتدية سترة واقية من الرصاص، وعلى كتفها رشاش. وإلى ذلك، يحيي الزوجان أحدهما الآخر بتلامس القبضتين.
وتشير الصحيفة إلى أن هذه التحية التي استخدمها الزوجان أوباما فعلا أثناء لقائهما مع جماهير ولاية مينيسوتا عادة ما يتميز بها المسلحون. وهذا ما يظهر أوباما وعقيلته بصورة إرهابيين. وتمضي الصحيفة في وصف الكاريكاتور فتقول إنه يرسم الزوجين
في الغرفة البيضاوية والعلم الأمريكي يحترق داخل الموقد، وثمة صورة لابن لادن معلقة على الحائط.
ويورد كاتب المقالة رد فعل مقر إدارة حملة أوباما الانتخابية على لسان سكرتيره الإعلامي بيل بيرتون الذي وصف ذلك بالمهين، علما بأن دوريات إعلامية أخرى نقلت هذا الكاريكاتير عن الـ "نيو يوركر" وتعرضت جراء ذلك لنقد الديقراطيين. وينوه الكاتب إلى ان تصوير السياسيين برسوم كاريكاتورية هو أمر عادي في هذه المجلة، مستذكرا الرسم الذي نشرته قبل عام للرئيس بوش على صورة الإمبراطور نيرون. ويعيد الكاتب إلى الأذهان كاريكاتيرا آخر يصور المتنافسين الديمقراطيين على كرسي الرئاسة وهم: جون إدواردز وهيلاري كلينتون وباراك أوباما يمتطون حمارا واحدا. وينتهي الكاتب بالتساؤل عما إذا كانت هذه الفضيحة ستلحق الأذى بالسيناتور أوباما أم ستساعده على الفوز في الانتخابات المقبلة.
وإلى أقوال الصحف الروسية حول الأحداث الإقتصادية المحلية والعالمية:
تحت عنوان "تي ان كا - بي بي" ستقسم مناصفة" قالت صحيفة "إر بي كا ديلي" إنه اذا لم تحل التناقضات الداخلية في غضون فترة زمنيه معقولة في شركة "تي ان كا -بي بي" الروسية البريطانية المشتركة فإن الاثرياء الروس سيعملون على شراء حصة شركة "بي بي" البريطانية في شركة "تي ان كا -بي بي". وأضافت الصحيفة أنه في حال رفض "بي بي" العرض فان احتمال انقسام الشركة الى شركتين سيكون الاحتمال الأكثر واقعية. وأضافت الصحيفة أن كونسورتسيوم "تحالف" شركات النفط الروسية بقيادة فيكتور فيلسيربيرغ وغيرمن خان وليونارد بلافاتنيك وميخائيل فريدمن لن يصعب عليهم ايجاد الأموال اللازمة لدفع ثمن حصة "بي بي" البريطانية رغم اعلانها عدم رغبتها في بيع حصتها .