مدفيديف: روسيا ستواصل العمل على تسوية الازمات الاقليمية والدولية
اعلن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف ان روسيا تعتزم زيادة انتاجها الزراعي ومضاعفة صادراتها من المواد الغذائية وتعزيز النشاط في تطوير صناعة الطاقة والعمل على تسوية الازمات الاقليمية والدولية ومكافحة الارهاب. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في 9 يوليو/تموز في ختام اعمال قمة "الثمانية الكبار" في اليابان.
أعلن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف ان روسيا تعتزم زيادة انتاجها الزراعي ومضاعفة صادراتها من المواد الغذائية وتعزيز النشاط في تطوير صناعة الطاقة والعمل على تسوية الازمات الاقليمية والدولية ومكافحة الارهاب ، و لكنها تعارض نشر عناصر الدرع الصاروخية في اوربا الشرقية. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في 9 يوليو/تموز في ختام اعمال قمة "الثمانية الكبار" في اليابان.
وقال مدفيديف ان "المساهمة طويلة المدى لدولتنا في حل هذه الازمة تتلخص ، قبل كل شئ، في الزيادة النوعية للانتاج الزراعي وتوريده ليس الى السوق الداخلية فقط، بل والى السوق العالمية ايضا". وشدد على ان روسيا لا تغلق اسواقها امام المنتجات الزراعية والغذائية للدول الاخرى وتعتبر تدابير الحماية الجمركية مصدر اذى على النطاق العالمي. فأنها تحمي مصالح منفردة بينما تجلب الضرر على النطاق العالمي. وقال مدفيديف ان الحماية الجمركية هي احد اشكال الانانية الاقتصادية. ويجب ان يتم دعم انتاج المواد الغذائية ضمن اطر معقولة. واشار الرئيس الى ان روسيا تتبع سياسة مرنة في هذه القضية "ونحن لا نغلق الاسواق". وبأعتقاده ان قضية الامن الغذائي " يجب ان تنماقش ليس في قمة " الثماني " فقط بل في اطار منظمة الزراعة والغذاء الدولي وغيرها من المحافل".
وذكر مدفيديف ان زعماء " الثماني" اتخذوا موقفا متوازنا وحذرا من موضوع استخدام المنتجات الجينية - التغايرية بغية حل مشكلة نقص الغذاء. لكن لم يتم التوصل الى رأي موحد بشأنه. كما اتخذوا موقفا متوازنا من انتاج الوقود الحيوي وتأثيره في مجال الامن الغذائي .واضاف مدفيديف ان مجموعة "الثمانية الكبار" اقرت المبادرات الروسية بعقد لقاءات لوزراء الزراعة وتنظيم قمة خاصة بالحبوب. وقال سيتوقف الوضع في مجال الغذاء وتغير المناخ على كيف سيتطور الوضع في سوق النفط والغاز. وقد أكدنا على الاخص ان من شأن استخدام الطاقة الذرية المتعدد الجوانب والواسع النطاق ان يشكل اضافة كبيرة الى المصادر المتوفرة حاليا. وتتوفر مثل هذه الامكانية في روسيا وكذلك في عدد من الدول الاخرى المنتمية الى مجموعة دول " الثماني". ودعا مدفيديف الى استخدام الطاقة الذرية بنشاط أكبر في صناعة الطاقة العالمية.
واستطرد مدفيديف قائلا ان روسيا تعتزم مواصلة تطوير تكنولوجيات الطاقة الجديدة .وقال" ستعمل روسيا بنشاط في هذه الاتجاهات. ولدينا احتياطيات طاقة كبيرة وفي مقدمتها المطمورات من مصادر الطاقة". واوضح قائلا ان المقصود بالامر تطوير تكنولوجيات الطاقة القائمة على النموذج الجديد لفاعلية الطاقة ومردودها. وقال مدفيديف " لقد طرحت في القمة البرامج الوطنية لتحقيق هذه المبادئ. ونحن نعتقد بأنه يمكن على أساسها اعداد تدابير اضافية لمواصلة تطوير التعاون في مجال صناعة الطاقة".
حول نشر عناصر الدرع الصاروخية في تشيكيا
وأعلن مدفيديف لدى الاجابة عن اسئلة الصحفيين ان روسيا تنوي اتخاذ الخطوات اللازمة ردا على اتفاقية نشر عناصر الدرع الصاروخية الموقعة بين الولايات المتحدة وتشيكيا ، لكن روسيا منفتحة على مواصلة المفاوضات حول هذه القضية. وقال الرئيس " نحن لن نطلق الهستيريا بصدد هذه المسألة لكننا سندرس الخطوات الايحابية". وأـكد مدفيديف في الوقت ذاته استعداد روسيا لمواصلة الحوار مع شركائها حول موضوع الدفاع المضاد للصواريخ. وأشار الرئيس الروسي قائلا " بودي القول مرة أخرى اننا طبعا غير منغلقين بالنسبة الى المفاوضات اللاحقة ، وسنواصلها ضمنا بمشاركة شركائنا في " الثماني " والدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي". لكنه ذكر ان المباحثات بين روسيا والولايات المتحدة حول الدفاع المضاد لصواريخ لم تؤد الى حدوث تقدم. ونحن اجرينا مباحثات فاترة جدا مع الولايات المتحدة ولم تسفر عن اية نتيجة. وحسب قوله فان الولايات المتحدة ، بالعكس ، تواصل العمل في نشر منطقة التموضع الثالثة ومنها توقيع الاتفاقية مع تشيكيا. وقال الرئيس الروسي " وهذا لا يروق لنا" وتابع قوله " نحن أكدنا مرارا سابقا ، وقلنا هذا في القمة الحالية ايضا ، ان من الواجب معالجة قضايا ضمان الامن الاوربي بشكل آخر".
قمة " الثماني" والنزاعات الاقليمية والدولية
ويعتقد الرئيس مدفيديف ان قمة " الثمانية الكبار" في اليابان أكدت فاعلية نشاطها. وقال " أشير مرة أخرى الى ان الشئ الرئيسي هو برأيي ان قمة " الثماني" تطرح اليوم السبل الواقعية والواعدة جدا لمعالجة قضايا الامن والتطور في العالم. وستواصل روسيا طرح مبادراتها في العمل المشترك وبأستخدام امكانياتنا المتنامية.. ونحن اقتنعنا مجددا بان مثل هذا الاسهام وهذا النوع من المبادرات(الروسية) يحتاجه الشركاء في " الثمانية الكبار" وكذلك المجتمع الدولي بأسره".
وأشار الرئيس الروسي أيضا الى انه نوقشت في سياق اللقاءات السابقة مع زعماء " مجموعة الثماني" القضايا الدولية الحيوية مثل الوضع في الشرق الاوسط وتسوية الوضع في افغانستان والبرامج النووية لأيران وكوريا الشمالية . وقال مدفييدف ايضا " لقد تمكنا من تقريب المواقف حول القضايا الاقليمية والدولية الصعبة جدا هذه وتحدثنا عن ذلك بجد وبأسهاب ".
ولدى الحديث عن تسوية أزمة الشرق الاوسط ألمح مدفيديف قائلا " نحن أكدنا اقتراحنا بشأن عقد مؤتمر حول هذا الموضوع بموسكو وذلك من اجل دعم تسوية ازمة الشرق الاوسط".
حول مكافحة الارهاب
وقال مدفييدف " ثمة موضوع آخر جرت مناقشته هو عدم تناسب المؤسسات الدولية القائمة مع الواقع الذي نشأ في الفترة الاخيرة ومنه العمليات السلبية الموجودة . ومهمتنا المشتركة هي اعطاء رد متضامن على هذه التحديات". وتابع الرئيس قوله :" يطرح موضوع حيوي كالسابق هو مواجهة الارهاب الدولي. ومواقف بلداننا من هذه القضية باقية بلا تغيير وقد ادرجت في بياننا المشترك . علاوة على ذلك جرى التأكيد مجددا على الدور الرئيسي لهيئة الامم المتحدة في مكافحة هذا الشر ، وعلى الخطوات الجديدة لمجموعة " الثماني " في مجال مكافحة الارهاب".
تقديم المساعدة الى افريقيا
أكد مدفييدف استعداد روسيا لزيادة المساعدات الى الدول الافريقية. وقال في مؤتمره الصحفي " ان روسيا مستعدة لتعزيز مشاركتها في هذا المنحى وزيادة المساعدات الى الدول الافريقية، ومنها توطيد القدرات في مجال حفظ السلام والمشاركة في تطوير منظومات الرعاية الصحية والتعليم لاسيما وان هاتين المهمتين تتجاوبان مع مصالحنا الوطنية". وقال الرئيس " نحن ندعم تفعيل جهود المجتمع الدولي بغية تحقيق اهداف التنمية لفترة الألفية وتقديم المعونة في مجال التنمية الاقتصادية لأفريقيا". وحسب قوله فأن الموضوع الافريقي يعتبر عادة من القضايا الرئيسية التي تدرج في جدول عمل قمم " الثمانية الكبار". وقد بحث الزعماء في القمة الحالية بالاضافة الى موضوع تطوير القرارات المتخذة سابقا مسألة اتخاذ تدابير اضافية لدعم السلام والاستقرار في افريقيا والبلدان النامية في القارات الاخرى.
حول الوضع في زيمبابوي
وأعلن الرئيس مدفيديف ان توصيات قمة " الثماني" حول الوضع في زيمبابوي ، حيث نشأت ازمة سياسية بعد الانتخابات في هذه البلاد، لم تتضمن اية قرارات ملموسة بشأن افعال هيئة الامم المتحدة هناك. وقال " لم تتخذ اية قرارات ملموسة بشأن ما يجب ان تفعله هيئة الامم المتحدة في هذه الحال و فيما اذا ما وجدت ضرورة لأصدار قرارات خاصة حول ذلك". لكن زعماء " الثماني" أعربوا عن قلقهم من الوضع في هذا البلد الافريقي. وقال مدفيديف ان الانتخابات التي جرت في زيمبابوي قد ولدت شعور عدم الارتياح . وقد نوقشت هذه القضية في سياق انعقاد القمة في لقاء خاص مع ممثلي الدول الافريقية.
علما ان الازمة السياسية في زيمبابوي قد حدثت بعد ان اعلن روبرت موغابي الموجود في السلطة طوال 28 عاما فوزه في انتخابات الرئاسة . وأعلن موغابي استعداده للحوار مع المعارضة بغية تسوية الازمة السياسية في البلاد لكن زعيم المعارضة مورغان تسفانغيرايا اكد ان الحوار غير ممكن حتى الاعلان عن اعتبار نتائج الانتخابات الرئاسية غير شرعية. وقد أدان المجتمع الدولي "الانتخابات غير النزيهة وغير الديمقراطية" في زيمبابوي.
روسيا واليابان
أكد مدفيديف الاستعداد للعمل مع اليابان في معالجة مشكلة جزر كوريل الجنوبية على أساس المبادئ التي حددت سابقا. ولدى الحديث عن العلاقات الروسية - اليابانية عموما أشار مدفيديف الى انها تتطور بوتيرة سريعة. وحسب قوله فقد تعززت على الاخص العلاقات الاقتصادية ، وترد استثمارات يابانية كبيرة الى مشاريع النفط والغاز في ساخالين.وهذا مثال لما يمكن ان تتطور فيه العلاقات الثنائية في جميع الميادين. كما لفت مدفيديف الانتباه الى تطور العلاقات بين روسيا واليابان في المجال الثقافي. وأكد الرئيس تطابق او تقارب مواقف موسكو وطوكيو في قمة " الثماني" بشأن طائفة واسعة من القضايا سواء في مجال الاقتصاد والمجال الاجتماعي وحماية البيئة وتسوية القضايا الدولية الصعبة.