موسكو وباكو توقعان بياناً للشراكة الإستراتيجية
تعتبر أذربيجان حليفاً إستراتيجياً لروسيا في منطقة القوقاز، جاء ذلك في كلمة الرئيس الروسي دميتري مدفيديف خلال زيارته للعاصمة الأذربيجانية باكو حيث تمّ التوقيع على بيان حول الصداقة والشراكة الإستراتيجية بين البلدين أكد فيه الطرفان عزمهما على "تعزيز وتوسيع التعاون العسكري- التقني" بينهما. كما اتفق الجنبان على إقامة مشاريع في مجال النفط والغاز.
تعتبر أذربيجان حليفاً إستراتيجياً لروسيا في منطقة القوقاز.جاء ذلك في كلمة الرئيس الروسي دميتري مدفيديف خلال زيارته للعاصمة الأذربيجانية باكو.
وأضاف مدفيديف قائلا:"تجمعنا وأذربيجان علاقات تاريخية متينة، وطبيعة خاصة لشراكتنا، وكذلك علاقات إقتصادية ضخمة، والتي تساعد في حل المسائل المختلفة".
وأكد مدفيديف على أن الهدف الأساسي أمام البلدين هو زيادة حجم التبادل التجاري السنوي بينهما ليصل الى 2 مليار دولار.
وأشار الرئيس الروسي الى إرتغاع حجم التبادل التجاري بين موسكو وباكو بمقدار 0.5 خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2008.
وقال مدفيديف:"الزيادة لم تقتصر على مجال الطاقة فحسب وأنما على النتاجات الذهنية أيضاً".
من جانبه شكر الرئيس الأذربيجاني ألهام علييف نظيره الروسي على زيارة الأخير إلى باكو بالرغم من قصر المدة التي مضت على توليه الرئاسة، وأكد بأن ذلك يعتبر:"مؤشراً على طبيعة العلاقات الطيبة بين البلدين".
وذكر علييف أنه خلال جولة المباحثات الأولى تمكن والرئيس مدفيديف من بحث طائفة واسعة من القضايا الإقليمية والدولية، مؤكداً بأنه:"على قناعة بإن نتائج الزيارة بمجملها ستكون إيجابية وسيتم تنفيذ كل ما إتفقنا عليه".
التعاون في المجال العسكري والأمني وإتفاقيات أخرى
جرى خلال الزيارة التوقيع على بيان حول الصداقة والشراكة الإستراتيجية بين البلدين أكد فيه الطرفان عزمهما على "تعزيز وتوسيع التعاون العسكري- التقني" بينهما.
كما ودعا الرئيسان إلى الإسراع في إتمام المفاوضات الخاصة بشأن ترسيم الحدود بين البلدين وتوقيع إتفاقية حكومية خاصة بذلك.
وأعرب الجانبان عن إستعدادهما لإتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز جو الثقة وحسن الجوار والوفاق القومي والسلم والإستقرار في المناطق الحدودية.
وتعهد الطرفان بمواصلة العمل المشترك لقطع دابر النشاطات التي تقوم بها في أراضيهما مجموعات وأشخاص بهدف المساس بسيادة ووحدة أراضي روسيا وأذربيجان.
وتضمن البيان المشترك باباً خاصاً حول ضمان الأمن في جنوب القفقاس ومنطقة بحر قزوين، حيث أعلنت موسكو وباكو عن إستعدادهما لتعزيز التعاون في هذا الإتجاه.
وأكد الجانبان أهمية التسوية السريعة في منطقة قرة باخ إنطلاقاً من قواعد ومباديء القانون الدولي، وقبل كل شيء الإلتزام بسيادة ووحدة الأراضي وحرمة حدود الدول.
وورد في البيان :"وستعمل روسيا وأذربيجان على المساعدة في الأسراع بالعودة الطوعية والآمنة للأشخاص المهجرين والنازحين من جراء النزاعات".
كما وتضمنت ديباجة البيان أن موسكو وباكو تعربان عن قلقهما الخاص إزاء بقاء نزاعات في المنطقة لم تتم تسويتها حتى الآن.
عدا ذلك عقدت وزارتا خارجية البلدين إتفاقية حول التعاون في حقل الأرشيف.
الشق الإقتصادي
كما وقع مسؤلا وزارتي الداخلية في البلدين على مذكرة بشأن التعاون المتبادل في تأمين حماية شحنات البضائع.
وتم التوقيع كذلك على إتفاقية بين هيئتي الجمارك المركزية في روسيا وأذربيجان حول التعاون في مكافحة التهريب، ومذكرة أخرى بين هيئتي إدارة أموال الدولة في البلدين بشأن تعاونهما في مجال خصخصة ممتلكات الدولة ورعايتها.
النفط والغاز
سوف تقوم روسيا واذربيجان بتطوير التعاون في تجارة مواد الطاقة. أعلن ذلك الرئيس الروسي دميتري مدفيديف عقب انتهاء مباحثاته مع الرئيس الاذربيجاني إلهام علييف .
وقال مدفيديف : " تقع الطاقة والصناعة والنقل في محط أنظار رئيسي البلدين ، وسيتم في القريب العاجل تطويرالتعاون في تجارة مواد الطاقة ".
وقد أكد مدفيديف أنه ظهرت آفاق لتوقيع اتفاقية بين روسيا واذربيجان في ميدان تجارة النفط. وقال إن هذه الاتفاقية من شأنها أن تتيح استخدام الإمكانيات المتوفرة في مجال النفط والغاز إلى اقصى حد.
ومن جهته أعلن الرئيس الاذربيجاني إلهام علييف قائلاً: " تفتح أمامنا في الوقت الحاضر فرص جيدة للتعاون في ميدان النفط والغاز. ونحن نبحث مشروعاً جديداً يمثل اهتماماً مشتركاً وسيساعد ، إلى الحد الأقصى ، على استخدام مواردنا النفطية والغازية".
ولم يشر زعيما البلدين إلى جوهر الاتفاق الجديد . ولكن هذا المشروع يمكن أن يغدو ، في اعتقاد الرئيس مدفيديف، مثالاً ساطعاً للتعاون الناجح.
وبدوره أعلن رئيس شركة " غاز بروم" ألكسي ميللر للصحفيين أن روسيا وأذربيجان اتفقتا على بدء مباحثات حول شروط شراء روسيا للغاز الأذربيجاني.
وأكد ميللر أن أذربيجان ستصبح أيضاً في عداد البلدان التي يمكن أن تشتري روسيا منها الغاز مع أن الغاز كان ،منذ عهد قريب، يصدّر إلى أذربيجان نفسها، مشيراً إلى استعداد " غاز بروم" للتعاون مع الجانب الأذربيجاني. ولم يوضح ميللر حجوم المشتريات المحتملة ولا أسعارها وإنما اكتفى بالقول أن " غاز بروم" مستعدة لشراء الغاز انطلاقاً من سعره التجاري وبأقصى الكميات .
وكانت " غاز بروم" قد اقترحت على أذربيجان شراء الغاز منها حسب الأسعار الأوروبية المتوسطة التي ، حسب تكهنات " غاز بروم" ، ستصل في أواخر عام 2008 إلى 400 دولار لقاء ألف متر مكعب .
ويدور الحديث ايضا حول شراء الغاز من تركمنستان التي سيبدأ الرئيس الروسي بزيارة لها حالما يغادر أذربيجان. وبالإضافة إلى ذلك فإنه ، حسب قول ميللر " بحثت إمكانية مشاركة أذربيجان في أعمال "ندوة "البلدان المصدّرة للغاز وبوسع اذربيجان أن تصبح عضواً كامل الحقوق في هذه المنظمة".
جدير بالذكر ان احتياطات الغاز الطبيعي في أذربيجان تقدر ب 1.5 تريليون متر مكعب ويتم تصدير الغاز الاذربيجاني المستخرج في إطار مشروع الغاز المكثف في حقل "شاخ دينيز" الواقع في الجرف القاري لبحر قزوين عبر أنبوب الغاز "باكو - تبليسي - أرض روم" (أذربيجان - جورجيا - تركيا) . ومن المتوقع أن يستخرج في هذا الحقل بالعام الجاري 8 مليارات متر مكعب من الغاز ، وسيبلغ حجم استخراج الغاز في إطار المرحلة الثانية لحقل "شاخ دينيز" التي سيتم تشغيلها في عامي 2023-2014 18-20 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.
وسبق لأكرانيا ان اعربت عن نيتها بإبرام العقود المباشرة مع موردي الغاز في آسيا الوسطى وأذربيجان.
وقد أعلنت شركات الغاز من كازاخستان وأزبيكستان وتركمنستان في مارس/آذار هذا العام انها سوف تبيع الغاز بأسعار أوروبية. وأعلن تلك النوايا ازاكباي قرابالين مدير شركة "كازموناي غاز" الكازاخستانية وونور محمد احمدوف رئيس مجلس ادارة شركة "أزبيكنفطغاز" الآزبيكية و ياغشي غيلدي كاكايف مدير شركة "تركمانغاز" وذلك خلال اللقاء مع ميللر في موسكو.
المفاوضات بشأن ثروات بحر قزوين
إتفق الرئيسان الروسي والأذربيجاني على أن تجري قمة قزوين الدورية القادمة بعد الإنتهاء من صياغة جدول أعمالها.
وأعلن مدفيديف:"لقد إتفقنا على ضرورة الشروع في عقد القمة حال الإنتهاء تماما من صياغة جدول عملها، وعلى وجه الخصوص عندما ستكون الإتفاقية الخاصة بقضايا أمن بحر قزوين جاهزة".
التسوية في قرة باخ
أشار الرئيس دميتري مدفيديف الى حصول تقدم في مشكلة قرة باخ، ووعد بتقديم موسكو دعماً لإطراف المفاوضات المباشرة حول هذه المشكلة. وقال مدفيديف:"هناك تقدم معين في هذه العملية" بعد المباحثات مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.
وكما أكد الرئيس الروسي إن "موسكو تدعم إستئناف المفاوضات المباشرة بين رئيسي أذربيجان وأرمينيا، التي شرعا بها يوم 6 يونيو/حزيران في بطرسبورغ".
وأعلن مدفيديف أن "روسيا ستقدم لاحقاً أيضاً الدعم الضروري للبحث عن حل وسط يرضي طرفي النزاع في منطقة قرة باخ".
وتضمن بيان الصداقة والشراكة الإستراتيجية الذي وقعه الطرفان في إختتام مباحثاتهما على أن من المهم الإسراع بتسوية نزاع قرة باخ على أساس مباديء وقواعد القانون الدولي المعترف بها من قبل الجميع، وقبل كل شيء الإلتزام بتأمين السيادة ووحدة الأراضي وحرمة حدود الدول، والإلتزام كذلك بقرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات منظمة الأمن والتعاون الأوروبي.
وأكد الطرفان الأهمية التي يوليانها للجهود التي تقوم بها "مجموعة مينسك" الهادفة الى التعجيل بإيجاد تسوية سلمية للنزاع في قرة باخ، وتعهدا بالمساعدة على الإسراع في العودة الطوعية والآمنة للمهجرين والنازحين من جراء النزاعات.
وأعلنت روسيا وأذربيجان بهذا الصدد عن أهمية ضمان الأمن في أوروبا وفي العالم أجمع، مؤكدتين على عدم جواز إدخال تعديلات قسرية على الحدود المعترف بها دولياً، وأعلنتا عن إستعدادهما لتعزيز تعاونهما في ضمان أمن منطقتي جنوب القوقاز وبحر قزوين.