توتر العلاقات الأفغانية - الباكستانية
تشهد العلاقات الباكستانية الافغانية توترا ملحوظا في الآونة الأخيرة حيث قال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني إن بلادَهُ لن تسمح لأحد بالتدخل في شؤونها الداخلية، وذلك ردا على تصريحات للرئيس الأفغاني حامد كرزاي اعتبر فيها أن الهجمات على المسلحين عبر الحدود الباكستانية مبررة.
تشهد العلاقات الباكستانية الأفغانية توترا ملحوظا في الآونة الاخيرة حيث قال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني إن بلادَهُ لن تسمح لأحد بالتدخل في شؤونها الداخلية، وذلك ردا على تصريحات للرئيس الأفغاني حامد كرزاي اعتبر فيها أن الهجمات على المسلحين عبر الحدود الباكستانية مبررة.
وعلى الرغم من التطمينات التي أرسلتها الحكومة الباكستانية إلى الحكومة الأفغانية منذ اسابيع حول محادثات السلام التي تجريها مع مسلحي طالبان باكستان المتواجدين في الاقاليم المتاخمة للحدود الأفغانية، فان بوادر أزمة في العلاقات بين البلدين باتت تلوح في الافق وذلك بعد تهديد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بملاحقة من وصفهم بالإرهابيين داخل الأراضي الباكستانية وتدمير مخابئهم هناك، وتهديده ايضا بإرسال قوات إلى باكستان لملاحقة مسلحي طالبان عبر الحدود.
وهكذا فقد أعلنت اسلام اباد رفضها لتصريحات كرزاي هذه ونددت في الوقت نفسه بعمليات عسكرية تنفذها قوات أفغانية عبر الحدود لملاحقة ما اسمته مسلحين مؤيدين لتنظيم القاعدة.
من جانبه قال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني إن بلاده لن تسمح لأحد بالتدخل في شؤونها الداخلية .
واعتبر جيلاني ان تصريحات كرزاي لا تساهم في تحسين العلاقات بين البلدين، نافيا اتهامات الأخير بعدم بذل ما يكفي من الجهود ضد مسلحي طالبان في المناطق الحدودية.
هذا التجاذب في الاتهامات بين الجارتين دفع المراقبين لاعتبار أن تصريحات كرزاي تعطي مبررا لقوات الناتو بشن غارات ضد مواقع مشتبه بها داخل الأراضي الباكستانية.
هذه الغارات التي كانت قد أثارت استياءا شديدا داخل باكستان،خاصة وأنها أودت بحياة مدنيين وعسكريين باكستانيين، كما حصل في الغارة الأخيرة الأسبوع الماضي.
ويرى المراقبون ان الوضع الأمني المتدهور في أفغانستان وعجز حكومة كرزاي ومعها قوات الناتو من السيطرة عليه، إضافة إلى تبني مسلحي طالبان باكستان مسؤولية عمليات ضد القوات الأميركية في أفغانستان، كل ذلك من شأنه إعطاء المبرر للقيام بعملية عسكرية ولو محدودة داخل الاراضي الباكستانية.
ومع تدهور الوضع الأمني في أفغانستان وما تشهده البلاد من عمليات انتحارية تنفذها حركة طالبان. والهجوم الناجح لهذه الحركة على السجن المركزي في مدينة قندهار جنوب البلاد وفرار حوالي 900 سجين منه. فأن كل المؤشرات تدل على ان العلاقات الباكستانية الأفغانية اخذت منحى خطيرا خاصة وان اسلام اباد باتت تكيل بالاتهامات لكابول والقوات الدولية هناك بالعجزعن هزيمة مسلحي طالبان بافغانستان، وانها وراء لجوء هؤلاء المسلحين إلى الاراضي الباكستانية وأعمال العنف التي تشهدها باكستان.