أقوال الصحافة الروسية ليوم 7 يونيو/ حزيران
تنشر صحيفة "أرغومنتي إي فاكتي" الأسبوعية نصَ مقابلةٍ أجرتها مع الاختصاصي الألماني المعروف في العلوم السياسية ألكسندر رارالتي يعرض فيها وجهةَ نظره برئيس روسيا الجديد. ورداً على أسئلة الصحيفة يشير رار إلى تبلور ِشخصيةِ الرئيس ميدفيديف السياسية رغم وصفه من قبل البعض بالظل الذي لازم بوتين سنواتٍ طويلة.
وجاء في المقابلة أن ملامحَ سياسةِ الرئيس الروسي المقبلة قد ظهرت بوضوح وسوف تتّسم بقدر هام من الميل نحو أوروبا. وإذ يرى الخبيرُ الألماني أن ميدفيديف كان الأكثر َمهادنة ًمن بين جميع المرشحين لمنصب الرئاسة يؤكد أن مواقفَه سوف تتغير شاء أم أبى ويعزو ذلك إلى ممارسةِ السلطةِ وحتميةِ المبادرة لاتخاذ القراراتِ الهامة على صعيد الدولة ما سيجعل منه شخصيةً مستقلةً في غضون عام ٍمن الزمن.
ويُشار في المقابلة إلى أن ميدفيديف لم ينتسب لحزب "روسيا الموحدة" لأنه لا يحب أن يكون تحت الرقابة أما أساليبُه التي سوف تُكسبه تعاطفَ مواطني روسيا وثقةَ الرأي العالم العالمي فهي أساليبُ "القوةِ اللينة" على حد تعبير السيد رار.
وتناولت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" زيارة َالمفوض الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إلى جورجيا وأبخازيا وأشارت في معرض تعليقها على هذه الزيارة إلى رغبةِ الاتحاد الأوروبي تركيزَ اهتمامه في مجال السياسة الخارجية نحو شمال القفقاس. ومن الواضح تماماً أن ممثلي الاتحاد الأوروبي حضروا إلى المنطقة بدعوة ٍمن جورجيا
التي لم تجعل من هذه الدعوة سراً. وهكذا يتضح أن جورجيا تريد توجيهَ أبخازيا المتعاطفةِ مع روسيا نحو التسويةِ السلمية للمشكلة بما يتناسب مع مصالحها محاوِلةً بذلك استغلالَ المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في خدمة أغراضها. وترى الصحيفة أن لا خيارَ آخرَ أمام جورجيا في الوقت الراهن. لقد فهمت السلطةُ الجورجية أن واشنطن لاتنوي تقديمَ الدعم الأعمى لها في معركتها مع موسكو.
أما سولانا فإن اهتماماته تتمترس خلف اختياره وزيرَ خارجية ٍجديد للاتحاد الأوروبي. وهكذا ولكي يقعُ عليه الإختيار لابد له من نجاحه في مهمته بعد سنواتٍ من عدم تمكنهِ من إحراز أي ِنصر ٍضئيل.
نشرت صحيفةُ "غازيتا" نتائجَ الإستفتاء الذي أجراه مركزُ يوري ليفادا التحليلي والذي أظهر أن 6% من الروس يعتقدون بضرورةِ تدخل ِروسيا في النزاعات بين القوميات فى الجمهوريات السوفيتيةِ السابقة وأن 39% عبّروا عن ضرورة الحفاظ ِعلى الحيادِ الكامل بالإضافة إلى أن 47% يؤيدون الأسلوبَ الدبلوماسيَ لحل الأزمات.
ولدى تعليقهم على هذه الأرقام أشار المحللون إلى أن عدداً كبيراً من الـ 1600 مواطنٍ الذين تمّ استفتاؤهم وعلى الرغم من نظرتهم السلبيةِ لما يجري في جورجيا وإستونيا ولاتفيا ولتوانيا، فإنهم أعربوا عن عدم ِرغبتهم في الحرب مع هذه الدول.
وتشير الصحيفة إلى أن الروسَ غيرُ معبّئين عدوانيا بسبب التزام ِقيادةِ الدولة بالتقديراتِ الحيادية وابتعادِها في خطاباتها العامة عن الدعواتِ العسكرية. وأشار الخبراءُ الى أن الناسَ ذوي المستوى التعليمي العالي والدخلِ الجيد والذين يمارسون العملَ التجاريَ ويسكنون المدنَ الكبرى هم الأكثرُ دبلوماسية.
وصحيفة "كراسنايا زفيزدا" الأسبوعية وفي فصلها المسمى تحدياتُ القرن العشرين نشرت مقالاً تحت عنوان "روسيا لا يمكن قهرُها ما دامت روحُها حية"، يعتقد كاتبُ المقال أن جَذْرَ جميع ِالمصائب في روسيا في الآونة الأخيرة يمكنٌ في غيابِ الأفكار الوطنية وفي التوجيهِ الخاطئ للناس وذلك في الوقتِ الذي تنشط فيه وسائلُ الإعلام الغربية في الحديث عن إحداثِ أضرار َخطيرة ٍفي البلاد. بالإضافة إلى ذلك يرى الكاتبُ أن روسيا التي سعوا مراتٍ عدة لتحطيمها نهضت في كل مرة أقوى مما كانت عليه. لكن مراهنةَ الحاقدين على روسيا انتقلت اليومَ من محاولةِ تحطيم ِالمواقع ِالمادية إلى التحطيم الروحي. وبات العدوُ يَعرف تماماً أن روسيا لا يمكن قهرُها ما دامت روحُها حية وأن روسيا تُبعث دوماً من جديد والقضية ُبيد الشعبِ فقط.