أقوال الصحف الروسية ليوم 30 مايو / أيار
تتوقف صحيفة "كراسنايا زفيزدا" عند المناورات التي أجرتها الولايات المتحدة في آلاسكا بمشاركة خمسة آلاف عسكري يمثلون كافة صنوف الأسلحة. وتورد ما أعلنته واشنطن من أن الهدف من هذه المناورات يتمثل في التدرب على التدخل السريع في حال نشوب أزمة في المنطقة الآسيوية من المحيط الهندي. وإذ تشكك المقالة في صدق ما يسوقه البنتاغون من مبررات، تعتبر أن هذه المناورات تأتي في سياق التنافس على منطقة القطب الشمالي الغنية بالنفط والغاز. ويعيد كاتب المقالة للذاكرة أن الصراع بدأ يحتدم بعد أن قامت بعثة روسية بغرس العلم الروسي في قاع مركز القطب الشمالي، وهو ما اعتبرته البلدان المجاورة ادعاءً روسياً بملكية المنطقة. ويضيف أن الولايات المتحدة وكندا والدنمارك والنرويج تتخذ خطوات ملموسة في هذا السياق. فقد أعلنت كندا، في العام الماضي، أنها تعتزم بناء قاعدة عسكرية، وميناء على إحدى الجزر القريبة من منطقة القطب، وهذا ما اعتبرته الأوساط الصحفية بمثابة إشارة البدء لاندلاع حرب باردة جديدة.
ونبقى مع صحيفة "كراسنايا زفيزدا" لنقرأ في إحدى مقالتها أن عملية المصالحة بين الفرقاء العراقيين لم تحقق أي تقدم.
وتوضح أن الأحزاب السنية أعلنت تعليق مشاركتها في المفاوضات الخاصة بالعودة إلى الحكومة، وأن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر دعا أتباعه للاحتجاج على المباحثات الجارية بين بغداد وواشنطن بشأن التواجد الأمريكي بعد العام 2008. وتلفت الصحيفة الانتباه إلى أن هذه الأجواء تنفر الدبلوماسيين الأمريكيين من العمل في بغداد، لدرجة أن الكثيرين منهم يرفضون الخدمة فيها. وتبرز الصحيفة في هذا السياق ما أكده مدير إدارة الموارد البشرية في الخارجية الأمريكية من أن إدارته وضعت قوائم بأسماء الدبلوماسيين الذين سيوفدون للعمل في العراق، سواء وافقو على ذلك أم لم يوافقوا. يرى كاتب المقالة أن الدبلوماسيين الأمريكيين لن يستطيعوا بمفردهم اجتراح المعجزات.
وأنه لا بد لإدارة بوش أن تفتح حوارا جديا مع الإيرانيين والسوريين الذين يتمتعون بتأثير كبير في الساحة العراقية.
أما صحيفة "روسيسكايا غازيتا" فاهتمت بما تتناقله وسائل الإعلام عن مذكرات السكرتير الصحفي السابق للرئيس بوش سكوت ماك ليلان،لافتة الانظار إلى أن الكتاب الذي سيطرح في الأسواق قريبا تحت عنوان "دهاليز البيت الأبيض وثقافة الخداع"، أثار عاصفة من ردود الفعل قبل صدوره. وتعزو الصحيفة ذلك إلى ما يتضمنه من روايات عن الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية، واتهامات مباشرة للرئيس جورج بوش، وفي مقدمتها تهمة الكذب. وتشير المقالة إلى أن ماك ليلان يوجه في كتابه انتقادات لاذعة للرئيس بوش وإدارته بسبب الحرب على العراق، وتورد ما قاله في هذا السياق من أن تَطَلُعَ بوش إلى المجد والشهرة كان وراء إصراره على شن تلك الحرب التي لم يكن لها أي مبرر. ويوضح ماك ليلان أنه من الممكن اللجوء إلى الحرب عندما تصبح حاجة لا غنى عنها. وأنه لم تكن - في رأيه - ثمة حاجة ماسة لشن حرب على العراق. ويؤكد ماك ليلان أن حملات الدعاية التي قادها بوش شخصيا هي التي أرغمت الشعب الأمريكي على التصديق بضرورة غزو العراق.
ونختم مع صحيفة "نوفيه إزفيستيا" التي تعلق على المباحثات التي انطلقت مؤخرا بين سورية وإسرائيل، مشيرة إلى أن سورية كانت ترفض الحوار مع عدوتها التاريخية. وتضيف أن سوريا قررت العودة إلى طاولة الحوار نتيجة وساطة مكثفة من قبل روسيا والاتحاد الأوربي. وتنقل الصحيفة عن محللين إسرائيليين قولهم إن الرئيس الأسد استمرأ طعم المفاوضات، لدرجة أنه يخطط لمتابعتها حتى وإن اضطر أولمرت للتخلي عن منصبه تحت وقع تهم الفساد الموجهة إليه. ولدى تناوله للطريقة التي تجري وفقها المفاوضات بين سورية وإسرائيل، يبرز كاتب المقالة أنها تجري بوساطة تركية. حيث يقوم دبلوماسيون أتراك بنقل الرسائل المتبادلة بين مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية والممثل الشخصي للرئيس السوري، اللذين ينزلان في نفس الفندق في مدينة اسطنبول. ويخلص الكاتب إلى أنه إذا قدر للمفاوضات أن تصل إلى غايتها المنشودة، فليس من المستبعد أن يحث الرئيس الأسد أشقاءه اللبنانين على اقتفاء أثره، واتباع النهج الذي سلكه.
وإلى أقوال الصحف الروسية حول الأحداث الإقتصادية المحلية والعالمية:
كتبت صحيفة "كوميرسانت" وتحت عنوان "تي إن كا ناقص بي بي" أن مجلس إدارة الشركة الأنجلوروسية اجتمع يوم أمس في قبرص لحل بعض القضايا الاستراتيجية المتعلقة بالشركة إلا أن الاجتماع سرعان ما انفض، المساهمون الروس طالبوا بعزل رئيس الشركة الإنجليزي روبرت دادلي واتهموه بالانحياز لشركة بي بي الانجليزية، والإنجليز طالبوا بعزل المدير التنفيذي لشركة "تي إن كا بي بي" الروسي غيرمان خان وتشير الصحفية إلى أن القسم الاقتصادي في وزارة الداخلية أعلن في الأمس أنه تم توجيه لائحة اتهام بالتهرب الضريبي في أبريل الماضي ضد أحد مديري شركة "تي إن كا" على أرباح حققتها الشركة في الفترة مابين عام 2001و2003 والتي تقدر بتسعمئة وخمسين مليون دولار.
ويتسائل بعض المقربين من الشركة النفطية لماذا الآن، إذ أن الشركة تدفع أولا بأول الضرائب المستحقة عليها منذ زمن، ولا أساس لهذه الملاحقة.
وتختم الصحيفة بالقول أنه حتي لو دفعت الضرائب فإن ذلك لايعفي من المسؤولية الجنائية.
كما تطرقت "كوميرسانت" إلى موضوع انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية وكتبت بعنوان "السعودية تطالب روسيا برفع أسعار النفط والغاز محليا" أن جولة المفاوضات بشأن انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية انتهت في الأمس وأن البعثة الروسية المفاوضة كشفت النقاب لأول أمرة عن فحوى المباحثات المخيبة للآمال التي جرت في سويسرا.
وقالت البعثة أن العقبة أمام انضمام روسيا إلى المنظمة ليست جورجيا بل السعودية، التي تتحفظ على صلاحيات الشركات الروسية الحكومية لا سيما "غازبروم"، وتطالب باخضاعها إلى نفس الشروط التي خضعت لها الشركات العالمية.
فتوضح الصحيفة أن السعودية اشترطت على روسيا رفع أسعار الغاز و النفط محليا إلى المستوى العالمي.
ولكن المفاوضون اعربوا عن أملهم بحل هذه العقبة في المحادثات المقبلة في الرياض استنادا إلى أن الحكومة الروسية هي التي تحدد الأسعار وليس شركة "غازبروم".