هل تعاد كتابة صفحات سُطِرت بدم الملايين
انسخ الرابطhttps://arabic.rt.com/news/14672/
بعد مُضي أكثر من 6 عقود على إنتهاءِ الحرب الوطنية العظمى بدأت تعلو اصواتٌ مطالِبةٌ بإعادة كتابة تاريخ هذه الحرب في دول البلطيق، ما اعتُبر إهانة لذكرى من سقط من أجلِ تحريرِ البشرية من آفة النازية.
بعد مُضي أكثرَ من 6 عقود على إنتهاء الحرب الوطنية العظمى بدأت تعلو اصواتٌ مطالبةٌ بإعادةِ كتابة تاريخ هذه الحرب في دولِ البلطيق، ما اعتُبر إهانة لذكرى من سقط من أجل تحرير البشرية من آفة النازية.لم يفكر الجنودُ السوفييت ولو للحظةٍ واحدة عندما كانت رَحى المعارك الطاحنة تدور على جميع جبهات القتال أثناء الحرب الوطنية العظمى إلا بشيء واحد، ألا وهو سحقُ قوات الاحتلال الألمانية وتحرير العالم من آفة النازية الغاصبة.
تحريرٌ دفع الشعب السوفيتي ثمنَه الملايينَ من أبنائه كي تعيشَ البشريةُ فيما بعد بأمان وسلام.
وبعد اكثرَ من 6 عقودٍ على انتهاء الحرب، بدأت تعلو اصواتٌ في دول البلطيق، تبرر جرائم النازية في الساحة السوفياتية السابقة بذريعة مقاومتها للاحتلال السوفياتي.
جدلٌ بدأ يُعرِّضُ مجتمعاتِ هذه الدول للانقسام على كل الأصعدة.
ويقول فلاديمير فلمان عضو البرلمان الإستوني بهذا الخصوص: "مع الأسف، فإن العقيدة التي تتبناها بعض القُوى في استونيا تؤكد أن الحُقبة السوفيتية كانت احتلالا لبلادهم وتتجاهل الدورَ الإيجابيَ، الذي لعبه الجيش الأحمر في تحرير إستونيا من النازية. نعم هناك انقسام في المجتمع الاستوني بهذا الشأن".
انقسامٌ تجسد بقيام الحكومة الإستونية منذ أكثر من عام بنقل تمثال الجندي السوفياتي المحرر من وسط العاصمة تالين الى مقبرة عسكرية نائية. قدامى المحاربين، الذين جمعتهم دروب الحرب آنذاك، يعتبرون هذا التمثال رمزا لتحرير إستونيا ودول البلطيق على أيدي الجنود السوفيات، وتخليدا لذكرى أولئك، الذين قدموا أرواحهم فداءً لتحرير أوروبا والعالم من النير النازي.
كارل فيلتس رئيس لجنة المحاربين القدامى في استونيا يرى ان "الجندي السوفيتي انتصر في الحرب الوطنية العظمى على الفاشية، و9 مايو/ أيار هو عيدٌ عزيز على قلوبنا. وإن محاولةَ إعادة كتابة تاريخ هذه الحرب لهو ضربٌ من الخَيال ولا يمكن لأحد تغيير التاريخ".
ويشارك كارل فيلتس بالرأي احد المحاربين القدماء وهو العقيد فيودر يرومنكا اذ يقول :"ان محاولةَ إعادة كتابة تاريخ الحرب تعتبرُ اهانةً لذكرى الذين حاربوا وقدموا حياتَهم قُربانا على مذبحها. ألا يكفي ما قدمه الشعب السوفيتي من شهداء؟ ألا يكفي 27 مِليونَ انسان سقطوا ضحايا في هذه الحرب البشعة؟".
الحرب، التي خلفت وراءَها ابشعَ الصور، بقيت تعيش في ذاكرة الملايين في العالم، واستونيا واحدة من الدول، التي يرقُد في ثَراها اكثرُ من 160ألفَ جندي سوفيتي، ربما لم تدرك الخطر الذي كانت سيُحدِقُ بها لبقائها تحت سيطرة النازية، فإما الزوال الى الأبد او العبودية للعرق الآري ليومنا هذا.
الحرب الوطنية العظمى وضعت أوزارَها منذ زمن بعيد، وهذه المقبرة العسكرية هي إحدى نتائج هذه الحرب المؤلمة ، فأي تاريخ يريدون إعادة كتابته، تاريخ تحرير اوروبا من الفاشية، أم كتابة تاريخ النازية بشكلها الجديد.