روسيا تؤكد علاقتها الثابتة بالعالم الاسلامي
تَختتم قمة منظمة المؤتمر الإسلامي أعمالها اليوم الجمعة في العاصمة السنغالية دكار. وتناولت القمة التي استمرت يومين عددا من المسائل السياسية والاقتصادية.
تَختتم قمة منظمة المؤتمر الإسلامي أعمالها اليوم الجمعة في العاصمة السنغالية دكار. وتناولت القمة التي استمرت يومين عددا من المسائل السياسية والاقتصادية.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ألقى كلمة باسم الرئيس الروسي، دعا فيها إلى تعميقِ علاقاتِ الصداقةِ والتعاون بين روسيا ودولِ المنظمة، معتبرا أن روسيا جزء من العالم الإسلامي.
ونقل لافروف تحيات الرئيس المنتخب لروسيا دميتري مدفيديف الى اعضاء المؤتمر والتي أشار فيها إلى أهمية تطوير الروابط مع العالم الاسلامي على كافة المستويات.
وقد التقى لافروف ونائبه الكسندر سلطانوف على هامش القمة مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ووزير الخارجية بالوكالة طارق متري، حيث جرى بحث الاوضاع المتعلقة بلبنان والمنطقة، بالاضافة الى العلاقات الثنائية بين لبنان وروسيا، وعقب انتهاء اللقاء وصف لافروف المحادثات بالجيدة جدا.
كما إلتقى لافروف مع نظرائه الأردني والمصري والسعودي صلاح الدين البشير وأحمد أبو الغيط والأمير سعود الفيصل.
وكان لقاء لافروف مع وزير الخارجية الأردني مكرَسا للوضع حول العراق والاتجاهات الاساسية لتطوير العلاقات الثنائية في ضوء زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الي موسكو في الشهر الماضى.
وبحث لافروف خلال لقائه مع وزير الخارجية المصري الوضع حول كوسوفو وكذلك آفاق تطوير التعاون الروسي - المصري.
وكان الموضوع نفسه في مركز اهتمام محادثات سيرغي لافروف ووزير الخارجية السعودي. وأكد الجانبان، في معرض بحث آفاق تطوير العلاقات الروسية – السعودية، على سعيهما الى توطيد التفاعل السياسي وتوسيع التعاون المتعدد الجوانب بين روسيا والسعودية وبالدرجة الاولى في مجالي الاقتصادي- التجاري والاستثمار.
وسعى قادة الدول الأعضاء في المنظمة إلى اتخاد إجراءات من شأنها ان تساعد في ايجاد حلول للازمات السياسية التي تتخبط فيها الدول الإسلامية، وسبل دعم التعاون الاقتصادي بين دول المنظمة وطرق مواجهة ظاهرة "الإسلاموفوبيا" .
القضية الفلسطينية
وفي ظل التدهور الامني والسياسي الذي تشهده فلسطين، قال الرئيس محمود عباس امام القمة إن إسرائيل تحاول القيام بعملية تطهير عنصري وإن ما نراه على أرض الواقع هو انتهاك لكل الإلتزامات الموقعة بين الطرفين .
كما ناقشت القمة مجموعة من القضايا السياسية من ابرزها الوضع في العراق وأفغانستان ولبنان والصومال .
لبنان
وأكد لافروف على سعي روسيا انتهاج سياسة تعزيز العلاقات الودية والتعاون مع العالم الاسلامي، واعتبر هذا النهج خطا سياسيا استراتيجيا لبلاده، وذلك في الكلمة التي ألقاها أمام القمة.
وبخصوص كوسوفو ، دعا لافروف إلى تجنب خلط المفاهيم حول الانفصال والسعي وراء إقامة منطقة احادية العرق وهذا ما يتنافى ، حسب قوله، مع روح التسامح التي يتسم بها الدين الإسلامي.
من جانبه دعا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل سوريا الى المساعدة على التوصل الى حل للازمة الرئاسية في لبنان.
وأضاف الفيصل إننا نتطلع الى دور سوري فاعل لتحقيق وفاق وطني في لبنان استنادا للمبادرة العربية التي تدعو الى انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية.
ايران
وكان لايران حضورها ايضا في القمة حيث أكد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أن بلاده لن تعترف باستقلالِ إقليم كوسوفو، وأعرب عن غضبه تجاه سكوت الولايات المتحدة إزاء القتل اليومي للمدنيين في العراق وأفغانستان.
واضاف بهذا الصدد: "انظروا الى العراق وافغانستان، بهد مرور 6 سنوات على الحرب الأمريكية. يقولون أن احداث الحادي عشر من سبتمبر أودت بحياة 3 آلاف شخص، في حين أن الحرب الأمريكية على افغانستان والعراق أدت الى مقتل أكثر من 600 الف شخص.هذا ومجلس الأمن صامت".
وساطات مثمرة
ومن الثمار الأولى لأعمال القمة ، توصل الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره التشادي ادريس ديبي إلى اتفاق جديد لضبط الحدود بين البلدين يحظر على الجانبين دعم أي من حركات التمرد.
يأتي هذا الاتفاق بعد جهود وساطة قام بها الرئيس السينغالي عبد الله واد، لإحياء الاتفاقيات الثنائية التي فشلت سابقا. غير أن المراقبين يخشَون أن يبقى هذا الاتفاق حبرا على ورق.