موسكو ستتخذ الخطوات اللازمة في حال استقلال كوسوفو

أعلنت موسكو أنها ستكون مضطرةً، لأخذ إعلان إستقلال إقليم كوسوفو بعين الاعتبار ، في سياستها تجاه كل من أبخازيا و أوسيتيا الجنوبية.
أعلنت موسكو أنها ستكون مضطرةً، لأخذ إعلان إستقلال إقليم كوسوفو بعين الاعتبار ، في سياستها تجاه كل من أبخازيا و أوسيتيا الجنوبية.
جاء ذلك في بيان وزارة الخارجية الروسية بعد إنتهاء اللقاء الذي جمع سيرغي لافروف برئيسي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية سيرغي باغابش وإدوارد كاكويتي.
وفي السياق عينه أكدت روسيا موقفها الثابت وعزمها على متابعة العمل على إيجاد حل سلمي للنزاع الجورجي الأبخازي والجورجي الأوسيتي ضمن إطار القواعد المعمول بها.
وكانت روسيا قد حذرت من أن أيَ إعلان لانفصال إقليم كوسوفو سوف تنتج عنه عواقب وخيمة. وجاء ذلك خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لم يتم التوصل فيها إلى اتفاق محدد حول مستقبل الإقليم . من جهتها جددت بلغراد رفضها استقلال الإقليم مشيرة الى أنها ستتخذ إجراءات صارمة حيال أي إعلان من هذا النوع.
وأوضح فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة أن مندوبي 5 دول فقط من أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة عشر، عبروا عن تأييدهم لخطة المبعوث الدولي مارتي اهتيساري التي تدعو إلى منح هذا الإقليم الاستقلال على أساس التبعية القومية لساكنيه.
واعتبر مندوب روسيا أن المجتمع الدولي أعطى بذلك ردا لا يقبل اللبس والتأويل على الاقتراح الذي يدعو الى منح كوسوفو الاستقلال، بدعوى أن هذا الإقليم يمثل حالة خاصة، ولهذا فإن مشكلته تحتاج إلى حل كهذا.
وأضاف تشوركين: "اننا راضون عن طبيعة ولهجة المناقشات التي أشارت إلى أن غالبية اعضاء المجلس بإستثناء أولئك الذين تمسكوا بسياسة معينة تستهدف تأكيد إعلان الإستقلال من جانب واحد، فأن أغلب الدول لم تؤيد هذه السياسة. وتحدثت اكثرية أعضاء المجلس عن مواصلة المفاوضات، وإيجاد حل من خلالها على أساس القانون الدولي واحترام القرار1244".
من جانبه قال وزير الخارجية الصربي فوك يريميتش: "من المؤكد ان صربيا لن تبيع جزءا من قلبها أو جسدها أو أراضيها،وصربيا مستعدة للتعاون من أجل التوصل إلى حل وسط.... حل يكون مقبولا لنا ولألبان كوسوفو، وهذا الحل ممكن. وهذه ليست المرة الأولى في التاريخ التي يكون فيها الحل صعبا، لكن هذه ستكون اول مرة في التاريخ حين تعلن فيها الأسرة الدولية أن الحل مستحيل".
وأفاد إليخاندرو وولف المندوب الأمريكي في هيئة الأمم المتحدة معبرا عن موقف الولايات المتحدة من هذا الامر بأن "كوسوفو لن تحكم مرة أخرى من قبل بلغراد، وموقف الولايات المتحدة من ذلك واضح، وقد أكدنا عليه في السابق. ونحن نعتقد أن خطة منح الإستقلال تحت المراقبة هي الخطوة المناسبة لضمان مستقبل كل من الكوسوفيين والصرب، وأن تجد صربيا وكوسوفو طريقهما للإنضمام إلى مؤسسات الإتحاد الأوربي".
غير أن روسيا تتخذ موقفا مغايرا أورده نائب السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين دميتري بيسكوف في تعليقه على هذا الموضوع بقوله: "ان روسيا لا تنوي اتخاذ اية اجراءات مضادة سريعة بهذا الشأن. ونحن لا ننوي ان نرد عليه بأتخاذ خطوة مضادة. اعتقد انه يجب علينا ان نفكر في الاضرار التي يلحقها استقلال كوسوفو بالقانون الدولي".وكان بوتين قد شن هجوماً عنيفاً على أوروبا، في المؤتمر الأخير الذي عقد يوم الخميس، متهماً إياها بتبني معايير مزدوجة فيما يتعلق بدعمها لاستقلال كوسوفو، وشدد على موقف بلاده الرافض لاستقلال الإقليم لان ذلك أمر غير أخلاقي وغير قانوني حسب تعبيره.
وقال بوتين: "ان وحدة أراضي الدول موثقة في قوانين دولية وهناك القرار 1244 الصادر عن مجلس الأمن الذي يتحدث عن وحدة اراضي صربيا ، ويجب على جميع اعضاء الأمم المتحدة التقيد بهذا القرار. لقد مضت أربعون عاما وشمال قبرص قائمة كدولة مستقلة لماذا لاتعترفون بها . الا تخجلون أيها الأوروبيون من التصرف وفق معايير مزدوجة"،علما ان روسيا سعت الى ان تكون هذه المعايير في سياستها الخارجية وخلال ولاية الرئيس بوتين متوازنة حيال الكثير من الازمات في العالم . لان موسكو باتت على قناعة بان هذا العالم يجب ان يكون متعدد الاقطاب وليس قطبا واحدا يتحكم به.
هذا ومن المتوقع أن يعود مجلس الأمن إلى الإجتماع في جلسة طارئة في نهاية الإسبوع، إذا ما أعلن قادة الأقليم الإنفصال والإستقلال من جانب واحد، لكن لن تكون هناك توقعات كبيرة، خاصة بعد ان تحول مجلس الأمن إلى ساحة لتبادل الآراء والمواقف.