زيارة الرئيس بوش بين الأبيض والأسود

أخبار العالم

زيارة الرئيس بوش بين الأبيض والأسود
انسخ الرابطhttps://arabic.rt.com/news/10899/

يزور الرئيس الامريكي جورج بوش اليوم الخميس الاراضي الفلسطينية بعد زيارته الى اسرائيل التي اكد خلالها ان التحالف الامريكي الاسرائيلي يشكل ضمانا لأمن اسرائيل كدولة يهودية.

يزور الرئيس الامريكي جورج بوش اليوم الخميس الاراضي الفلسطينية بعد زيارته الى اسرائيل التي اكد خلالها ان التحالف الامريكي الاسرائيلي يشكل ضمانا لأمن اسرائيل كدولة يهودية.
وبهذا التصريح يكون بوش قد قطع الشك امام اي توقعات لتحقيق اختراق في مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية، لكنه في الوقت نفسه طالب الفلسطينيين والاسرائيليين بإنتهاز ما وصفه بالفرصة التاريخية وتقديم تنازلات صعبة من اجل تحقيق السلام.

غير أن بوش لم  يوضح طبيعة هذه التنازلات، لكنه قال لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت انه ينبغي ان تغلق اسرائيل بعض الجيوب الاستيطانية الصغيرة في الضفة الغربية فقط ، في اشارة الى عدم نيته في الضغط على اسرائيل.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت فقد قال  انه مستعد لتقديم تنازلات مؤلمة اذا كان ذلك سيجلب السلام، الذي ربطه بوقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة، مشيرا الى ان بوش لم يطلب من اسرائيل اي التزام معين جديد.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت:
"لن يكون هناك سلام من دون وقف الهجمات على إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة، ما دام الرعب مستمرا في غزة، فسيكون من الصعب التوصل إلى تفاهم حول السلام مع الفلسطينيين".
جاء حديث اولمرت هذا رغم عرض حماس المتكرر لوقف اطلاق الصواريخ ورفض اسرائيل لهذا الامر ولشروط حماس.
وتحدث بوش مع الإسرائيليين عن الملف الإيراني، مهددا طهران بعواقب وخيمة اذا فكرت بمهاجمة السفن الامريكية في الخليج، وقال ان كل الخيارات مطروحة لحماية الامريكيين من اي هجوم ايراني، معتبرا ايران خطرا يهدد السلم العالمي، وداعيا الى موقف دولي حازم لوقف البرنامج النووي الايراني.
كما التقى بوش مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الخميس في رام الله بعد لقاءه مع الإسرائيليين، مؤكدا ثقته في الوصول إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل نهاية ولايته، مشددا بعد اللقاء على أنه لمس لدى اولمرت وعباس الرغبة الحقيقة في الوصول إلى سلام في اسرع وقت ممكن.

وقال بوش إن قيام دولة فلسطينية تمر عبر ثلاث مراحل أولا مفاوضات تحدد الرؤية الأساسية لهذه الدولة، وثانيا مساعدة عربية ودولية لتسوية ما ورد في خريطة الطريق، وأخيرا مساعدة الفلسطينيين في بناء الديموقراطية والبنى التحتية الأمنية والاقتصادية لدولتهم.

من ناحيته طالب الرئيس الفلسطيني إسرائيل بالوفاء بما ورد في خطة خارطة الطريق.

الرئيسان بوش وعباس


 ردود الأفعال

يصاحب زيارة بوش للشرق الأوسط الكثير من الجدل حول مدى جديتها أولا،  وثانيا حول مدى قدرتها على بث روح جديدة في جثة السلام الهامدة منذ سنوات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويرى المراقبون انه في ظل العناوين المطروحة فإن زيارة الرئيس الامريكي لن تحقق شيئا يذكر على مسار السلام  الفلسطيني الاسرائيلي، وانما تأتي في اطار محاولة بوش تغيير سجله في السياسة الخارجية التي انهكتها الحرب على العراق.
وهذا ما أكده المحلل السياسي الفلسطيني برهوم جرايسي في لقاء أجرته معه قناة "روسيا اليوم" حيث قال أنه وحتى في داخل إسرائيل هناك إجماع على أن هذه الزيارة لن تحقق أي نتائج، فهناك من يعتقد أن بوش لن يضغط عل أولمرت كي لا يواجه مشكلة مع إئتلافه الحكومي، خاصة وإنه سيواجه في غضون 3 أسابيع أزمة إئتلافية. وإتجاه آخر يعتقد أن بوش غير معني بدفع العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين لأن العراق وإسعار النفط هما على أجندته الأخيرة.
وأضاف جرايسي بان الإعتراف بإسرائيل كدولة يهودية أمر في غاية الخطورة، لأن هذا يعني تعميق التمييز الذي تمارسه إسرائيل ضد فسلطينيي ال 48، ويشكل تشجيع لما يسمى تحفيزهم على الهجرة من بلادهم، بالإضافة إلى نتائج هذا الموضوع على فلسطيني الشتات، وهذا ما يتماشى مع السياسة الأمريكية في ظل الرئيس بوش، ما أدى إلى إستقبال الفلسطينيين للرئيس بوش بسلسلة من التظاهرات كانت ذروتها تظاهرة وصلت إلى مبنى القنصلية الأمريكية في القدس وعلى بعد عشرات الأمتار من الفندق الذي يقيم به الرئيس الأمريكي.
أما في رام الله فللسلطة الفلسطينية تخوفاتها، وأهمها أن تكون زيارة بوش مجرد تحرك أخير لرئيس يستعد لمغادرة البيت الأبيض. تحركات قام بها من قبل رؤساء أمريكيون سابقون، دون أن يكون لها أي أثر حقيقي على طريق السلام.

وهذا ما يؤكده وكيل وزارة الداخلية الفلسطيني أمين مقبول في قوله: " أعتدنا من الإدارات الأمريكية السابقة، أن يقوم الرؤساء الأمريكيون بزيارات إلى المنطقة خاصة مع إقتراب نهاية ولايتهم، وكذلك يفعل بوش. ونحن غير واهمون من أن هذه الزيارة ستخرج بنتائج دراماتيكية ونتائج هامة تعود بالإنصاف والإحقاق للفلسطينيين".

المتظاهرون الفلسطينيون

أما في غزة فقد بدت زيارة بوش حدثا يستوجب الاحتجاج، وبأعنف لهجة في كامل أنحاء القطاع. حيث تظاهر أنصار حماس وقادتها واعتبروا قدوم الرئيس الأمريكي علامة جديدة على فشل إدارة بلاده في المنطقة.

وضمن هذا السياق قال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم: "هذه الزيارة هي ترقيعية ، توضح مدى إفلاس الإدارة الأمريكية تجاه كثير من الملفات بما فيها الملف اللبناني والفلسطيني، وملف الصومال وافغانستان والعراق، هذه الزيارة جاءت لتغطي على هذا الفشل الذريع في معالجة هذه الملفات".

أطراف أخرى في المنطقة، شاطرت حركة حماس تشكيكها الصريح في نوايا الرئيس الأمريكي وفي جدوى زيارته، ففي دمشق قال وزير الإعلام السوري محسن بلال إن زيارة بوش تأتي في إطار حملة علاقات عامة وأنها بعيدة كل بعد عن أي جدية حسب تعبيره.

أما في بيروت فقد ذهب أمين عام حزب الله حسن نصر الله إلى أبعد من ذلك حين اعتبر زيارة الرئيس الأمريكي يوما أسود في تاريخ العرب والمسلمين.

لكن في القدس حيث استقبل بوش بحفاوة استثنائية، تبدو درجة التفاؤل عالية جدا بزيارة رئيس أثبت دوما تفهمه لمواقف إسرائيل ولمخاوفها.

يقول الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي روني شكيد: "يرى الإسرائيليون أن هذه الزيارة مهمة جدا للمنطقة، فمجيء رئيس أمريكي إلى إسرائيل ولقاءه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ، وتكلم بشكل مفتوح عن العلاقات مع إسرائيل وامن إسرائيل ومستقبلها وعلاقاتها مع الفلسطينيين، والخطر الإيراني المتمثل باسلحتها النووية".

هو يوم تاريخي في الحالتين  حسب الوصف الأكثر استعمالا حتى الآن، أما لونه فستحدده نتائج هذه الزيارة التي ستظهر لاحقا.

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا