نظمت ندوة الطاولة المستديرة أمس الثلاثاء في موسكو التي جمعت ساسة ورجال أعمال روس وعراقيين تحت رعاية مجلس الأعمال للتعاون مع العراق. وناقش مدراء الشركات الروسية مع نظرائهم العراقيين آفاق تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما.
كان عنوان اللقاء الذي عكف عليه المسؤولون والخبراء الروس والعراقيون في موسكو هو "روسيا والعراق: التعاون الاستراتيجي في القرن الواحد والعشرين"، حيث تم فيه مناقشة آفاق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين التي تكاد تكون معطلة تقريبا.
وهذا ما يؤكده رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية فيتالي ناعومكين، إذ قال : "هذا أول لقاء بين رجال الأعمال والسياسيين الروس والعراقيين. المعروف أنه لم يحصل هناك أي تقدم بعد العملية الأمريكية في العراق... لم يحصل هناك أي تقدم في العلاقات الإقتصادية الروسية العراقية".
موسكو تعول على مشاركة الشركات الروسية بشكل واسع في مشاريع البنى التحتية في العراق. بل وبوسع دوائر المال والأعمال الروسية تنفيذ مشاريع مشتركة لتنمية الاقتصاد العراقي والطاقة والسكك الحديدية، كل ذلك على الرغم من الوضع الصعب.
من جانبه تحدث نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر سلطانوف عن المشاركة الروسية لتحسين الأوضاع في العراق قائلا :
"نحن ننطلق من أن إستقرار الأوضاع في العراق سوف يساهم في تطوير إقتصاده، مما سيسمح للشركات الروسية بتوسيع وجودها في الأسواق العراقية، ومن المهم الآن تقديم المساعدات للشعب العراقي والحكومة العراقية للوصول إلى وفاق وطني".
يذكر أن لقاء موسكو الذي شاركت فيه كبريات الشركات الروسية في مجال النفط والغاز جاء علامة مميزة على طريق الجهود المبذولة من أجل تنشيط العلاقات.
على الصعيد نفسه قال رئيس شركة "سيوز النفط والغاز" وزير النفط الروسي السابق يوري شافرانيك :
" سوف توقع إتفاقيتان أو 3 خلال هذا اللقاء. أدرك أنها ليست إتفاقيات ضخمة ولكنها أشارات هامة على بدء تنشيط العلاقات. والأهم من ذلك هو العثور على ما يمكن أن نبدأ منه في إتجاه تعاون روسي عراقي حقيقي يليق بقدرة البلدين التي تحتمل عشرات المليارات من الدولارات".
ومما يجدر قوله أن الشركات الروسية التي كانت تتعاون مع العراق في السابق لديها مميزات تاريخية، أقلها معرفة الأراضي العراقية والوقوف على معلومات استكشافية، إضافة إلى المسوغات الفنية والاقتصادية و الدراسات التي تتيح تقليص النفقات إلى الحد الأدنى