باخرة كهرباء تركية تشعل جدلا بين القوى السياسية في لبنان
أسفرت خطوة اتخذتها شركة "كارادينيز" التركية العاملة في مجال الطاقة كإظهار حسن نية تجاه لبنان عن تصعيد حاد بين مختلف القوى السياسية اللبنانية.
وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن قرار الشركة التركية إرسال باخرة تحمل على متنها مولدات كهربائية إلى لبنان، بهدف مساعدة البلاد في احتواء نقص الطاقة، أصبح فجأة مصدر جدل بين القوى السياسية حول مكان رسو الباخرة وكيفية استخدام 235 ميغاواط من الطاقة من شأنها إنتاجها يوميا، وحتى بشأن اسمها.
وفي خطوة مفاجئة، شدد الحليفان الشيعيان، "حزب الله" وحركة "أمل" على رفضهما السماح للباخرة بدخول مرفأ الزهراني جنوب لبنان، على الرغم من أزمة الطاقة هناك.
وجاء الرفض بسبب تسمية الباخرة، "عائشة غل"، الأمر الذي اعتبرته الأوساط الشيعية بجنوب لبنان إهانة إليها.
لكن "أسوشيتد برس" أشارت إلى أن القضية عكست وجود خلافات بين الحليفين الشيعيين أيضا، حيث أعرب أحد المشرعين في "حزب الله" عن وجود تباين في المواقف بين حزبه و"أمل".
ولا يزال الجدل مستمرا في البلاد، إذ ذكر وزير الطاقة اللبناني سيزار أبي خليل، وهو من المسيحيين، في حديث إلى التلفزيون، أن وزارته كانت قد غيرت تسمية الباخرة إلى "إسراء سلطان"، أي اسم لا يحمل صبغة طائفية، "تفاديا للحساسية في الجنوب".
#فيديو
— محمد خالد بوعمار (@boammar) ٥ أغسطس ٢٠١٨
وزير الطاقة اللبناني: يعترف باخرة الكهرباء التركية منعت من الرسو في جنوب لبنان (معقل حزب ابليس) لأنها تحمل اسم "عائشة" غول!!
_ رضي الله عن أم المؤمنين عائشة زوجة خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم .. الصديقة بنت الصديق المبرأة من خالقها في آيات خالدة في #القرآن_الكريمpic.twitter.com/leK9ALcK54
من جانبه، قال وزير المال اللبناني علي حسن خليل، القيادي في "أمل"، إن سكان الجنوب يحتاجون إلى محطة كهرباء دائمة، لا إلى حل مؤقت للمشكلة، مشددا على أن ما يجري اليوم هو مجرد "محاولة تعمية على قضية كبرى".
في غضون ذلك، تتعرض "أمل" لاتهامات من قبل معارضيها بالتواطؤ مع أصحاب المولدات الكهربائية ضد سكان الجنوب، ما دفع زعيم الحركة ورئيس مجلس النواب نبيه بري الأربعاء إلى مقاضاة قناة "الجديد" بتهمة "ارتكاب جرائم القدح والذم والافتراء" حول الموضوع.
المصدر: أسوشيتد برس + وسائل الإعلام اللبنانية