جدل واسع في تونس بسبب ثرواتها.. ومطالبات بإنهاء "الوصاية الفرنسية"
تشهد تونس تجاذبات سياسية وتحركات احتجاجية لإنهاء ما وُصف بالوصاية الاستعمارية الفرنسية والاستغلال البشع لموارد البلاد والحد من التدخل في شؤونها، تزامنا مع الذكرى 62 للاستقلال.
وأثارت وثائق نشرتها "هيئة الحقيقة والكرامة"، قبل أيام، تتضمن "حقائق تثبت الاستغلال الفاحش من قبل المستعمر الفرنسي للثروات الباطنية التونسية بموجب امتيازات تحصلت عليها فرنسا، لم يتم إلغاؤها في اتفاقية 20 مارس 1956"، جدلا واسعا في البلاد.
فخرج التونسيون إلى شوارع العاصمة معبرين عن حنقهم من الوضع الراهن، ودعمهم لرئيسة الهيئة، سهام بن سدرين. وتجمع محتجون، يوم الثلاثاء الماضي، قبالة مقر السفارة الفرنسية، وقاموا بإحراق العلم الفرنسي، مطالبين بإنهاء التدخل الفرنسي في البلاد.
من جهتها، كشفت بن سدرين عن اتفاق بين الرئيس السابق الحبيب بورقيبة والسلطات الفرنسية عشية استقلال تونس، يسمح لفرنسا باستغلال ثروات النفط والملح، وطالبت فرنسا بتعويض مادي، وتعوي الأضرار الاقتصادية التي لحقت بتونس نتيجة استغلال ثرواتها دون وجه حق.
رد السفارة الفرنسية..
واستدعت تصريحاتها تدخلا من قبل السفارة الفرنسية في تونس، التي أكدت في بيان لها، على أن الوثائق التي أعادت هيئة الحقيقة والكرامة نشرها، والمتعلقة بالفترة الاستعمارية، متاحة للجميع منذ مدة، وهي معروفة لدى المؤرخين والباحثين.
وقالت السفارة إن فرنسا قامت بتسليم الوثائق لهيئة الحقيقة والكرامة، وتعود إلى الفترة السابقة لسنة 1956، مشددة على أن العلاقات الاقتصادية بين تونس وفرنسا لا تخضع لمنطق الماضي.
كما أكدت أن الشركات الفرنسية المتواجدة في تونس لا تتمتع بأيّ امتيازات تفاضلية، ولا حقوق استثنائية في مجال الثروات الطبيعية، وخاصة في ما يتعلق بالفسفات والبترول والمياه.
وفيما يتعلق بملف استغلال الملح، أوضحت السفارة الفرنسية في بلاغها أن الشركات الناشطة في هذا المجال ليست فرنسية، مشيرة إلى أن شركة "COTUSAL" ذات رأس مال تونسي فرنسي، وتعمل تحت طائلة قانون الجباية والضرائب التونسي.
السبسي: استقلال تونس كامل وغير منقوص!
وفي سياق متصل، أكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي على أن استقلال بلاده "كامل وغير منقوص بالرغم من التشكيك والمشككين".
وقال السبسي، في خطاب ألقاه يوم الثلاثاء الماضي، في قصر قرطاج، بمناسبة الذكرى 62 للاستقلال عن فرنسا، إن وثيقة الاستقلال موجودة لدى المصالح المختصة في الغرض.
وأوضح أن وثيقة استقلال تونس دخلت حيز التنفيذ بعد 7 سنوات من تاريخ الاستقلال (20 مارس 1956) أي في عام 1963، مبينا أن السبب في ذلك يرجع إلى احتضان تونس للثورة الجزائرية، بحكومتها وجيوشها وإطاراتها وكل أبناء الشعب الجزائري.
وشدد السبسي على أن تونس دولة حرة مستقلة ومدنية وذات سيادة.
المصدر: وكالات
رُبى آغا