تقرير: على ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا
تعتقد مجلة "The National interest" أن الولايات المتحدة نفذت مهمتها الرئيسية في سوريا وليس لديها الآن أي مبرر للبقاء هناك.
وجاء في مقال دوغ باندو، مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان الذي نشرته "The National interest" أن السياسة الخارجية الأمريكية تختلف جذريا عما أعلن عنها دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية الرئاسية 2016، مضيفا أن النهج الحالي الذي تتمسك بها السلطات الأمريكية يشابه السياسة التي اختارتها الإدارة الأمريكية السابقة، ويكمن في التدخل العسكري الحذر الذي يرمي إلى إنجاز الحد الأدنى من المصالح الأمنية وسيؤدي إلى مخاطر كبيرة من دون جدوى.
وحذر كاتب المقال من أنه على ترامب، إذا لم يرغب بالغرق في مستنقع الحرب التي لم يبدأها بعد، أخذ السياسة الخارجية الأمريكية على محمل الجد، والإعلان عن النصر في سوريا وانسحاب القوات منها.
وأعاد المقال إلى الأذهان تصريحات ترامب الأخيرة التي أشار فيها إلى أن دحر داعش سبب رئيسي للمشاركة الأمريكية في النزاع السوري، مستبعدا وجود أية أسباب أخرى مستشهدا بأقواله: "نتواجد في سوريا لسبب واحد وهو العثور على داعش ودحره والعودة إلى البيت".
وأضاف الكاتب أنه على الرغم من موقف ترامب إزاء سوريا، يعتقد أصحاب القرار الآخرون أن التواجد الأمريكي هناك يكمن ليس في ضرورة القضاء على داعش فقط، وساق على ذلك مثال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي أعلن مؤخرا أن المشاركة الأمريكية في هذا النزاع تهدف كذلك إلى عدم السماح لبشار الأسد بمواصلة سياسة "المعاملة القاسية" مع شعبه وكذلك الحيلولة دون تعزيز إيران لنفوذها في سوريا.
ونوه باندو بأن عددا كبيرا من المهمات كانت قد أوكلت إلى الولايات المتحدة في سوريا، مضيفا أن بعضها كان يحمل عبئا هائلا، وهو محاربة داعش وردع الطموحات التركية ودعم المعارضة والتعاون مع الأكراد ومكافحة حكومة بشار الأسد، وذلك بالإضافة إلى معالجة العلاقات بين الجماعات المسلحة المتحاربة فيما بينها، التي يمكن تصنيف عدد منها كمنظمات إرهابية.
وأشار باندو إلى أن الولايات المتحدة نجحت فقط في استمالة الأكراد ودحر داعش، بينما فشلت في حل قضايا أخرى، إذ لا يزال بشار الأسد يمسك بمقاليد الحكم، والحرب الأهلية في سوريا مستمرة والدول المجاورة لسوريا لم تتخل عن مصالحها الجيوسياسية.
كما ذكر المقال أن الولايات المتحدة لم تستطع تجاوز تحدياتها الكبيرة وتحقيق الأهداف الموكلة إليها.
وأضاف الخبير أن الأزمة في سوريا لا يمكن معالجتها عن طريق استخدام القوة، مشيرا إلى المحاولات الأمريكية الفاشلة المماثلة في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط.
وأفاد باندو بأنه على إدارة ترامب ألا تضحي بحياة الأمريكيين وبالموارد الأمريكية، سعيا إلى تحقيق أهداف بعيدة المنال، لا تتماشى مع الظروف التاريخية والدينية والعرقية لهذه المناطق لاحلال السلام.
وأشار المقال إلى تعزيز مواقف روسيا في سوريا وتمسك دمشق بنهج موسكو لا واشنطن، محذرا الأخيرة من مزاعمها الجيوسياسية، مضيفا أن اللعبة لا تستحق كل هذا العناء، خاصة في حال الصراع بين الدولتين العظمتين.
كما وصف كاتب المقال بأن إصرار واشنطن على مواصلة نهجها في سوريا لمواجهة إيران ليس له أساس، مفسرا ذلك بأن إيران وحزب الله، على الرغم من موقفهما المعادي لإسرائيل، لن تقدمان على الصراع المباشر معها، خاصة بعد الصراع الطويل الذي شنتاه في سوريا.
وأشار إلى أن موسكو ودمشق مهتمتان في إعادة إعمار سوريا أكثر من مواجهة إسرائيل.
وذكر المقال أن واشنطن كانت تضلل نفسها، معتقدة أن الولايات المتحدة وتركيا لهما أهداف مشتركة في سوريا، مضيفا أن أنقرة عبرت مرارا عن غضبها من التعاون الأمريكي مع الوحدات الكردية.
وأشار إلى أن تنظيم داعش الإرهابي كان سببا رئيسا برر التدخل الأمريكي في سوريا والآن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وختم بالقول إن سياسة الولايات المتحدة في سوريا غير شرعية لأن الكونغرس الأمريكي لم يوافق على مشاركة القوات الأمريكية في مكافحة الأسد أو القوات الإيرانية أو القوات المدعومة من طهران وإن مواصلة النهج الذي يحمل طابعا غير شرعي يعني تأكيد وفاة الدستور الأمريكي الذي يقضي بموافقة المشرعين على أية عملية عسكرية.
وأوضح الكاتب أن الولايات المتحدة لا تملك أساسا للبقاء في سوريا لغياب مصالحها في هذا النزاع الذي بات يحمل طابعا متعدد القوميات، وهي دحرت داعش وحان الوقت لتحميل الآخرين المسؤولية عن تطهير الأراضي السورية وإعادة القوات الأمريكية إلى الوطن.
المصدر:The National Interest
ناتاليا أوسمان