الرياض وموسكو.. علاقات بدأها "فيصل" وكسر صمتها "محمد بن سلمان"
في ضوء زيارة العاهل السعودي المرتقبة إلى موسكو، استعرض تقرير نشرته صحيفة "سبق" تاريخ العلاقات السعودية الروسية خلال 9 عقود، مشيرا إلى أن "فيصل" دشنها وكسر صمتها "محمد بن سلمان".
ورأت الصحيفة السعودية أن زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو، تكتسب أهميتها ليس فقط لكونها الأولى من نوعها منذ تأسيس المملكة، بل أيضا "لأهمية التوافق بين البلدين الكبيرين في الكثير من القضايا التي تشغل الساحة العالمية حاليا".
زيارة العاهل السعودي إلى موسكو، يتوخى منها أيضا وضع "النقاط فوق الحروف على بعض القضايا السياسية والاستراتيجية والاقتصادية المتعلقة بالقضية السورية، وسوق النفط، وكذلك التقارب العسكري السعودي الروسي، فضلا عن التعاون في مجال الطاقة النووية".
ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا في صيغة الاتحاد السوفيتي، على الرغم مما وصفته بمنحنيات الصعود والهبوط في تاريخ العلاقات بين "قطبي النفط" كانت "أول دولة تعلن اعترافها رسميا بالمملكة العربية السعودية في فبراير 1926؛ ليتشكل تاريخ طويل من الزيارات الرسمية بين البلدين".
ورصد التقرير بداية العلاقات الثنائية، مشيرا إلى أن نقطة الانطلاق تمثلت في "زيارة الملك فيصل بن عبد العزيز عام 1932 إلى موسكو في العام الذي شهد إعلان تأسيس "المملكة العربية السعودية"، عندما كان وزيرا للخارجية في عهد والده الملك المؤسس، وفتحت الرحلة الأولى الخارجية للوزير الشاب الذي لم يتعد عمره 26 عاما صفحة في تنامي العلاقات بين البلدين، لكن سرعان ما توقفت العلاقات بعد سنوات قليلة في أبريل من عام 1938".
المحطة الثانية في هذا التاريخ الطويل شهدها عام 1962 حين "سافر الأمير الراحل فهد بن فيصل الفرحان آل سعود إلى موسكو في زيارة استمرت 21 يوما في محاولة لإعادة العلاقات الدبلوماسية، والتعاون بين البلدين، وكان يشغل وقتها رئيس أمانة مدينة الرياض، ولكن لم تفض الزيارة التي كانت في عهد الملك الراحل سعود والرئيس خروشوف إلى شيء".
أما المحطة الثالثة فأتت بعد تولي ميخائيل غورباتشوف زمام الأمور في الاتحاد السوفيتي، حيث "سعى إلى إقامة علاقات قوية مع الخليج العربي، وإعادة العلاقة مع السعودية إلى سابق عهدها، وتوجت هذه الجهود بزيارة وزير الخارجية الراحل سعود الفيصل عاصمة السوفييت عام 1982 ضمن اللجنة السباعية المشكلة من الجامعة العربية لزيارة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لشرح مبادرة فاس للسلام في الشرق الأوسط. كما تبعتها زيارة هشام ناظر وزير النفط السعودي في مارس 1987 والذي استقبل استقبالا رسميا، واجتمع بكل من رئيس الوزراء السوفيتي ووزير الخارجية".
الصحيفة لفتت إلى أنه بحلول الـ"عام 1990 تكررت زيارات الأمير سعود الفيصل للكرملين، وناقش وقتها الموقف السوفيتي من غزو العراق لدولة الكويت، وشهد هذا العام والعام الذي تلاه 1991م استئناف العلاقات بين البلدين، وعودة التمثيل الدبلوماسي رسميا، وأصبح عبد العزيز الخوجة أول سفير سعودي لدى موسكو في العهد الجديد من العلاقات".
وسجل التقرير اعتراف المملكة بروسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 واستمرار العلاقات المشتركة، مشيرا إلى أن "أول زيارة رسمية سعودية بعد قيام روسيا الاتحادية في سبتمبر 2003 بوفد رأسه الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، والذي كان يشغل آنذاك منصب ولي العهد".
وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن "زيارة خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز للعاصمة الروسية مطلع أكتوبر هي الأولى له كملك للبلاد، لكن سبقتها زيارة له للكرملين حين كان أميرا لمنطقة الرياض في يونيو 2006، والتقى حينها الرئيس الروسي بوتين في إطار تعزيز وتطوير علاقات قوية وراسخة بين الرياض وموسكو".
ورصد التقرير أن رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين كان حل "في فبراير من عام 2007 ضيفا على الرياض في زيارة رسمية تاريخية هي الأولى من نوعها، أجرى خلالها مباحثات مع الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز تركزت حول التطورات في المنطقة، وبخاصة في العراق، وفلسطين المحتلة، إضافة إلى الملف النووي الإيراني".
وشهد العام ذاته أيضا "زيارة ولي العهد الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز للعاصمة الروسية لدعم التقارب السعودي - الروسي خصوصا في مجال العلاقات الاقتصادية والعسكرية".
واختتمت الصحيفة السعودية تقريرها بالقول إن ولي العهد محمد بن سلمان قد كسر "فترة من الصمت بين البلدين بعدة زيارات مثمرة للكرملين في 2015 و2017، التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبحث فيها الطرفان عددا من القضايا الإقليمية والدولية، وأكدا على ضرورة توطيد الشراكة السعودية الروسية في عدة اتجاهات، وتجاوز الخلافات السابقة، والعمل على النقاط المشتركة بين البلدين".
المصدر: سبق
محمد الطاهر