القوات العراقية في الموصل تلجأ إلى أساليب "داعش" تحت أنظار التحالف الدولي
نشر علي أركادي، مصور مجلة دير "شبيغل" الألمانية، صورا وتفاصيل عن عمليات تعذيب وحشية نفذها عناصر من الجيش العراقي في الموصل بحق مشتبه بهم في الانتماء إلى "داعش".
وكان أركادي يعمل إلى جانب مقاتلي فرقة الرد السريع أثناء معركة الموصل، ونشر في أواخر مايو الماضي تقريرا مصورا حول عمليات الاستجواب لمشتبه بهم في التعاون مع "داعش"، وتعيد أساليب التعذيب المستخدمة في تلك الصور إلى الأذهان أساليب التنظيم الإرهابي نفسه.
ويقول مراسل RT مراد غادزييف، الذي عمل في الموصل في مارس/آذار الماضي، إنه شاهد شخصيا مصادرة "لقطات غير مرغوب فيها" من الصحفيين وتهديد الإعلاميين بسبب تغطية سلبية لمعركة الموصل. وأضاف أنهم لا يسمحون للصحفيين في الموصل بالتوجه إلى أي جهة دون مرافقة مسؤولين إعلاميين عراقيين.
وكانت "هيومن رايتس ووتش" قد أصدرت بيانا شديد اللهجة بشأن الصور التي نشرتها مجلة "شبيغل"، معتبرة أن الذين يمارسون التعذيب ويظهرون في تلك اللقطات ورثوا أساليب أسلافهم من حقبة صدام حسين.
وأوضحت المنظمة أن الفيديوهات المسربة تطهر ضباطا عراقيين وهم يضربون معتقلين مقيدي الأيدي، معلقين بحبال، فيما يتبادل ضباط آخرون المزاح ويسجلون هذه الانتهاكات بكاميرات هواتفهم بهدوء. واعتبرت " هيومن رايتس ووتش " أن ذلك يعيد إلى الأذهان صور الجنود الأمريكيين في سجن أبو غريب اثناء تعذيب المعتقلين.
كما تحدثت المنظمة عن عمليات إعدام جماعية لمعتقلين مقيدي الأيدي كفعل "انتقام"، بما في ذلك حادثة أجبر خلالها ضباط أحد المعتقلين على تكرار مبايعة "داعش" قبل إعدامه. وترى "هيومن رايتس ووتش" أن هذا الأسلوب يشبه التكتيك الداعشي نفسه.
وقالت المنظمة الحقوقية إن هذه الفيديوهات ليست الدليل الوحيد على الانتهاكات المرتكبة على أيدي عناصر القوات العراقية، مؤكدة أنها قد وثقت عمليات إعدام جماعية، واعتقال مشتبه بهم في ظروف غير إنسانية، وعمليات هدم منازل، وتهجير قسري، بالإضافة إلى الاعتقال التعسفي لنحو ألف نازح من المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش" في الموصل.
وحذرت "هيومان رايتس ووتش" من أن الولايات المتحدة والمشاركين الآخرين في التحالف ضد "داعش" يخاطرون بتحمل قسط من المسؤولية عن الانتهاكات بالموصل، على خلفية دورهم في العمليات العسكرية المشتركة مع القوات الحكومية العراقية.
ولفتت المنظمة إلى أن الجيش الأمريكي والسفارة الأمريكية في بغداد ينفيان توثيق أي انتهاكات من قبل فرقة الرد السريع المذكورة في تقرير "دير شبيغل"، ويرفضان تأكيد أو نفي شخصية علي عيد الحسين عبد، أحد القائمين بالتعذيب الذين صورتهم الفيديوهات، كمواطن أمريكي أو متعاون مع الجيش الأمريكي، إذ يعتقد أنه مراسل الفرقة مع قوات التحالف.
إقرأ المزيد: الحشد الشعبي يتبرأ من "أبو عزرائيل"
وقال محمد سركال، المنسق الأممي في منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان، في مقابلة مع RT: "لقد رأينا مثل هذه الأساليب من التعذيب في السابق في أبو غريب. ونرى حاليا الولايات المتحدة تتدخل في الموصل بجانب دول أخرى، وهي لا تسمح للآخرين بالرقابة على سير المعركة وتحرير الموصل".
وشدد على ضرورة معاملة أي شخص ككائن إنساني حتى إذا كان إرهابيا أو مجرما.
المصدر: RT
اوكسانا شفانديوك