لماذا لا يطيح ترامب بالأسد بعد ادعاءات سجن صيدنايا؟
تساءلت صحيفة "ذي ناشيونال إنترست" الأمريكية في إحدى مقالاتها حول عواقب التدخل العسكري الأمريكي المحتمل في سوريا ردا على سلسلة جديدة من الاتهامات الموجهة لدمشق بارتكاب جرائم حرب.
وفي مقال نُشر بعنوان "لماذا لا يمكن لأمريكا أن تعمل ما تشاء لإيقاف الأسد؟"، ذكر الكاتب دانيال ديفيس، أنه، خلافا لما يشاع حول حق الرئيس الأمريكي في شن عملية عسكرية بالخارج دون موافقة الكونغرس لمدة لا تتجاوز 60 يوما، لا يسمح القانون الأمريكي بمثل هذا العمل غير المرخص من قبل المشرعين إلا في حال وجود خطر واقعي يهدد الولايات المتحدة، أو أراضيها، أو ممتلكاتها، أو جيشها.
وشدد كاتب المقال في هذا الخصوص، على أنه مهما كانت التقارير عن وحشية بشار الأسد مروعة، بما في ذلك الأنباء عن بناء محرقة لإتلاف الجثث قرب سجن صيدنايا العسكري لإخفاء عمليات الإعدام الجماعية بحق السجناء، واستخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين، إلا أن جرائمه تبقى محصورة داخل الحدود السورية ولا تهدد المصالح الأمريكية بشكل مباشر.
وأضاف كاتب المقال، أنه، مهما كان الأسد شريرا، إلا أن العديد من الميليشيات التي تحاربه، مرتبطة بشكل مباشر بتنظيم "القاعدة". وتساءل: "إذا اُستخدمت القوة العسكرية الأمريكية ضد الأسد، فسقط من السلطة بنفس الطريقة التي أطيح بها بالقذافي في ليبيبا عام 2011، فستحل مجموعة أخرى أو تحالف من المجموعات محله. فمن هم المرشحون؟.
وأشار كاتب المقال في هذا السياق إلى أن "جبهة النصرة" مرتبطة بشكل مباشر بـ "القاعدة"، ويشاطر التنظيم أيديولوجيته، أما "الجيش السوري الحر" فهو عبارة عن "مظلة" تجمع كتائب مستقلة، وليس جيشا موحدا وفعالا على الإطلاق. أما "أحرار الشام" فهي حركة سلفية متشددة تسعى لتطبيق نسختها من الشريعة الإسلامية.
ويؤكد المقال أن سقوط الأسد سيؤدي بشكل شبه حتمي إلى اشتداد القتال، ما سيؤدي إلى مزيد من الخسائر في صفوف المدنيين وارتكاب جرائم حرب جديدة.
وأضاف الكاتب أن إيران وروسيا وتركيا لن تقف مكتوفة الأيدي في حال سقوط الأسد، بل ستدعم كل من الدول الثلاث الفصائل التي ترعاها حاليا وتزودها بالأسلحة والذخيرة، ما سيؤجج القتال بقدر أكبر.
ويستنتج الكاتب أنه في حال اتخذت واشنطن فعلا خطوات تمهد لإسقاط الأسد، فسيسفر ذلك على الأرجح عن نفس النتيجة التي تزعم أمريكا أنها تحاول تفاديها وهي استفحال معاناة المدنيين وتوسع نطاق الحرب خارج الحدود السورية، وتنامي الخطر الإرهابي على الأراضي الأمريكية.
المصدر:"ذي ناشيونال إنترست"
اوكسانا شفانديوك