وقال إسماعيل صبري مقلد في حديث لـ RT، إن إسرائيل تتحين الفرصة المناسبة للانقضاض على إيران وأن طهران يجب أن تكون في أقصى درجات الجاهزية العسكرية، مشيرا إلى أنه هدوء يسبق العاصفة.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية تجارة أسيوط الأسبق: "أخشى أن يكون الهدوء المريب الذي أعقب التهديدات العنيفة التي أطلقها كبار القادة العسكريين الإسرائيليين منذ أيام ضد إيران، وهي ظاهرة تكررت في مناسبات عديدة سابقة، أن يكون هذا السيناريو هو جزء من خطة خداع إستراتيجية مرسومة بدهاء شديد لتخدير أعصاب إيران.
وذكر مقلد أن حالة اللامبالاة أو عدم الاكتراث بتلك التهديدات من كثرة ترديدها يفقدها مصداقيتها وجديتها، وهو ما أعطى الانطباع فعلا لدى كثير من المحللين السياسيين داخل المنطقة وخارجها بأن هذه اللعبة السياسية من قبل الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة هي لعبة موجهة للداخل الإسرائيلي لتهدئة مخاوفه والتخفيف من حدة توتراته وللتغلب بها على انقساماته أكثر مما هي موجهة لإيران.
وصرح بأن الأقرب إلى الواقع هو أن إسرائيل لن تجرؤ على المجازفة بالدخول وحدها في حرب ضد ايران لأخطارها الكارثية بالنسبة لأمنها القومي بل ولوجودها.
وأضاف أن ليس كل ما يصدر عن القادة الإسرائيليين من تصريحات حول إيران أو عن عمل عسكري وشيك ضدها يجب تصديقه والبناء عليه، فهو ردع نفسي ودعائي لإيران ولحلفائها وفي مقدمتهم حزب الله في لبنان وذلك بإطلاق التهديدات ضدهم في الهواء وبأعنف العبارات، وأن تل أبيب لن تذهب خطوة أبعد من ذلك.
وأوضح أن هذا هو التفسير الغالب علي كل ما يأتي من إسرائيل حول إيران وحول خطر برنامجها النووي على أمنها.
وأردف بالقول: "قد تكون مثل هذه الانطباعات السلبية المقصودة التي تحاول إسرائيل تثبيتها لدى القيادات الإيرانية في أعلى مواقع اتخاذ القرار في طهران ولدى قادة الحرس الثوري الإيراني بإطلاقها المتكرر لتهديداتها ثم بتراجعها فجأة عنها دون توضيح الأسباب التي تدعوها لذلك في الحالتين، هي جوهر خطة الخداع الاستراتيجية التي تعمل إسرائيل عليها، والتي قد تنجح في دفع أجهزة إيران الدفاعية، وبخاصة منظومات الدفاع الجوي التي تحمي منشآت طهران النووية الاستراتيجية المهمة إلى الإسترخاء وإلى التخفيف من مستوى جاهزيتها للضرب والرد، حتى تتأكد تل أبيب من تراجع تلك الاستعدادات الدفاعية بوسائلها الخاصة من أقمار تجسس أو شبكات عملاء أو تقارير من أجهزة مخابرات دول حليفة لها كما فعلت في كافة العمليات الخاصة التي سبق لها أن نفذتها في إيران وظل سرها غامضا وعصيا على التفسير".
وأشار في السياق إلى أن تل أبيب قامت بتوجيه مجموعة من الضربات العسكرية العنيفة المفاجئة داخل العمق الإيراني والتي قد تحدث شللا خطيرا للمؤسسة العسكرية الايرانية، وتضعف بشدة من قدرتها على الرد بضربات انتقامية موجعة في عمق الأراضي الإسرائيلية.
وأفاد بأن إسرائيل قد تستغني بذلك عن مشاركة أمريكا بدور عسكري مباشر إلى جانبها، موضحا أنه قد تكون هذه هي الخطة الإسرائيلية التي يجري التستر عليها الآن في تل ابيب عن طريق الخداع الاستراتيجي الذي تنفذه حكومة نتنياهو مع شركائها من غلاة المتطرفين ممن يعيشون مع أنفسهم في عالمهم الخاص من الأوهام والنبوءات.
وذكر أنه وفي المقابل إيران تبقى متيقظة باستمرار وعلى استعداد تام للتعامل مع كافة الاحتمالات حتى لا يفاجئها الإسرائيليون بما يخرج عن توقعاتها، سواء في حجمه أو في طبيعته أو في توقيته ومكانه.
واختتم بالقول إنه "لا شيء مستبعد مع عدو غادر ومخادع ولا عهد له ولا أمان فالعدو الاسرائيلي الذي لم يكن السلام الحقيقي هدفه أو شاغله يوما من الأيام، مشيرا إلى أنه وبعد يومين من الآن تحل ذكرى الخامس من يونيو المشؤومة التي كشفت عن وجه إسرائيل العنصري والعدواني الحقيقي وأسقطت عنه كل الأقنعة".
RT - القاهرة - ناصر حاتم