مباشر

"لوناردو دافينشي" مصر يخرج من ضباب العصور!

تابعوا RT على
لوصفه قيل إنه عبقري الحضارة الإنسانية الأول وإنه "ليوناردو دافنشي" مصر، وهو أبو الطب، وأول مهندي معماري، إنه إمحوتب، العالم الفرعوني متعدد المواهب، والذي عد لاحقا بمثابة نصف إله.

الحضارة المصرية الفرعونية يمكن تشبيهها بلوحة موزاييك ممتدة إلى البعيد ولا تظهر كاملة في الصورة لأنها تتمدد وتتسع مع مرور الزمن، والمدهش أن أحد شخصياتها اختزل فضائلها، فكان "أمحوتب" كما وصفه وليام أوسلر، وهو طبيب كندي من القرن التاسع عشر، بأنه "الطبيب الأول الذي يخرج من ضباب العصور القديمة".

لم يكن "إمحوتب" طبيبا بارعا فقط، بل كان أيضا شاعرا حكيما وكاتبا، وقاضيا ومهندسا مبدعا، وساحرا، ومخترعا وعالم فلك، ومنجما، ورئيس الكهنة، ومسؤولا عن ديوان الفرعون، ورئيس النحاتين والبنائين، والشخصية المبجلة الوحيدة التي ورد اسمها في نقش على تمثال لزوسر مباشرة بعد الفرعون.

كل ذلك أضفى هالة خيالية عليه ما دفع العلماء لسنوات عديدة إلى الاعتقاد بأنه شخصية أسطورية لا وجود لها في الواقع، إلا أن الحضارة المصرية الناطقة بصروحها ورموزها ورسائلها الخالدة، أكدت أنه شخصية تاريخية حقيقية عاش بين عامي 1690 – 2610، وعاصر الفرعون زوسر وصمم له الهرم الأول في سقارة، الباقي حتى الآن.

للإلمام بأهمية هذا العالم الأول في تاريخ البشرية في مجال الطب، يمكن الإشارة إلى أنه يعتبر مؤلف ما يعرف ببردية إدوين سميث، وهي عبارة عن  أطروحة طبية جراحية تعد الأقدم، وسميت البردية على اسم التاجر الذي اشتراها في عام 1862، وفيها تمد لأول مرة تحديد الأسباب الحقيقية للعديد من الأمراض، وتحتوي أيضا على أكثر من 90 مصطلحا تشريحيا و48 وصفا للإصابات.

عن "إمحوتب" يقول الطبيب الكندي وليام أوسلر إنه "كان في البداية طبيبا يظهر من ضباب العصور القديمة. قام إمحوتب بتشخيص وعلاج أكثر من 200 مرض، و 15 من أمراض البط، و11 من أمراض المثانة، و29 من أمراض العيون، و18 من الأمراض الجلدية، وكذلك الشعر والأظافر واللسان. تعامل إمحوتب مع السل والتهاب الزائدة الدودية والنقرس والتهاب المفاصل. كما أجرى عمليات جراحية وشارك في علاج الأسنان. استخلص إمحوتب الأدوية من النباتات، وكان يعرف موقع ووظائف الأعضاء الحيوية والدورة الدموية."

ويمضي هذا الطبيب الكندي من القرن التاسع عشر في سرد تاريخ هذه الشخصية المصرية العظيمة قائلا: "تكريما له، أقيمت العديد من المعابد والمزارات في مصر، والتي أصبحت مواقع للحج للأشخاص الذين يبحثون عن الشفاء".

هذا الطبيب الفريد في تلك العصور الموغلة في التاريخ ساعد "الناس حتى بعد وفاته. أحضر المصريون قرابين على شكل أبو منجل محنط إلى مكان تبجيله في سقارة، وحمل المرضى معهم على أمل في الشفاء نماذج طينية لأجزاء الجسم المريضة".

تقرب القدماء من "إمحوتب" الذي عد قديسا للشفاء بلغ ذروته في العصر اليوناني الروماني، عندما امتلأت معابده في ممفيس بحشود من العجزة والمرضى الذين سعوا إلى الحصول على الشفاء من خلال البقاء ليلا ونهارا في حرم المعبد".

تبجيل "إمحوتب" باعتباره قديسا جرى أيضا من قبل "المسيحيين الأوائل. كما ترك الأباطرة الرومان المسيحيون نقوشا تمدح إمحوتب على جدران المعابد المصرية".

عاش، هذا العبقري الأول الذي سبق عصره بالفعل، حياة طويلة وتوفي في عهد الفرعون هوني، ويعتقد أنه خدم أربعة فراعنة وامتد به  العمر  حتى نهاية الأسرة الثالثة.

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا