وبحث بن سلمان مع السيسي على مائدة السحور في جدة العلاقات الثنائية وتطويرها في مختلف المجالات.
وقال هاني الجمل الباحث في الشؤون الإقليمية والدولية في تصريحات لـRT، إن هذه الزيارة الخاطفة تعد الأولى بعد ما أشيع عن فتور العلاقة الثنائية بين الجانبين والتي واكبت السجال بين بعض المغردين على وسائل التواصل الاجتماعي من الشعبين.
وأوضح الجمل أن الزيارة تأتي أهميتها لمناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية في مقدمتها الأوضاع في الأراضي المحتلة، والتصعيد الذي تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين والمحاولات العربية في دعم المقدسين لمواجهة هذا الخناق الاقتصادي والتغيير الديموغرافي الذي تفرضه إسرائيل، بجانب محاولات اليمين المتطرف اقتحام باحات المسجد الأقصى.
وتابع: "كما تتصدر الأزمة السورية ودعم سوريا للعودة إلى الجامعة العربية ومحاولات إنهاء الصراع هناك والعودة إلى طاولة المفاوضات على أسس تواكب الأطراف السورية والمصالح الإقليمية والدولية بها، فضلا عن دعم الاقتصاد اللبناني وتسمية رئيس دولة جديد ومحاولة مساعدة لبنان قبل النزوح في نفق مظلم خاصة بعد انهيار الليرة اللبنانية بعد انسحاب الاستثمارات السعودية من لبنان".
وأشار الجمل إلى أن القمة ناقشت النتائج الهامة للاتفاق التاريخي بين السعودية وإيران برعاية الصين والذي يدعم الاقتصاديات العربية من خلال مبادرة الحزام و الطريق ومحاولة الاستفادة من مخزون الطاقة العربية في هذه المبادرة بجانب الموانئ اللوجستية التي تساهم في إحداث نقلة نوعية في حجم التجارة العالمية وهو ما يتجاور مع بلورة الموقف العربي من الأزمة الروسية الأوكرانية ودعم من ساهم في تخفيف الأزمة عن الدول العربية وخاصة في إيصال صفقات الحبوب عبر موانئ البحر الأسود حتى لا تحدث أزمة غذاء عالمية.
ونوه الباحث المصري أن القمة ناقشت ملف المصالحة اليمنية ودعوة الفرقاء اليمنيين إلى حوار يمني يمني برعاية إقليمية ودولية من أجل إنهاء هذا الصراع الذي طالع أمن السعودية، كما أنه لا يغيب الملف الاقتصادي عن هذه القمة الخاطفة وذلك لدعم التجارة البينية بين الجانبين والتي ارتفعت إلى ما يقرب من 9.5 مليار دولار خلال العام الماضي.
من جانبه، قال الإعلامي والبرلماني المصري مصطفى بكري إن هذه الزيارة تؤكد عمق وصلابة العلاقات المصرية - السعودية في مواجهة كافة التحديات، وهي تعني أيضا أن القواسم المشتركة بين البلدين أكبر من أي شيء آخر.
وأشار بكري في تصريحات لـRT إلى أنه: "في تقديري أن هذه الزيارة ستكون فاتحة لدفع جديدة نحو تطوير العلاقات بين البلدين والتنسيق حول القضايا المشتركة، خاصة وأن القمة العربية المقبلة ستعقد في السعودية وأظن أن اللقاء المشترك بين الرئيس السيسي وولي العهد الأمير محمد بن سلمان سوف يكون فاتحة لمزيد من تطوير العلاقات بين البلدين في كافة المجالات".
وفي السياق ذاته، أكد مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط محمد مصطفى، أن زيارة الرئيس المصري للسعودية جاءت لتعكس ليس فقط خصوصية العلاقة المصرية السعودية ولكن لتؤكد قدرتها على الصمود في مواجهة التحديات والمتغيرات التي تحاول النيل منها ومن صلابتها.
وتابع مصطفى في تصريحات لـRT: "وفي ظل تعاظم محاولات أطراف إقليمية ودولية اللعب على أوتار تباينات تكتيكية في وجهات النظر بين الجانبين جاءت زيارة الرئيس السيسي ومباحثاته مع ولى العهد الأمير محمد بن سلمان لتعيد ضبط إيقاع التنسيق بين البلدين على مستوى القمة، وتفرض تداعيات الأوضاع الاقتصادية الدولية جراء الصراع الدائر في أوكرانيا نفسها بقوة على أولويات التنسيق المصري السعودي، إضافة لما تشكله التغيرات في بنية النظام العالمي أمنيا وسياسيا وجيوستراتيجيا من ضغوطات على النظام الإقليمي الشرق أوسطى".
ونوه مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط أن التنسيق المصري السعودي يستمد قوته وحتميته كون البلدين يشكلان العمود الفقري لاستقرار المنطقة وأمنها القومي، وما من شك في أن تزامن توقيت الزيارة مع ذكرى نصر العاشر من رمضان لا يخلو من دلالة واضحة على أن علاقة مصر والسعودية أقوى، وكفيلة دون شك في تأمين أمة عربية أقوى.
من جانبه، يقول الخبير المصري محمد مخلوف، نائب رئيس تحرير بدار أخبار اليوم في تصريحات لـRT، إن العلاقات "المصرية- السعودية" شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، ومنذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، مقاليد الحكم عام 2014 أجرى عدد كبير من الزيارات الرسمية إلى المملكة ساهمت في دفع العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين، إذ يتمّ التنسيق بين البلدين بشكل دائم لحل كل القضايا الإقليمية التي تشهدها المنطقة العربية.
وأوضح أن زيارة الرئيس السيسي للسعودية تقضي على شائعات أهل الشر ومثيري الفتن ، حيث تؤكد الزيارات المتبادلة بين البلدين عمق العلاقات والتنسيق المشترك والمستمر بينهما بما يصب في صالح البلدين بصفة خاصة وفي صالح الأمن القومي العربي بصفة عامة، فدائماً اللقاءات بين السيسي وبن سلمان تحمل الخير، متوقعاً زف أنباء سارة بشأن الزيارة، لافتا إلى أن العلاقة بدعم وتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وصلت إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية من خلال تأسيس مجلس التنسيق السعودي - المصري والاتفاقات المتبادلة والبروتوكولات ومذكرات التفاهم بين المؤسسات الحكومية.
وأكد محمد مخلوف، أن علاقات البلدين متميزة تتسم بالقوة والاستمرارية نظراً للمكانة والقدرات الكبيرة التي يتمتع بها البلدين على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، فالبلدين هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي كما أن التشابه في التوجهات بين السياستين المصرية والسعودية يؤدى إلى التقارب إزاء العديد من المشاكل والقضايا الدولية والقضايا العربية والإسلامية، وأشاد بالعلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية ومصر حيث تشهد تطوراً ملحوظاً خصوصاً أنها علاقات تاريخية ومبنية على التعاون الاستراتيجي والتنسيق المستمر تجاه القضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، فالبلدين هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي، وتتميز العلاقات المتبادلة بين قادة البلدين بشكل دوري، فضلاً عن الزيارات العسكرية والأمنية والاقتصادية الهادفة لتبادل الآراء التي تهم الرياض والقاهرة، ما أسهم في ارتقاء العلاقات الثنائية بين البلدين إلى مرحلة الشراكة.
المصدر: RT
القاهرة - ناصر حاتم