وكان متطرفون من القوات الأوكرانية التي يقاتلها الجيش الروسي في عمليته العسكرية الخاصة في أوكرانيا قد نشروا مقطع فيديو، وهم يدنسون القرآن الكريم.
وأشار القاسمي في تصريح لـRT إلى أن الإشكال المتمثل حاليا هو أن تلك الحروب المعروفة كانت على أسس جيوسياسية ولإعادة بناء الأنظمة السياسية والمنظومة الكونية والدولية وصياغة المشهد السياسي العالمي وهذه تعتبر مسألة مختلفة.
ولفت في تصريحه إلى أنها تتحول حاليا إلى حروب دينية، وهي تدلّل على عمق الحرب وعلى تطرفها في أن تتحوّل من مصالح سياسية إلى خلفية إيديولوجية وعقائدية، في الوقت الذي كنّا نعتقد فيه أن الحروب الإيديولوجية والعقائدية قد انتهت مع صيرورة الزمن التاريخي.
وأضاف أستاذ العقيدة: "أما أن تتحول الحروب الآن لنشهد مشهدا كما لاحظنا من حرق المصحف الشريف فإن في ذلك دلالة على حرق بنية التاريخ وحرق الهويّة.. وهذا الامتداد الذي يمثل هوية المسلمين وفيه إقصاء لوجود المسلمين بهذه الحركة الاعتبارية."
وأردف القاسمي: "نحن نعتقد أنها حركة غير مبرأة وإنما هي حركة ممنهج لها سلفا، ولذا نقول إن النزاع الروسي الأوكراني بانت الآن ملامحه واتضحت مقاصده وأهدافه بأن يتحول إلى حرب عقائدية ولعل ما أقدم عليه الجيش الأوكراني بحق المصحف الشريف هو دلالة على أنّها حرب صهيونية وإبديولوجية ضد العالم الإسلامي."
المطلوب جعل العقيدتين في مواجهة!!
وفي سؤال عن حديثه عن الحرب العقائدية وأي عقيدتين تتواجهان فيها، قال القاسمي: "نحن نتحدث هنا عن العقيدة بكل ما تحمله من معنى، لأن الحديث عن العقيدة هو عن الفاعل الديني وهنا الحديث عن توأمين هما الديانة الإسلامية والديانة المسيحية الأكثر تقاربا بين بعضهما البعض."
واعتبر أن حرق المصحف بالذات على اعتباره فاعلية الدين الإسلامي بداية، وأنهم يعلمون طبيعة المد الإسلامي من حيث البنية العقائدية التي استطاعت ملامسة العقل الإنساني اليوم، وعلى اعتبار أن الإسلام يخضع لهذه المرونة وهذه التغيّرات وقابلية التجديد وقابلية الاجتهاد، وأن النصوص الدينية تخضع للمرونة في ذاتها وأن الديانة الإسلامية غير جامدة وإنما هي متحرّكة وقادرة على استيعاب العلم ابتداء.
واختتم قائلا: "هم متخوفون من هذا المد الإسلامي ولذلك عبّروا عن هذه الخلفية من خلال حرق المصحف الشريف."
المصدر: RT