وأوضح نور الدين في تصريحات لـRT أن القطاع الزراعي المصري هو القطاع الوحيد المنتج للغذاء، وبسبب الزيادة السكانية الكبيرة في العالم، وبسبب الزيادة السكانية العالمية اجتهدت المراكز البحثية والشركات الزراعية في إنتاج إنتاج التقاوي عالية الإنتاجية لزيادة إنتاج الغذاء مع الزراعات الكثيفة والمتتالية وهو ما أدى إلي استنزاف العناصر الغذائية من الترب الزراعية مع ضرورة ملاحقة هذه النوعيات من الزراعة والتقاوي بالأسمدة عالية التركيز حتى لا تتدهور التربة وتخرج عن نطاق إنتاجيتها.
وأوضح أن النبات يحتاج نحو 19 عنصرا في حياته ولا يمكن إستكمال دورة حياته بغياب أي منها، ولكن هناك ستة عناصر رئيسية يحتاجها النبات بكميات كبيرة ويتوقف عليها حجم المحصول ونوعيته ومن أهمها عنصر النتروجين لأنه غير موجود في الترب الزراعية ولا في ماء الري ولا يمكن للنبات إستخلاصه من الهواء ولابد من إضافته خارجيا مع كل زرعة، بعد أن تراجعت إضافات مخلفات حيوانات المزرعة بسبب إنخفاض تركيز العناصر الغذائية بها وعدم قدرتها على ملاحقة متطلبات الأصناف الجديدة عالية الإنتاجية والشرهة والمستنزفة لعناصر التربة وخصوبتها، كما أنها تتطلب وقتا للتحلل وخروج العناصر الغذاية منها بعكس الأسمدة الكيميائية المركزة التي تحدث إستفادة فورية وسريعة للنبات منها.
وأشار مستشار وزير التموين المصري الأسبق إلى أن النتروجين يعتبر هو العنصر الأكثر أهمية للنبات حيث يساعدها في تكوين البروتينات التي تحتاجها في تكوين وبناء أنسجتها.
وتابع: "وصل حجم سوق الأسمدة في العالم نحو 17.466 مليار دولار في عام 2021 ومن المستهدف وصوله إلي 21.6240 مليار دولار في عام 2026 بمعدل نمو 3.1% سنويا. وتتربع الأسمدة النتروجينية على قمة أنواع الأسمدة المستخدمة بنسبة 50% وحدها وتليها الأسمدة الفوسفاتية ثم الأسمدة البوتاسية. تأتي روسيا في المرتبة الأولي بنسبة 12.7% من إجمالي سوق الأسمدة العالمي بإجمالي 7 مليار دولار، بينما تأتي مصر في المرتبة الحادية عشر بنسبة 2.1% ونحو 1.2 مليار دولار".
وأشار إلى أنه نظرا لأن عنصر النتروجين هو العنصر السمادي الأساسي والأكبر الذي تحتاجة كل النباتات، فقد بلغ إجمالي سوق الأسمدة النتروجينية عالميا عام 2021 نحو 55 مليار دولار، وتأتي اليوريا على قمة الإنتاج بنسبة 39.2% تليها الأمونيا السائلة بنسبة 22% ثم نترات الأمونيوم. وتنتج مصر نحو 23 مليون طنا من مختلف أنواع الأسمدة ويستهلك منها محليا من 10 – 12 طنا وبالتالي فهناك فائض كبير للتصدير يقدر بضعف المستهلك محليا إلا أن إرتفاع أسعار الطاقة عالميا ومايتبعها من إرتفاع أسعار الأسمدة يجعل من التصدير أولوية لفارق السعر الكبير خاصة الأسمدة الأزوتية التي تتمتع بسوق عالمي عريض سواء للمنتج النهائي من السماد أو من مكونات الإنتاج من الأمونيا السائلة والتي زادت صادرات مصر منها بنحو 300% بعد أزمة إرتفاع الطاقة والتضخم العالمي الأخيرة خلال عام 2021.
وأكد نادر نور الدين أن الأراضي المستصلحة الصحراوية تحتاج ضعف كميات الأسمدة في الأراضي القديمة وبالتاليسوف يحتاج إستصلاح مليون فدان من الأراضي الصحراوية لنحو مليون طنا من مختلف أنواع الأسمدة سنويا 60 – 70% منها من الأسمدة النتروجينية، حيث أن إستصلاح وإستزراع الأراضي الجديدة ترتبط بشكل أساسي بكل من المياه والأسمدة، وبالتالي إذا كانت الدولة تزمع إستصلاح 2.5 مليون فدان خلال السنوات الخمس أو العشر القادمة فعليها ضمان توفر نحو 2.5 مليون طنا من الأسمدة سنويا لإستزراع هذه الأراضي. وبالتالي كان توسع مصر في إنشاء الأسمدة الأزوتية بسبب ملاحقة الطلب العالمي المتزايد وكذلك تدبية إحتياجات أراضي التوسع الزراعي مع توفير إحتياجات الأراضي القديمة من الأسمدة محليا وتوفير العملات الأجنبية.
من جانبه، قال السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه بالاعتماد على التقاوي المعتمدة والمحسنة، وبخاصة في المحاصيل الاستراتيجية، مع زيادة نسبة التغطية منها.
وأضاف خلال افتتاح مجمع مصانع الأسمدة الأزوتية بمجمع النصر للكيماويات الوسيطة بمدينة العين السخنة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، أنه في عام 2020 كانت نسبة التغطية من التقاوي المعتمدة من القمح تبلغ 35%، في حين تبلغ 70% من الموسم الحالي.
وأشار إلى أن تغطية 2024 من تقاوي القمح ستتخطى 100% ما يعني أنه سيكون هناك فائض للتصدير القمح، وهو ما ينطبق أيضا على الذرة وعباد الشمس وفول الصويا والقطن والأرز والمحاصيل الاستراتيجية.
ولفت إلى أنه يتم العمل على التوسع في السعات التخزينية من خلال المشروع القومي لبناء الصوامع الذي رفع قدرة مصر التخزينية من 1.2 مليون طن إلى 3.4 مليون طن، فضلا عن سعات تخزينية موجودة لدى جهات أخرى مثل البنك الزراعي، ما مكّن الدولة من تكوين احتياطي استراتيجي وصل إلى 5.5 مليون طن.
وافتتح الرئيس السيسي، اليوم الأربعاء، مجمع مصانع الأسمدة الأزوتية بمدينة العين السخنة بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين.
المصدر: RT
القاهرة - ناصر حاتم