باحث مصري لـRT: إدراج "حسم" و"ولاية سيناء" في قائمة الإرهاب قرار سياسي يخدم واشنطن

أخبار العالم العربي

باحث مصري لـRT: إدراج
مصر
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/pkd2

علق باحث مصري في شؤون الجماعات المتطرفة بتصريح لـRT على قرار الخارجية الأمريكية تصنيف تنظيمي "حسم" و"ولاية سيناء" في خانة التنظيمات الإرهابية.

وأوضح الباحث في شوؤن الجماعات الإرهابية عمرو فاروق، أن حركة حسم والقائمين عليها تورطوا في عدد كبير من العمليات المسلحة في الداخل المصري، وأن المسؤول الأول عنها يحيي موسى الهارب إلى تركيا، يعتبر من القيادات التنظيمية الفاعلة في جماعة الإخوان، إذ كان المسؤول عن نشاط الإخوان في جامعة الأزهر في مرحلة ما قبل سقوط نظام مبارك وما تلاها.

وأضاف فاروق أن يحيى موسى ومساعده علاء السماحي، توليا مسوؤلية اللجان النوعية بشكل مباشر عقب مقتل الدكتور محمد كمال، في أكتوبر 2016 وأشرفا على محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق، ومحاولة اغتيال النائب العام المساعد المستشار زكريا عبد العزير، ومحاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية اللواء مصطفى النمر، وتورطا في اغتيال النائب العام المصري المستشار هشام بركات عام 2015.

وأشار فاروق إلى أن القرار الثاني الصادر من قبل الخارجية الأمريكية بتعزيز تصنيف حركة "حسم" واثنين من قادتها على قوائم الإرهاب، فضلا عن تصنيف جماعة "أنصار بيت المقدس" التي بايعت تنتظيم "داعش" في فبراير 2014، وتحولت لتنظيم "ولاية سيناء"، يعد قرارا ظاهريا يدعم توجهات ودور الدولة المصرية في مكافحة الإرهاب، لكنه في حقيقية الأمر قرار سياسي يخدم مصالح الإدارة الأمريكية فقط، إذ أنه لم يعد هناك وجود بشكل فعلي لحركة "حسم" أو جماعة "أنصار بيت المقدس"، نتيجة الجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية والعسكرية المصرية في مكافحة الإرهاب منذ يناير 2011 ثم يونيو 2013.

وأكد أن هناك أسئلة مهمة حول هذا القرار، فهل أدركت الإدارة الأمريكية فجأة أن هناك جماعة تسمى "أنصار بيت المقدس" في سيناء تنفيذ عمليات إرهابية ضد الدولة المصرية ومؤسساتها على مدار أكثر من 10 سنوات، رغم أن الدور الواضح للمؤسسة العسكرية المصرية في القضاء على تلك التنظيمات الإرهابية وتفكيك بنيتها وتجفيف منابع تمويلها، فضلا عن حركة "حسم" الإخوانية المسلحة التي صنفتها الخارجية الأمريكية من قبل في يناير 2018، وأجهزت بشكل كامل على يد الأجهزة الأمنية المصرية وتم القبض على غالبية قياداتها وعناصرها المؤثرين.

وأوضح فاروق أنه إذا كانت الإدارة الأمريكية فعليا تقوم بمحاصرة الإرهاب والجماعات المتطرفة لماذا لم تنصف جماعة الإخوان المصرية على قوائم الإرهاب، وتقوم بمصادرة مملتكاتها وأموالها في العمق الأمريكي؟، رغم اعترافاتها الصريحة بأن حركة "حسم" حركة إرهابية وهي تابعة للجماعة وليست منشقة عنها.

وقال الباحث المصري إنه إذا كانت الولايات المتحدة جادة في قرارتها لماذا لم تسمح للكونغرس الأمريكي بتنصيف الجماعة على قوائم الإرهاب، ولماذا تتيح للمؤسسات الإخوانية التواجد على أراضيها مثل "إسنا" و"ماس" و"كير"، ولماذا قام الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن بالتنسيق مع جماعة الإخوان ورموزها خلال الإنتخابات الأمريكية الأخيرة.

وبين أن الهدف الحقيقي من القرار الأمريكي يتمثل في توظيف هذا القرار كورقة ضغط سياسي يتم به التلويح بفرض عقوبات على تركيا، نتيجة دعمها اللوجستي المباشر لجماعة "أنصار بيت المقدس"، فضلا عن أيواء عناصر إخوانية مسوؤلة عن الجناح المسلحة داخل أراضيها، رغم تجاهل القرار الأمريكي عدد كبير من العناصر المسؤولة عن العنف داخل مصر، وأيضا تجاهل القرار الصادر في نوفمبر 2017 من قبل دول الرباعي العربي بتنصيف عدد من الشخصيات والمؤسسات الإخوانية على قوائم الإرهاب نتيجة دعمها للعمليات الإرهابية في مصر.

وصرح فاروق بأن القرار الأمريكي في حد ذاته يهدف للضغط على تركيا لفك الشراكة وقطع العلاقات بينها وبين إيران، مما يعني أن القرار يسعى في النهاية لمحاصرة إيران وعزلها تمام عن تركيا وقطر في تلك المرحلة الزمنية التي يعاد في ترتيب المشهد السياسي على مستوى الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وإجبارها على إجراء مفاوضات جديدة بشأن تقليص برنامجها النووي.

وأكد أنه لا يمكن تجاهل الربط بين قرار الإدارة الأمريكية وبين تصريحات وزير الخارجية الأمريكية حول علاقة إيران بتنظيم القاعدة، وأنها "أفغانستان الجديدة"، وأصبحت مقرا لأيمن الظواهري ورجاله، فضلا عن فرض عقوبات على 16 مؤسسة إيرانية وجماعة "الحوثي"، على قوائم الإرهاب الساعات الماضية.

القاهرة - ناصر حاتم

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا