نظرة سورية إلى مستقبل العلاقة الروسية التركية في إدلب
التصعيد المتسارع الذي تشهده ميادين الصراع في إدلب السورية يثير عددا من التساؤلات في الداخل السوري حول المدى الذي قد يصل إليه التصعيد خاصة بين روسيا وتركيا.
إلى أين يمكن أن يصل التصعيد في سوريا؟ وهل احتمال المواجهة قائم؟ هي بعض أسئلة أثارتها التطورات النوعية التي شهدتها البلاد مؤخرا خاصة مقتل عدد كبير من الجنود الأتراك في سوريا، الاجتماع الطارئ الذي أعلنه الناتو بناء على طلب تركي، وهو ما طرح تساؤلا حول احتمال تدخل الناتو.
الخبير العسكري والاستراتيجي تركي حسن يقول لـRT إنه لا يرى أن الناتو سيتدخل، ويتساءل: "لماذا يتدخل؟ تركيا غير معتدى عليها، بل هي التي تعتدي وقواتها تغزو دولة أخرى، والناتو أيضا لا يمكن أن يتورط، وهو ويدرك جيدا أن من يؤازر القوات السورية هي روسيا الاتحادية كدولة عظمى" ويضيف: "لا أعتقد أن هناك تدخلا ونذهب إلى حرب".
ويشير حسن إلى أن "الناتو يتجنب التدخل منذ 2011 وسبق أن طلب أردوغان ومنذ 2012 بتدخله لصالح تركيا، وقد رفض الناتو ذلك" ويضيف أنه سبق أن طلب "أوباما (الرئيس الأمريكي السابق) من رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي أن يحدد له خيارات احتمالية التدخل فوضع خمسة خيارات وأوصى بعدم استخدامها".
وحول الدور الذي يمكن أن تقوم به القوات الروسية يقول حسن إن وجود روسيا في سوريا ليس وليد البارحة، ويشير إلى أنه "في العلاقة الروسية السورية هناك خيارات تم الاتفاق عليها ومنذ مجيء القوات الروسية في عام 2015 كانت خيارات روسيا مكافحة الإرهاب وكانت هناك قناعة روسية في مساندة الجيش السوري في مكافحة الإرهاب".
ويضيف أن "الطيران الذي يؤمن الإسناد الجوي ومنذ عام 2015 حتى الآن اختار أن يكون في محور مكافحة الإرهاب، وبالتالي نحن نعول على الدور الروسي أن يكون إلى جانبنا وأن نصل في جهد مشترك إلى إنهاء الإرهاب في سوريا وبالتالي القضاء عليه في المنطقة".
ويشير حسن إلى أن وجود نقاط المراقبة التركية تم بناء على قاسم مشترك في اتفاقات أستانا وسوتشي، وبموجب ذلك تم تشريع تلك النقاط في الداخل السوري والحكومة السورية ترفض وجود هذه النقاط، وهي حتى الآن لم تعط الموافقة لها إنما أعطت ذلك للجانب الروسي، وهي تنظر لها كقوات احتلال، وكل قوة تأتي إلى الأراضي السورية دون طلب الحكومة السورية هي قوات احتلال".
الخبير العسكري والاستراتيجي كمال الجفا يقول لـRT إن "روسيا هي صاحبة اليد الطولى في سوريا والموقف الروسي صلب ولن يتراجع" إلا أنه يرى أن "المعركة مضبوطة مع تركيا والصراع على أرض إدلب التي لا يريد التركي أن يخسرها، وكذلك الروسي" ويرجح الجفا أن يكون هناك تنسيق روسي أمريكي ولو بالحد الأدنى بخصوص التطورات في سوريا، ويشمل ذلك "حتى الاستهدافات الذي جرى للمواقع التركية".
ويقول إن "روسيا شريك في ما يحدث في سوريا لكنها أيضا شريك تجاري كبير مع تركيا" ويضيف أن "السياسات التصعيدية الروسية متدرجة ضد أردوغان، ولا يمكن الأخير أن يدخل في صراع مباشر مع الجيش الروسي، وفي الوقت ذاته فإن أي تراجع له يعني تهديدا مباشرا أو تقويضا لكل مصداقيته وسياسته التي يعتمد فيها على مكافحة الإرهاب".
وحول المدى الذي يمكن أن تصل إليه العلاقات بين روسيا وتركيا بخصوص إدلب، يقول الجفا إن "المواقف الروسية تجاه تركيا تتوقف على ردات الفعل التركية وبناء عليها سيكون التصرف الروسي"، ويلفت الجفا إلى أن ثمة وضعا إنسانيا ضاغطا في إدلب سواء على الدولة السورية أو على روسيا وهو ما يمكن أن يستثمره أردوغان، وعليه يرى أن إدلب ستعود "لكن على مراحل، والمطلوب حل سياسي وتفاهمات" ويرى أن الخلاف حاليا هو على "تحديد المنطقة الآمنة ما بين الخرائط الروسية والخرائط التركية".
ويشير إلى الفرقاطتين الروسيتين اللتين اتجهتا إلى الساحل السوري، إضافة إلى القوات الروسية الميدانية على الأرض، ليقول إن القوات الروسية حليفة للقوات السورية، وكذلك تركيا حليفة للجماعات المسلحة.
أسامة يونس - دمشق