مراكز انتاج السينما في روسيا
حظيت صناعة الأفلام منذ بداية العهد السوفييتي باهتمام كبير من الدولة. وتألقت آنذاك كوكبة رائعة من المخرجين من أمثال دوفجينكو وبودوفكين وألكسندروف وغيرهم.
ثم ظهرت في أعقاب الحرب العالمية الثانية نهضة جديدة للفن السينمائي في الاتحاد السوفييتي اقترنت بأسماء بوندارتشوك وتشوخراي وغيراسيموف وآخرين من المخرجين البارزين.
الأفلام السوفيتية تركت أثرا في السينما العالمية، وحصلت على العديد من الجوائز، ومن بينها فيلم "الحرب والسلام" عام 1965 من إخراج سيرغي بوندارتشوك الذي فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم باللغة الأجنبية في عام 1968.
وحصل فيلم "موسكو لا تعرف الدموع" من إخراج فلاديمير منشوف في عام 1980 على نفس الجائزة. وحاز فيلم "الغرانيق تطير" من إخراج ميخائيل كلاتازوف على الجائزة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1958. وكذلك فيلم "طفولة إيفان" للمخرج أندريه تاركوفسكي الذي نال جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي عام 1962، وفيلمه الآخر" سولاريس " الذي حصل على جائزة في مهرجان كان السينمائي عام 1972. واعتبرت أعمال تاركوفسكي ليست أعمالا فنية فحسب، بل فلسفة بحد ذاتها.
ورثت الأسرة السينمائية الروسية المعاصرة تقاليد السينما السوفيتية، لذلك ظهرت مجموعة من الأفلام الروسية تناولت قضايا وهموم معاصرة، واستطاعت عبرها أن تضيف الجديد إلى السينما العالمية، وتنتزع عددا من الجوائز في المهرجانات العالمية مثل: فيلم "فوزفراشينيه" أو "العودة"، لمخرجه الروسي أندريه زفياغينتسيف الذي فاز بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي الدولي عام 2003.
والفيلم الدرامي "الجزيرة" للمخرج بافل لونغين الذي حصل على عدد من الجوائزالمحلية. ولا يمكن أن نتجاهل هنا فيلم "الفصيلة التاسعة" للمخرج والممثل فيودور بوندارتشوك - ابن سيرغي بوندارتشوك - الذي يدور حول أحداث حقيقية وقعت أثناء الحرب في أفغانستان. ويعتبر هذا الفيلم من أكثر الأفلام شعبية في روسيا.
وأخيرا لا بد من القول إن ظهور جيل من السينمائيين الشباب الروس القادرين على الجمع بين تقاليد السينما الوطنية ومقاييس وتقنيات السينما الغربية في آن واحد، يدفع السينما الروسية إلى احتلال مراكز متقدمة في مسيرة السينما العالمية.