"هرمون العناق" يقلل من الكراهية تجاه اللاجئين!
وجدت بحوث جديدة أن هرمون الأوكسيتوسين يرتبط بالسلوك الاجتماعي، ما قد يعزز التعامل الإيجابي تجاه اللاجئين ويقلل من كراهيتهم حتى لدى أولئك الذين يعانون من الخوف من الأجانب.
ويفرز الهرمون بشكل طبيعي لدى البشر، حيث يتم تصنيعه في الدماغ، في منطقة ما تحت المهاد، ويتم نقله وإفرازه بواسطة الغدة النخامية، والتي تقع في قاعدة الدماغ، وقد أظهرت الأبحاث أنه يولد الثقة والاستقرار النفسي.
وكشف البحث الجديد أن الأوكسيتوسين والمعروف باسم "هرمون الحب" أو "هرمون العناق" يعزز رغبة الناس بالتبرع بالمال للاجئين، حتى لدى الذين لديهم مواقف عدائية تجاه المهاجرين.
ويقول الباحثون من جامعة بون غرب ألمانيا، إن هذا الاستنتاج يمكن أن يساعد في نهاية المطاف على التكيف مع فكرة التعايش مع المهاجرين.
وقال رينيه هرلمان، المشرف الرئيس على الدراسة والطبيب النفسي في المستشفى الجامعي في بون، إن "الأوكسيتوسين يمكن أن يقلل من الشعور بالأنانية، وقد يساعد في تعزيز قبول المهاجرين وإندماجهم في الثقافات الغربية".
واستند الباحثون في دراستهم إلى تجربتين، تم إجراء الأولى على 183 مشاركا وسلسلة من 50 قصة موجزة وحقيقية عن اللاجئين أو السكان الأصليين المحتاجين.
بينما أجريت التجربة الثانية على أكثر من 100 مشارك، وتم خلالها تقييم المواقف والسلوكيات تجاه اللاجئين عبر إجراء استبيان.
وتوصل الباحثون إلى أن لهرمون الأوكسيتوسين تأثيرا كبيرا على السلوكيات الاجتماعية حيث لاحظ الباحثون تضاعف تركيز الهرمون لدى الذين تبرعوا للاجئين ولديهم موقف إيجابي منهم، في المقابل ظل الأوكسيتوسين من دون تأثير لدى أولئك الذين يميلون إلى معارضة الأجانب.
ويقول البروفسور هيرلمان: "الأوكسيتوسين يزيد بشكل واضح من السخاء تجاه المحتاجين، ومع ذلك، إذا كان هذا الموقف مفقودا بالأساس، فإن الهرمون وحده لا يمكنه خلقه".
وتفيد الدراسة بأن هرمون الأوكسيتوسين قد يعزز الثقة ويحد من المخاوف، ما يعد بحسب هرلمان "أمرا إيجابيا بهدف تشجيع قبول واندماج اللاجئين الذين يحتاجون إلى المساعدة"، إذ يرتفع مستوى هذا الهرمون في الدم عند القيام بأنشطة جماعية.
وتشير النتائج إلى أنه "ينبغي أن يكون هناك تركيز أكبر على تمكين اللقاءات الاجتماعية الإيجابية بين مواطني البلدان المضيفة، فعلى سبيل المثال، إذا كان الناس الذين نثق بهم مثل رؤساء العمل أو الأصدقاء يعبرون عن مواقف إيجابية فهذا يمكن أن يُحفز العديد من الأشخاص الذين يميلون إلى عداء الأجانب على الشعور بضرورة مساعدة اللاجئين".
المصدر: ديلي ميل
فادية سنداسني