"ماتيلدا" وجدل لا يهدأ في روسيا
لا يزال فيلم "ماتيلدا" يشغل حيزا كبيرا من الرأي العام الروسي قبل عرضه بأسابيع.
الفيلم من إخراج المخرج الروسي أليكسي أوتشيتيل، ويروي قصة الحب بين آخر القياصرة الروس نيقولاي الثاني في شبابه، وراقصة الباليه البولندية ماتيلدا كشيسينسكايا، فأثار استياء ناشطين من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، الذين اعتبروا أن الفيلم يسيء إلى القيصر نيقولاي، الذي رفعته الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إلى مرتبة الشهداء ومتكبدي الآلام.
توالت الأحداث، فأحرق مجهول سيارة محامي المخرج، انتقاما لتصويره الفيلم، وحاول مجهولون حرق الأستوديو، بينما صرحت الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، من خلال بيان رئيس قسم العلاقات العامة في الكنيسة فلاديمير ليغويدا، برفضها أعمال العنف ذات الصلة بفيلم "ماتيلدا"، منوهة إلى أنها لا يمكن أن تكون نابعة من مؤمنين.
يستند ناشطو الكنيسة في هجومهم على فيلم "ماتيلدا" إلى المادة 148 من قانون انتهاك حرية الضمير والعقيدة الذي أصدره مجلس الدوما الروسي عام 2013، والذي يحظر إيذاء المشاعر الدينية، ويعاقب المعتدين عليها.
في سياق مواز، تقدمت نائب رئيس مجلس الدوما يلينا درابينكو بمشروع طلب لطرحه للتصويت في مجلس الدوما، لعرض فيلم "ماتيلدا" داخل أروقة المجلس، نظرا لما أثاره من ضجة مجتمعية لا تهدأ. وعلى الرغم من أن الطلب تم تجاهله في البداية، إلا أن نواب المجلس تمكنوا، يوم الخميس 28 سبتمبر، من مشاهدة الفيلم، وجاءت الآراء جميعها داعمة للفيلم، بما في ذلك رأي النائب يلينا درابينكو شخصيا، والتي قالت عن الفيلم: "الجميع يجب أن يشاهدوا هذا الفيلم، لأنه يعرض جزءا هاما من تاريخ روسيا في القرن الماضي".
كذلك علق نائب رئيس حزب "روسيا العادلة" بمجلس الدوما الروسي ميخائيل يميليانوف قائلا: "يجب عرض الفيلم جيد، ومن غير الممكن الحديث عن أي منع".
أما نائب رئيس كتلة الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي في المجلس ياروسلاف نيلوف، وقد شارك حزبه في وضع قانون حظر إيذاء المشاعر الدينية، فقد صرح بأنه "لم يجد في الفيلم ما يمكن أن يثير أو يؤذي المشاعر الدينية".
المصادر: وكالات
محمد صالح