سيرغي سلونيمسكي: قلبي يعشق وطني
احتفلت مدينة سان بطرسبورغ، يوم السبت 12 أغسطس بالذكرى الـ 85 لميلاد، سيرغي سلونيمسكي، أحد أهم مؤلفيها الموسيقيين.
أظن أن أحدا لا يضاهي نجاح سلونيمسكي في طَرق كافة قوالب الموسيقى: المسرح والسيمفونية والحجرة (بداية من قالب الرومانس "الليد" ومجموعات الأغاني إلى الصوناتات).
يقول الناقد الموسيقي، جوزيف رايسكين، إن "اتساع رؤاه الموسيقية وتنوع ألحانه يظهران في باليهاته وأوبراته: من الأجواء الأسطورية لـ (إيكاروس)، إلى الفولكلور الروسي في (أحلام إيفان الرهيب)، ومن قصة الحب في (ماريا ستيوارت) إلى (هاملت) و(الملك لير) لشكسبير. يتحرك سلونيمسكي كذلك من مقطوعة مثل (أنتيفونوف) للأوركسترا الوتري، إلى كونشيرتو لثلاث آلات غيتار كهربائي والأوركسترا السيمفوني والصوليستات، في الوقت ذاته فله الحق أن يفخر بشعبية وشهرة أغنيته (القطة ذات الأرجل الأربعة) التي ظهرت في فيلم (جمهورية شكيد)".
يأتي سلونيمسكي من أصول أدبية في مدينة بطرسبورغ (لينينغراد سابقا)، فهو ابن الكاتب الشهير ميخائيل سلونيمسكي، ما جعله قريبا من الدوائر الأدبية في المدينة، فقد تعامل مع ميخائيل زوشينكو، وقنسطنطين فيدين ويفغيني شفارتس.
يعد سلونيمسكي حفيد مدرسة بطرسبورغ التقليدية في التأليف الموسيقي التي ينتمي إليها كل من موديست موسورغسكي 1839-1881، وسيرغي بروكوفييف 1891-1953، وكثيرا ما يصفون موسيقاه بالقدرة على "الجمع بين مالا يمكن جمعه"، وعلى سبيل المثال فإنه يرى في الدوديكافونية (منهج التأليف الموسيقي السريالي المعتمد على إثنتي عشرة نغمة) آثارا لموسيقى الفولكلور.
وتعتزم قناة "كولتورا" عرض فيلم "حوار خارج الزمن" الوثائقي بمناسبة بلوغ المؤلف سن 85، حيث يعرض الفيلم حوارات شيقة لسيرغي سلونيمسكي مع أصدقائه الشعراء والفنانين مثل: الشاعر ألكساندر كوشنر والمؤلفة الموسيقية صوفيا جوبايدولينا والمؤرخ ياكوف جوردين وقائد الأوركسترا فلاديمير يوروفسكي والمخرج السينمائي ألكساندر ساكوروف.
كثيرا ما يسألون سلونيمسكي عما إذا كان نادما على بقائه في روسيا في الوقت الذي كان بإمكانه الذهاب إلى الغرب، وكانت إجابته دائما: "كلا، لم أندم يوما، لأنني موسيقي روسي، وقلبي يعشق وطني".
المصدر: فيديموستي بطرسبورغ
محمد صالح
