هل فعلا ترفض المجلات العلمية الغربية نشر بحوث لعلماء روسيا؟
ظهرت في وسائل الإعلام أخبار مقلقة، أشارت إلى أن المجلات العلمية العالمية، بدأت ترفض نشر بحوث علمية للعلماء الروس.
تبرر هذه المجلات رفضها، بحجج واهية حتى قبل عرض الموضوع على خبراء في مجاله، وتكتفي بالقول إن الموضوع ليس من ضمن اهتمامات المجلة. لقد سبق للعلماء الروس أن نشروا عشرات بل مئات البحوث والمقالات العلمية في هذه المجلات العلمية الغربية. ولكن يبدو حسب رأيهم، أن هذا له علاقة بالعقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية، كما حدث عام 2008 إبان حرب أوسيتيا الجنوبية.
من جانب آخر تنفي وزارة التعليم والعلوم الروسية شمول ما يكتبه العلماء الروس بالعقوبات المفروضة على روسيا، وحسب رأيها، فإن سبب الرفض هو النشاط الملحوظ للعلماء الروس وازدياد البحوث والمقالات العلمية التي يرغبون بنشرها في المجلات العالمية، خاصة وأن تقييم العالم سيتم منذ الآن على أساس عدد بحوثه ومقالاته العلمية المنشورة في المجلات العلمية الراقية.
كما يستغرب علماء روس من ذوي الشهرة العالمية مثل عالم الفيزياء، عضو أكاديمية العلوم الروسية، فاليري روباكوف، والأكاديمي ميخائيل أوغريوموف، من انتشار مثل هذه الأخبار، ويعزون سبب رفض هذه المجلات نشر إنتاجات العلماء الروس إلى المنافسة الشديدة بين العلماء حاليا، حيث تراكمت مقالات ومواضيع علمية كثيرة في إدارات هذه المجلات في السنوات الأخيرة خاصة. كما أن العلماء الصينيين يدفعون مبالغ جيدة لنشر إنتاجاتهم العلمية. إضافة لذلك كانت المجلات العلمية الرائدة تطلب أولا مختصرا عن الموضوع، وبعد ذلك تطلبه كاملا لإرساله إلى خبير معتمد لتقييمه، أما الآن فإن الغالبية العظمى من المجلات تسير على نفس هذا النهج، حتى تلك التي تأتي في المرتبة الثانية في التقييم.
إن ازدياد عدد المقالات العلمية، يسبب روتينية وشكلية في التعامل معها، خاصة إذا علمنا أن الجالسين في ادارات تحرير هذه المجلات هم شباب لا يفقهون شيئا في العلم، لذلك يبحثون في الإنترنت عن معلومات عن المؤلف، ومن ثم يتخذون قرار نشر الموضوع أم رفضه، وهذا ناتج عن المنافسة العلمية الشديدة.
ويقول الأكاديمي أوغريوموف، إذا فعلا بدأ الغرب بعرقلة ورفض نشر بحوثنا، فسوف نرد بإصدار مجلات علمية عالمية مختلفة، تكون تحت رقابة علمية راقية.
المصدر: RT+ روسيسكايا غازيتا